تدهور النوم بعد الأربعين: الأسباب الخفية وكيف نعالجها

مع التقدم في العمر، يلاحظ كثير من الأشخاص أن نومهم لم يعد كما كان في مراحل الشباب، إذ يصبح أكثر تقطعًا وأقل عمقًا. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن بلوغ سن الأربعين يمثل نقطة تحول في جودة النوم، نتيجة لتغيرات بيولوجية وهرمونية ونمط حياة متراكم عبر السنوات.

أحد أبرز الأسباب هو التراجع الطبيعي في إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. ومع انخفاض مستوياته بعد الأربعين، يصبح من الصعب على الجسم الدخول في مراحل النوم العميق والحفاظ عليها لفترات طويلة. كذلك، تلعب التغيرات الهرمونية، خصوصًا لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، دورًا في اضطرابات النوم نتيجة تقلب مستويات الإستروجين والبروجستيرون.

من ناحية أخرى، تبدأ التغيرات الصحية المزمنة بالظهور في هذا العمر، مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، آلام المفاصل، أو مشاكل الجهاز الهضمي، وهي عوامل قد تزعج النوم أو تسبب استيقاظًا متكررًا ليلاً. كما يساهم التوتر النفسي الناتج عن ضغوط العمل أو المسؤوليات العائلية في زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يعيق الاسترخاء ويؤدي إلى أرق مزمن.

ولا يمكن تجاهل دور العادات اليومية التي تتفاقم مع التقدم في السن، مثل قلة النشاط البدني، الإفراط في تناول الكافيين، واستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، ما يضعف الإيقاع الحيوي للجسم.

ولتحسين جودة النوم بعد الأربعين، ينصح الخبراء بالالتزام بجدول نوم منتظم، وتجنب المنبهات ليلاً، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام، إضافة إلى خلق بيئة نوم هادئة ومظلمة. كما يُستحسن استشارة الطبيب عند استمرار الأرق، إذ قد يكون علامة على مشكلة صحية أعمق.

فالنوم الجيد بعد الأربعين ليس ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية ومواجهة تحديات العمر بثبات ونشاط.

 

المصدر: موقع القوات اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى