أبرز ما تناولته الصحف ليوم الثلاثاء ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥

كتبت صحيفة “النهار”: مع أن كل دول الشرق الأوسط والعالم العربي تحديداً وحتى الكثير من أنحاء العالم كانت مشدودة أمس إلى “اليوم التاريخي” بحق، الذي توج نهاية حرب غزة وتوزعت مشاهده التاريخية بين تل ابيب وغزة وشرم الشيخ، فإن انشداد لبنان إلى الحدث، بدا مميزاً نظراً إلى الانطباعات والمعطيات الواسعة النطاق التي تتوقع أن يكون لبنان الحلقة الأقرب إلى تلقي تداعيات وتأثيرات هذا الحدث، على رغم التدهور الميداني الذي سجل أخيراً في الجنوب والبقاع الشمالي منذراً بمزيد من ضربات واستهدافات إسرائيلية. وفيما سرت تساؤلات كانت أقرب إلى الشكوك حيال “تغييب” لبنان عن قمة شرم الشيخ، أسوة بدول أخرى كسوريا، ساهمت الإشارة الاستدراكية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطابه من الكنيست الإسرائيلي عن لبنان في إحداث ارتياح، لجهة ما عكسته من تذكير بأن لبنان لا يزال أولوية لدى الإدارة الأميركية، بما يؤكد معطيات ديبلوماسية وإعلامية برزت في الأيام الأخيرة حيال ترقّب اندفاعة أميركية جديدة وربما تحمل تغييرات عن المرحلة السابقة، وستتواكب هذه الاندفاعة مع وصول السفير الأميركي الجديد في لبنان، اللبناني الاصل ميشال عيسى والذي سيكون المعني بملف لبنان مكان الموفدين السابقين توم برّاك ومورغان أورتاغوس. كما أن ما بدّد أيضاً الانطباعات عن غياب لبنان عن الحدث المباشر البارحة، تمثّل في موقف يمكن وصفه بأنه متقدم للغاية ويحمل دلالات بارزة أطلقه رئيس الجمهورية جوزف عون، معلناً بمنتهى الوضوح جاهزية لبنان للتفاوض وعدم معاكسة مسار المنطقة، داعياً إلى التزام إسرائيل وقف العمليات العسكرية في لبنان كشرط لانطلاق التفاوض. هذا الموقف بدا بمثابة تأكيد لبناني لملاقاة مسار السلم والسلام الذي ضجت به تطورات اليوم التاريخي أمس، ناهيك عما تثيره التطورات التصعيدية الإسرائيلية والمعاندة العبثية لـ”حزب الله” برفض تسليم سلاحه، فيما “نموذج غزة” استقطب مظلة دولية غير مسبوقة شكلت الرسالة الأكثر تعبيراً عن معالم المرحلة التي انطلقت مع نهاية حرب غزة.
وقد خصّص الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب لبنان في خطابه في الكنيست، مؤكداً دعم إدارة “الرئيس اللّبنانيّ في نزع سلاح حزب الله”، ومعتبرًا أنّ لبنان يقوم بعملٍ رائع على هذا الصعيد”. وإذ اعتبر أنّ “حزب الله هو خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه”، قال: “في لبنان تمّ تدمير حزب الله، وندعم نزع سلاح الحزب وحصره بيد الدولة، وبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها”.

كما أن ترامب تطرّق إلى لبنان في حديثٍ آخر فقال: “نحن نبني مستقبلًا جديدًا. الروابط التجاريّة الّتي سننشئها هنا ستكون بين تل أبيب ودبي، وبين حيفا وبيروت، بين القدس ودمشق، بين إسرائيل مع مصر والسعوديّة وقطر”.
أما الرئيس جوزف عون، فذكّر في حديثه إلى جمعية الإعلاميين الاقتصاديين أمس “أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وأن الحرب لم تؤد إلى نتيجة؟”. وأضاف: “إسرائيل ذهبت إلى التفاوض مع حركة “حماس” لأنه لم يعد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض، فيحدد في حينه”. وسئل عمَّا إذا كان لبنان في خطر، فأجاب: “لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لا سيما وأن كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية. المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولاً سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثّر لا يمكن إنهاؤها بسرعة، فاليونان مثلاً خرجت من أزمتها الاقتصادية بعد 8 سنوات على رغم الدعم الذي قدَّمه لها الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول. لكن التقدم ملحوظ في لبنان وقد وردت إحصاءات أجرتها مؤسسة “غالوب” أظهرته وأوردت ادلة حسيَّة عليه”.

وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي، لكنها لم تتجاوب. الآن نأمل بأن نصل إلى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأن هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب ألا نعاكسه”.
وفي هذا السياق، أوضح السفير المصري علاء موسى أمس، أن “لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل”. وأضاف: “على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان”.
في غضون ذلك، جدّد رئيس الحكومة نواف سلام تعهد الحكومة بإعادة الإعمار، وكتب أن “ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى  بلداتهم وقراهم”.
أما في المواقف السياسية، فردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “ما أدلى به أكثر من وزير بتصريحات حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 1701، وقال إن “هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات تشرين الثاني 2024، عليها هي أن تقوم بتحمّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني”. وأضاف: “عبثاً نحاول أن نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا أن نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024. أما أن نستمر بدفن رؤوسنا في الرمال، وأن نعوِّض عمّا يجب عمله بلعن الظلمة والعدو ولوم الدول الراعية بأنها لم تفعل شيئاً للبنان، فهذه وصفةٌ لفتح المجال واسعاً أمام إسرائيل كي تكمل ما تقوم به”.

 

 

كتبت صحيفة “الجمهورية”: الحدث إقليمي؛ المرحلة الأولى من اتفاق غزة يبدو أنّها تسير وفق ما هو مرسوم لها، حركة “حماس” أفرجت عن الأسرى الإسرائيليِّين الأحياء لديها، وإسرائيل في المقابل أفرجت عن مئات الأسرى الفلسطينيِّين من السجون الإسرائيلية. ومن المقرّر إطلاق 1966 من الأسرى الفلسطينيين. ويأتي ذلك بالتوازي مع الاحتفالية اللافتة بهذا الحدث، التي بدأت مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، واستُكمِلت في القمّة الموسّعة التي انعقدت في شرم الشيخ، بمشاركته وحضور مجموعة كبيرة من قادة الدول.
والواضح في هذه الاحتفالية، أنّ الرئيس الأميركي قارب الاتفاق الجاري تنفيذه في غزة، على أنّه يُدخل المنطقة “في عصر ذهبي لإسرائيل وللشرق الأوسط، فهذا اليوم يُشكّل فجراً تاريخياً لمنطقة الشرق الأوسط على غرار ما شهدته الولايات المتحدة من ازدهار وسلام، وما يحدث ليس نهاية الحرب فحسب، بل نهاية عصر الإرهاب والموت، والأجيال القادمة ستتذكّر هذه اللحظة باعتبارها اللحظة التي بدأ فيها كل شيء يتغيّر نحو الأفضل”، وفق ما أعلن في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي، الذي تناول فيه الملف اللبناني، معلناً عن “تدمير “حزب الله”، وندعم الرئيس اللبناني في مهمّته لنزع سلاح الكتائب الإرهابية لـ”حزب الله” وبناء دولة مزدهرة”.

وأشار ترامب إلى “أنّنا سنطبّق السلام من خلال القوة، ولدينا أسلحة لم يحلم بها أحد، وآمل ألّا نضطرّ لاستخدامها. لقد أنهينا 8 حروب في غضون 8 أشهر، وسأضمّ هذه الحرب إلى القائمة بعودة الرهائن”. وأشاد بدور إسرائيل في استخدام المعدات العسكرية التي قدّمتها الولايات المتحدة، لافتاً إلى اتصالاته المتكرّرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الأزمة، مضيفاً: “تمكنا من وضع حدّ للدولة الأخطر في العالم، وأنهينا مشروعها النووي بالكامل”، معتبراً أنّ “إيران تعرّضت إلى ضربة قاصمة، وسيكون من الرائع أن نُبرِم اتفاق سلام مع الإيرانيِّين”.

ولفت إلى أنّه لا يُحِبّ الحرب، وأنّ شخصيّته تُفضّل وقف الصراعات، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في وعودها بعدم نسيان ما جرى في 7 تشرين الأول وعدم السماح بتكراره. وأضاف، أنّ “أمن إسرائيل لن يعود مُهدّداً بأي شكل من الأشكال بعد نزع سلاح “حماس”، والمنطقة بأكملها وافقت على خطة لنزع سلاح حماس”. وشكر “جميع الدول العربية والإسلامية التي توحّدت للضغط على حركة “حماس” لإطلاق سراح الرهائن”، مؤكّداً أنّ “تعاون هذه الدول يعكس رغبة مشتركة في إنهاء العنف وبناء مستقبل من الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وكان ترامب قد أعلن على متن الطائرة الرئاسية الأميركية خلال توجّهه إلى إسرائيل ثم مصر لترؤس “قمّة السلام” في شرم الشيخ: “لا أعتقد أنّ مَن قدّموا لي الضمانات اللفظية بشأن اتفاق غزة يُريدون أن يُشعروني بالإحباط”. واصفاً زيارته إلى المنطقة بأنّها “ستكون مميّزة جداً”، ومعتبراً “أنّ اتفاق السلام في غزة، قد يكون أعظم إنجاز شارك فيه على الإطلاق. سأكون فخوراً بزيارة غزّة، وأود أن تطأ قدماي أرضها”.

أثناء وصوله إلى شرم الشيخ، أكّد ترامب: “أنّ العالم كله متحمّس، وهذه اللحظة تعني السلام للشرق الأوسط”، معتبراً أنّ “اتفاق غزة ما كان ليحدث لو كانت إيران تمتلك سلاحاً نووياً”.
وفي كلمة له في الكنيست، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ما من رئيس أميركي فعل من أجل إسرائيل مثل ما فعله ترامب”، ووصفه بـ”أعظم صديق حظِيَت به إسرائيل”، مشيداً بالدور الذي لعبه في ملف إعادة الأسرى، ومؤكّداً أنّ إسرائيل أعادت جميع المختطفين الأحياء، وتعمل على إعادة جثامين القتلى. وأعلن أنّه “ملتزم بتحقيق السلام وفق خطة ترامب. الحكومة تُدرك الدور الحاسم الذي لعبه ترامب في إعادة الأسرى”، معرباً عن شكره له على “وقوفه إلى جانب إسرائيل في وجه الأكاذيب التي تعرّضت لها في الأمم المتحدة”، وعلى “اعترافه بحقوق إسرائيل التاريخية في الضفة الغربية. إنّ السنوات المقبلة هي سنوات السلام داخل إسرائيل وخارجها”، مشيراً إلى أنّ “يحيى السنوار ومحمد الضيف واسماعيل هنية وحسن نصرالله وبشار الأسد جميعهم رحلوا. أمدّ يد السلام إلى كلّ مَن يُريد السلام معنا”.

ونقلت القناة 12 العبرية عن نتنياهو قوله بعد وصول الرئيس الأميركي إلى تل أبيب: “إنّ الحرب انتهت”. فيما كان قد أدلى بموقف مناقض قبل ذلك، أعلن فيه “الانتصار في الحرب”، إلّا أنّه أشار إلى أنّ “المعركة لم تنتهِ بعد”، زاعماً أنّ “بعض أعداء إسرائيل، يحاولون التعافي واستعادة قدراتهم”.

