قضايا شائكة في “طنعش” لـِ بودي صفير قريباً

عمل سينمائي جديد تنتظره صالات العرض اللبنانية، يتمثل بفيلم يحمل عنوان”طنعش”(12)، يطرح مجموعة قضايا شائكة لكنها تحمل في طياتها آمالاً ليست بصعوبة المنال على رغم ظروفها.

يفتتح الكاتب والمخرج السينمائي بودي صفير فيلمه الجديد “طنعش”(12) ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للافلام المستقلة (LIFF) في الثالث والعشرين من ايلول الجاري امام النقاد والمدعوين رسمياً، وفي الرابع والعشرين منه امام العامة. ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات من خلال متابعة الموقع الرسميّ للمهرجان على الانترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي (Instagram: tnaash.movie and liffofficial).

يطرح الفيلم اصلاحاً قضائياً تخيلياً يتمّ التوصل إليه عقب تفجير الرابع من آب، وتتشكل عقبه هيئة محلفين من اثنَي عشر عضواً ومن خلفيات لبنانية مختلفة لتقرير مصير لاجئ متهم بقتل ناشطة اجتماعية، وإبرام حكم حياديّ بحقه، إمّا يوصله الى الإعدام او يثبت براءته.

ينبض “طنعش” بالواقعية ويشرّح المجتمع اللبناني ويعريه ويكشف عقده ولاوعيه الجماعيّ الذي تشكل عبر السنين نتيجة المآسي والانقسامات المستمرة والرفض النمطيّ للآخر والأفكار العبثية المتوارثة من جيل الى جيل. ولا يخلو بناءه الفنيّ اللافت من الرمزية، إن من حيث الصوت او الصورة.

الفيلم من تأليف وإخراج بودي صفير، ويلعب بطولته كل من: طارق يعقوب، باتريك الشمالي، يارا زخور، شادي عرداتي، سارة عبدو، طارق حاكمي، علي شقير، محمد عساف، سني عبد الباقي، طوني داغر، كريستينا فرح وعلي النجار.ومن المقرر عرض الفيلم في الصالات اللبنانية بعد انطلاقته ضمن المهرجان،.

الفيلم

ويتحدث فيلم “طنعش”، الذي سيعرض قريباً، عن مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أب 2020، ونتيجة إصلاح قضائي، تعقد أول جلسة لهيئة محلفين مؤلفة من 12 عضوا، ومن خلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة. وتتمحور الجلسة حول تقرير مصير لاجئ سوري منهم بقتل ناشطة اجتماعية كانت قد مدت يد العون للمتضررين من التفجير فهل ستتمكن الهيئة من ابرام حكم حيادي بالاجماع بمعزل عن عقدهم الشخصية وافكارهم النمطية؟

المخرج

وعن رؤيته، يقول المخرج لقد ماذا لو اضطر مجموعة من اللبنانيين من خلفيات دينية وسياسية مختلفة، الـ ار موحد بالاجماع لطالما تراود إلى ذهنى هذا السؤال الجدلي واذا حدث يوما هذا التجمع الأضطراري هل سيتمكن هؤلاء من التفاوض بموضوعية؟ الطلاقا من هذا السؤال الشخصي، خرجنا بسيناريو يتناول اصلاحا قضائياً “تخيلي تم التوصل اليه عقب. التفجير المفجع لمرفأ بيروت في الرابع من وبناء على ذلك، تتشكل هيئة محلفين من اثني عشر لبنانيا، من الذكور والإناث، لتقرر ما إذا كان اللاجئ السوري المتهم مذنبا ام لا. تم اختيار موقع التصوير بدقة فائقة ليكون تجسيدا رمزيا. فكانت احدى غرف مؤسسة كهرباء لبنان خبر اختبار ولعب تصميم الديكور في القسم الانتاجي دوراً بارزاً في خلق جو يعكس الأوضاع المتردية التي يعيشها لبنان في السنوات الأخيرة.

ساهمت الإضاءة وحركة الكاميرا في نقل الواقعية الرمزية. فالكاميرا تمكنت من خلق شعور لدى المشاهد يبعث على الظن كأنما أحد ما يسترق النظر ويتجسس على الجلسة، بالإضافة إلى التفاعل مع الحدث من طريق تقنية ال snap zoom‏، تتبع الكاميرا الممثلين وتجعلهم المتحكمين بحركتها. ولكنها تتوقف عن ملاحظتهم في بعض اللحظات تاركة لهم حرية التعبير. المونتاج السريع الايقاع يخدم الحوارات المفعمة بالتشويق والإثارة، كما يخدم التفاعل الفوري بين

الشخصيات

تلعب الموسيقى والمؤثرات الصوتية دوراً لافتاً في إضفاء الواقعية الى الفيلم. فعلى سبيل المثال، يعبر صوت الشارع وصوت الطيران الحربي عن وضع البلاد المفتوح على كل انواع الخروقات يشدد هذا الفيلم على اهمية وجود الأمل واهمية رسوخه في النفوس، بالرغم من كون اللبنانيون هم المسؤولين بشكل او باخر عن التضعضع الذي وصلت اليه بلادهم. لذا عليهم تدارك خطورة الأمر وتحمل المسؤولية وتصحيح الاخطاء. يقول الشاعر الراحل نزار قباني: “الآن عرفنا ماذا اقترفت أيدين”.

ربما لا تزال أمامنا فرصة.. ربما لا نزال تملك الأمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى