
صدر العدد الجديد لمجلة “الأمن ” التي تصدرها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بعنوان “المشهد الصادق”.
وتحدثت افتتاحية العدد عن انحدار الثقافة ردا على برنامج “مرحبا دولة”، وجاء فيها: “في وقت ينشغل الجميع بأحوال المناطق الحدودية مع ما يرافقها من تهديدات وتطورات، في وقت ينكب المواطن على تأمين لقمة عيشه بعد انهيار الوضع الاقتصادي، في وقت يثابر رجل الأمن على القيام بواجباته متعاليا على ما يعانيه من مصاعب.في وقت تتزايد فيه الصعوبات في مؤسسات الدولة، ويسيطر واقع الفراغ على المفاصل كافة، يأتيك برنامج تلفزيوني أقل ما يقال فيه إنه خارج عن أصول المبادئ والأخلاق.
لا عجب، ففي عصر الانحطاط يكون ذلك مبررا. وفي عصر التطاول على القانون يكون ما يحكى مسموحا، وفي عصر ضرب مؤسسات الدولة الشرعية يصير الخطأ صحيحا.وفي عصر التسلط والفلتان تصير لغة الوقاحة عنوانا.
لن ننجر إلى مهاترات لا طائل منها فمناقشة الجاهل كسب له. ولن نتعب كثيرًا في ملاحقة هؤلاء فعملنا أسمى من ذلك بكثير. ولن نأسف لأحوال الفن لأن الطارئين عليه مصيرهم الفشل ولو بعد حين. ما نأسف عليه أننا وصلنا إلى مستوى متدنٍ على الصعد كافة.
وما هذه البرامج إلا انعكاس لمدى انحدار الثقافة وسيطرة الجهل.
وما هذه التصرفات إلا صورة عن انعدام القيم الذي يضرب المجتمعات.
لكننا نأمل أن هذه المرحلة لن تطول، ولن تطول المعاناة التي نمر بها. سيعود الوطن إلى الطريق الصحيح. ستعود الفنون إلى رونقها. سيعود القانون إلى هيبته. ستعود الثقافة إلى منبرها”.