ترحيب

أثار هذا الحدث موجة إشادات واسعة على المستوى العالمي، وأجمعت المقاربات على الترحيب بالاتفاق وتبادل الأسرى. وبرز في هذا السياق، إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ بلاده مستعدة للانخراط الكامل في الجهود الدولية الهادفة إلى تثبيت الاستقرار في القطاع، مشيراً إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد “عملاً مشتركاً” يضع الأسس لحل سياسي طويل الأمد، قائم على دعم السلطة الفلسطينية وتنفيذ مبدأ حلّ الدولتَين.
ترقّب حذر
في موازاة الحدث الفلسطيني، يتموضع الداخل اللبناني على منصّة التأرجُح بين الترقّب القلق لما قد يَلي اتفاق غزة من ارتدادات عليه، وبين الاستهدافات الإسرائيلية المتتالية والإعتداءات المتمادية، وسط مخاوف جدّية من أن تنتقل إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة إلى التصعيد على جبهة لبنان، ومحاولة فرض وقائع أمنية عليه، ولاسيما في المنطقة الجنوبية، وبين التخبّط في الإشكالات السياسية التي تُنذِر بالصدام على الملفات الخلافية، سواء ما يتصل بسلاح “حزب الله”، أو بالاستحقاق الانتخابي الذي فُتحت ساحته لمعركة قاسية حول قانون الانتخابات النيابية، شرارتها كامنة في تصويت المغتربين.
وإذا كانت الأجواء الإنتخابية يسودها حال من التحدّي المتبادل بين مؤيّدي إشراك المغتربين في انتخاب كل أعضاء المجلس النيابي، ومعارضي هذا الأمر، بالتزامن مع ضخّ مناخ في الأجواء الداخلية يُشكِّك في إمكان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في أيار المقبل، إلّا أنّ هذا التحدّي، على ما يقول مسؤول رفيع لـ”الجمهورية”: “لا يعدو أكثر من جزء استباقي من اللعبة الانتخابية، التي عجّلت فيها بعض الأطراف تحت عنوان المغتربين، في محاولة شديدة الوضوح للشحن الانتخابي وحشد الشعبية واستعطاف الناخبين”.
وكشف المسؤول عينه عن معطيات أكيدة، تفيد بأنّ كل المكوّنات الداخلية صارت متيقنة من “أنّ معركة المغتربين لن توصل إلى أيّ مكان، وأنّ طريق اقتراح تعديل القانون الحالي لمنح المغتربين حق الانتخاب لكل المجلس، يصطدم برفض رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يماشي مَن صوّتوا مع القانون الحالي ثم انقلبوا عليه، لأنّهم لم يعودوا يرَون مصلحتهم فيه، وبتأكيده على “أنّ هناك قانوناً انتخابياً نافذاً فليُطبَّق”، ما يعني أنّ “قدرة تعديل القانون وتمرير تصويت المغتربين، هي منعدمة أساساً”.
وبحسب معلومات موثوقة للمسؤول عينه، فإنّ هذه الأطراف تقوم بالشيء ونقيضه في آنٍ معاً. فهي من جهة، تحافظ على وتيرة تصعيدية عالية حيال هذا الأمر في العلن، إلّا أنّها في الخفاء بدأت تحضيراتها لانتخابات بلا مغتربين، وتؤكّد ذلك حركة الاتصالات المكثفة التي تجري على أكثر من خط سياسي، وكذلك حركة مجموعات نيابية مصنّفة سيادية وتغييرية، بدأت منذ الآن تطرق أبواب أحزاب سياسية وكتل نيابية، توسّلاً لحجز أمكنة لها في اللوائح الانتخابية، علماً أنّ خبراء الإحصاءات والاستطلاعات الانتخابية يتفقون على خيبة شعبية عارمة من هذه الفئات التي لم تكن بقدر التوقعات”.
ورداً على سؤال أوضح: “المستويات الرئاسية جميعها حسمت موقفها لناحية إجراء الانتخابات في موعدها، ومعلوماتي تؤكّد أنّ رئيس المجلس ضدّ التمديد للمجلس النيابي ولو لدقيقة واحدة، وأنّ الانتخابات ستجري في موعدها، وليس ما يمنع ذلك على الإطلاق، وبالتالي لا تأجيل للانتخابات تحت أي ظرف حتى ولو حدث زلزال”.

الجبهة الجنوبية
وفي الجانب اللبناني الآخر، تبقى الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان هي الهاجس المقلق لكل المستويات الداخلية، لكن بمعزل عن الضخّ المتعمّد من قِبل بعض الغرف وما تنعق به ألسنة التوتير والتهويل، فإنّ مصدراً قريباً من لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكّد لـ”الجمهورية” أنّه لا يرى في الأفق احتمالات تصعيد. لافتاً إلى أنّ أمام اللجنة عملاً حثيثاً في هذه المرحلة، وضمن المسار الذي يضمن حسن تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ولفتت المصادر إلى أنّ اللجنة تقدّر المهمّة المنوطة بالجيش اللبناني في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع قوات حفظ السلام “اليونيفيل”، وتدعو كل الأطراف إلى تسهيل مهمّته. وأضاف: “الجميع يؤكّدون على تمكين الجيش اللبناني من إكمال مهمّته وتوفير ما يحتاجه من إمكانات في هذا السبيل، كما يُشدّدون على دور قوات “اليونيفيل”، وعدم استهدافها من قِبل أي طرف”. مشيراً في هذا السياق إلى الاستهدافات المتتالية لهذه القوات من قبل الجيش الإسرائيلي.
وإذا كان المناخ الداخلي العام، خاضعاً إلى قلق كبير من تصعيد إسرائيلي محتمل، وخصوصاً بعد العدوان الأخير الذي طال بنية مدنية وآليات في منطقة المصيلح، والذي قُرىء على أنّه رسالة اسرائيلية بعدم السماح بإعادة إعمار المناطق اللبنانية التي تدمّرت أو تضرّرت في عدوان الـ66 يوماً، فإنّ مصادر ديبلوماسية غربية قالت ردّاً لـ”الجمهورية”: “التصعيد ممكن في أي لحظة، طالما أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لم يُحترَم من قِبل كل الأطراف، أنا شخصياً لا أرى أي رابط بين ما يجري في غزة وبين لبنان، وتبعاً لذلك لا أعتقد أنّ إنهاء الحرب في غزة يعني أن تشتعل الحرب في لبنان، فوضع لبنان منفصل، وثمة مؤشرات تفيد بتوجّه لدى الدول المعنية بلبنان، وأقصد هنا الولايات المتحدة الأميركية، بإعادة تحريك مساره نحو التسوية والحل”.
النائب المر في قصر بعبدا
استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون النائب ميشال المر أمس، في القصر الجمهوري في بعبدا. وأكّد المر بعد لقائه رئيس الجمهورية: “تشرّفتُ بلقاء فخامة الرئيس، وقد هنأته على مواقفه الوطنية الصلبة، وأكّدتُ خلال اللقاء على أهمّية الموقف الذي صدر عنه بعد قصف إسرائيل لمنطقة المصيلح، وبما يتضمّنه من رؤى ومضامين تعبّر عن نهج واضح في استعادة الدولة لمؤسساتها وهيبتها”. وتابع: “ويقيني أنّ هذا الموقف يشكّل امتداداً طبيعيّاً لخطاب القَسَم، وخارطة طريق لإعادة بناء الدولة على أسس دستورية حديثة وعصرية”.
وختم: “تداولت مع فخامة الرئيس في أبرز الاستحقاقات الدستورية والوطنية المقبلة، إلى جانب قضايا إنمائية واجتماعية تهمّ المواطنين”.
قائد الجيش
من جهته، أكّد قائد الجيش العماد رودولف هيكل خلال تفقّده قيادة لواء المشاة العاشر في بلدة كفرشخنا – زغرتا، “أنّ أمن لبنان مصان بفضل احتراف العسكريِّين وصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن قناعة وإيمان، على رغم من صعوبة المرحلة الحالية”. لافتاً إلى أنّ “المؤسسة العسكرية تبقى محل إجماع اللبنانيِّين وثقة الدول الشقيقة والصديقة، بفضل تفانيهم”.

وتحدّث عن “تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب”، مشيراً إلى أنّ “هذه الاعتداءات تتسبّب بسقوط شهداء وتُخلّف أضراراً مادية كبيرة، وتمثل تهديداً مستمراً للبنان، وخرقاً فاضحاً للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية”.
وخلال تفقّده وحدات اللواء في منطقتَي البداوي وتربل، توجّه إلى العسكريِّين بالقول: “نحن ننظر إلى وطننا بمختلف مناطقه بعين المسؤولية، لأنّنا نرتدي بزة الشرف والتضحية والوفاء، والمؤسسة العسكرية هي الضامن لوحدة البلاد، على رغم من الافتراءات والشائعات، ونجاحها يعتمد على نجاح الوحدات وأدائها في مختلف المناطق اللبنانية. لكل منكم دوره الأساسي في استمرار الجيش الذي يتولّى مهمات جساماً ونوعية في الداخل وعلى امتداد الحدود، فلا مجال أمامنا للضعف أو التهاون. الجيش يُجسّد الأمان بالنسبة إلى المواطنين. ولن يتوانى عن تقديم التضحيات من أجل خلاص لبنان”.

 

كتبت صحيفة “الديار”: فيما كان الشعب الفلسطيني يحتفل “بطوفان الاسرى”، أمضى الرئيس الاميركي دونالد ترامب نحو خمس ساعات في “التملق” لنفسه، “ولاسرائيل”، محاولا انقاذ سمعتها الملطخة بدماء الفلسطينيين، ودماء اللبنانيين، وابناء المنطقة. تحدث عن “سلام ” دون ان يتلفظ ولو شكليا باحتمال قيام دولة فلسطينية تعيد بعضا من حقوق الشعب الفلسطيني على اجزاء من ارضه. في خطابه “الفلكلوري” امام “الكنيست”، “تباكى” على المستوطنين الاسرى، ولم يلتفت طبعا لمعاناة الاسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، اكد ان السلام ليس املاً بل حقيقة، دون ان يشرح كيف سيحصل ذلك في ظل تبني دولة الاحتلال استراتيجيته فرض “السلام” بالمزيد من القوة! ولم يشرح ايضا كيفية ترجمة اقواله الى افعال وتحويل وقف النار وتبادل الاسرى الى اتفاق سياسي؟ وكان اول اختبار لوهم “السلام” فشل ترامب في “تنظيف” سجل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بالامس الذي لم يتمكن من مرافقته الى قمة شرم الشيخ بعدما رفض عدد من القادة المشاركين حضوره، وهددوا بالمغادرة؟!

الغموض سيد الموقف…
حاول الرئيس الاميركي توزيع الرسائل في اتجاهات عدة، لكن يبقى الغموض سيد الموقف حيال ما ينتظر المنطقة في المرحلة المقبلة، خصوصا ان الامر برمته يرتبط بنزق رجل واحد لا يمكن التكهن بخطواته او قراراته، ويؤمن ان “السلام” يعني اذعان الطرف الآخر، ويواصل بيع “الاوهام”! وهو اليوم يقوم بمهمة محددة، انقاذ “اسرائيل” من عزلتها الدولية بعدما عرتها حرب غزة وباتت لدى معظم الراي العام الغربي”دولة” ابادة جماعية. والمفارقة انه يقدم نفسه “كرجل سلام”، بينما يقر “بتبجح” امام الكنيست ان اسلحة الابادة الاسرائيلية هي اميركية المنشأ، وقد ابدى اعجابه علنا بقدراتها التدميرية، وبحرفية جيش الاحتلال في كيفية استخدامها!ولم ينس الرئيس الاميركي التباهي بضرب المنشأت النووية الايرانية، لكنه جدد الدعوة لايران للالتحاق بمشروعه في المنطقة!..
الانتظار..وعرض التفاوض

وفيما الانتظار سيد الموقف في لبنان الذي لم تتم دعوته الى قمة شرم الشيخ، حيث تم توقيع الدول الضامنة على اتفاق انهاء الحرب على غزة، حضر الملف اللبناني في كلمة ترامب امام “الكنيست”، حيث وصف حزب الله بانه “خنجر” ضرب “إسرائيل”، وقال ” أنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان”.. في المقابل طرح رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون التفاوض مع “اسرائيل” دون تحديد شكل هذا “التفاوض”، ولفت الى ” انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة “حماس” لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه”.
كلام علني قيل في “الكواليس”
ووفق مصادر سياسية بارزة، فان كلام الرئيس قد يكون الاول من نوعه بهذا الوضوح علنا، لكنه ليس جديدا وتم طرحه على مسامع الموفدين الأميركيين توم براك، ومورغان اورتاغوس، لكنهما عادا من “اسرائيل” باجوبة سلبية للغاية، لان حكومة الاحتلال لا تجد نفسها مضطرة الى التفاوض مع الجانب اللبناني الذي يجب ان يخضع لشروطها، لا التفاوض عليها، ولم يبد الجانب الاميركي حتى اليوم اي مؤشر على احتمال قيامه بالضغط على “اسرائيل” لتنفيذ اتفاق وقف النار، اولا، ثم الانتقال الى ترتيبات يمكن التفاهم عليها بين الجانبين. اي لا شيء للتفاوض عليه، والمطلوب لبنانيا الاذعان، وتنفيذ الاجندة الاسرائيلية. ولهذا فان ما قاله الرئيس ليس متفقا عليه مع الاميركيين، وانما يحاول الرئيس الاستفادة من الزخم المعلن اميركيا لتحقيق “السلام” في المنطقة، ويريد ان يحجز مكانا للساحة اللبنانية على “الطاولة”، كي لا تهمل وتبقى رهينة بيد قوات الاحتلال التي توسع نطاق اعتداءاتها على نحو خطير، وتلمح الى المزيد.
مؤشرات مقلقة!

وفي هذا السياق، لم تكن اشارة الرئيس الاميركي امام “الكنيست” بالامس، مطمئنة بل هي تثير الكثير من القلق حيال كيفية تعامل واشنطن مع الملف اللبناني، خصوصا انها تضع على عاتق الرئيس عون مهمة لا يمكن ان تتحول الى واقع في ظل استمرار “العربدة” الاسرائيلية، وغياب الضغط الاميركي على دولة الاحتلال لاحترام تنفيذ القرار 1701، وقد بلغ التجاوب الرسمي اللبناني مع الضغوط الاميركية حده الاقصى، ولم يعد بالامكان تقديم اي تنازلات جديدة قد تهدد السلم الاهلي. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات السيناتور الجمهوري الداعم لدولة الاحتلال ليندسي غراهام الذي اكد على ” ضرورة أن ينجح لبنان في نزع سلاح حزب الله قبل أن يعمّ السلام الحقيقي في المنطقة” وقال” يجب أن تكون المنطقة والعالم مستعدين لمساعدة لبنان في هذا المسعى المهم”…
لا جواب قبل تسلم عيسى
وامام هذه المعطيات، تلفت مصادر دبلوماسية الى ان صدى”الجواب” الاميركي على الدعوة اللبنانية للتفاوض، لن تصل قبل تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى لمهامه في “عوكر”، لكن يخشى ان يصل قبله الرد الاسرائيلي، ميدانيا، خصوصا ان الاميركيين يتحججون راهنا بالاغلاق الحكومي لتبرير غياب حراكهم الدبلوماسي تجاه لبنان، وهذا ما يعزز المخاوف من فترة الفراغ التي لا يدرك احد كيف يمكن ان يملأها رئيس حكومة الاحتلال الذي سيتحرك من الان وصاعدا على وقع ازماته الداخلية التي يفترض ان تتفاقم مع الدخول في عام الانتخابات التشريعية، فيما لا مؤشرات على تغيير في الاستراتيجية الاميركية حتى الان.

لا تجاوب اميركي- فرنسي
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون “إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه..
لماذا غاب لبنان؟
من جهته، برر السفير المصري علاء موسى، عبر حضور لبنان قمة شرم الشيخ بالقول أن “لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل”. ورأى أن “مؤتمر شرم الشيخ عنوان للجهود والإرادة العربية التي توحدت وراء موقف حقيقي، واليوم سيكون بداية لمرحلة جديدة عنوانها السلام”، مشددا على أن “هناك الكثير من التحديات، ولكن إذا ما استمر الزخم نفسه يمكن التغلب عليها”.وأضاف: على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان!
تحرك الحكومة الدولي
ووسط تساؤلات عما اذا كان رئيس الحكومة نواف سلام قد تبنى نهجا جديدا في تعامله مع الخروقات الاسرائيلية، وبعد يوم على اعلانه التوجه لرفع شكوى لمجلس الامن ضد “اسرائيل” اثر الاعتداء على المصيلح، جدد سلام، التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم. كذلك ، أمل رئيس الحكومة، أن تسهم قمة شرم الشيخ في فتح أفق جديد في المنطقة، داعياً “الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين” إلى العمل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتحقيق الانسحاب الكامل..

وكتب عبر حسابه على “اكس”: ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات.
هيكل: “اسرائيل” تهديد للبنان
من جهته، جدد قائد الجيش العماد ردولف هيكل تحميل “اسرائيل” مسؤولية خرق اتفاق وقف النار، واشار خلال تفقده الوحدات العسكرية في زغرتا” الى تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب، مشيرًا إلى أن “هذه الاعتداءات تتسبب بسقوط شهداء وتُخلّف أضرارًا مادية كبيرة، وتمثل تهديدًا مستمرًا للبنان، وخرقًا فاضحًا للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية”.
جعجع “عكس التيار”
وفي موقف مستغرب، يثير الكثير من علامات الاستفاهم، لانه يحمل لبنان مسؤولية الاعتداءات الاسرائيلية، انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ما صدر عن أكثر من وزير حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي بتنفيذ القرار 1701 ، وقال” معالي الوزراء المحترمين، هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024، عليها هي ان تقوم بتحمُّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني. واضاف: عبثا نحاول ان نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا ان نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024.
“نكاية بالطهارة”!

وقد علقت مصادر مقربة من “الثنائي” على كلام جعجع بالقول: انه يقدم خدمات مجانية للعدو ويبرر له الاستمرار بالاعتداءات على الاراضي اللبنانية، وهو يغرد خارج سرب السيادة الحقيقة التي تفترض به ان يتبنى كلام رئيس الجمهورية جوزاف عون وقائد الجيش اللذين يرددان يوميا ما مفاده ان لبنان التزم بكل مندرجات ال1701بينما تواصل “اسرائيل” خرقه وعدم الالتزام به، فلماذا يصر جعجع على تبني استراتيجية “..نكاية بالطهارة”؟!
“بلبلة” صحية؟
صحيا، سادت البلبلة بين المواطنين بالامس، بعد اصدار وزارة الصحة قرارا يقضي بتوقيف العمل بشركة مياه “تنورين” وسحب منتجاتها من السوق وذلك بسبب التلوث. وقد وقع القرار وزير الزراعة الدكتور نزار هاني بصفته وزيرا للصحة بالوكالة بسبب وجود الوزير الأصيل ركان ناصر الدين في زيارة رسمية خارج لبنان.
مؤتمر صحافي اليوم
وفور صدور القرار، أعلنت شركة ينابيع مياه تنورين ،عقد مؤتمر صحافي في مقر الشركة – جسر الباشا اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً،وأوضحت الشركة في بيان أن “هذا المؤتمر يأتي في إطار حرص الشركة على توضيح الحقائق ووضع الرأي العام أمام المعلومات الدقيقة المتعلقة بجودة مياه تنورين ومطابقتها الكاملة للمواصفات والمعايير اللبنانية والدولية المعتمدة.. من جهتها، أعربت بلدية تنورين عن تفاجئها “بقرار وزارة الصحة،وطلبت البلدية في بيان من وزارة الصحّة تزويدنا بنتائج الفحوص ومكان إجرائها، خصوصًا أنّ الوزارة في قرارها شرحت أنّ فريق الترصّد الخاص بها أخذ عيّنات بتاريخ 6/10/2025 وأتت غير مطابقة للمواصفات القياسية اللبنانية لتلوّثها ببكتيريا بسودومانوس وإيروجنوزا. وسألت الوزارة “عمّا إذا وصلها أي شكاوى بحالات صحيّة نتيجة تلوّث المياه،وطالبت وزارة الصحّة بإعادة الفحوصات سريعًا للتأكّد من نتائجها..

 

 

المصدر: الوكالة الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى