
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، كلمة تأبينية في ذكرى مرور ثلاثة أيام على وفاة المرحومة الحاجة ياسمين أحمد دياب (أم وحيد مصطفى)، وذلك في حسينية البرجاوي، بحضور حشد من علماء الدين، وفعاليات سياسية واجتماعية وتربوية، ورؤساء بلديات ومواطنين.
استهل الشيخ الخطيب كلمته بتقديم العزاء لأسرة الفقيدة، سائلاً الله لها الرحمة والمغفرة، ومؤكداً أن تكريم الأم هو من أعظم القيم التي أرساها الإسلام، مستشهداً بقول النبي محمد (ص): “الجنة تحت أقدام الأمهات”. واعتبر أن الحاجة ياسمين دياب تمثل نموذجاً للأم المجاهدة التي كرّست حياتها لتربية أسرتها وبناء بيتها، وهو جهاد يستحق الوسام والاحترام.
وفي سياق كلمته، شدّد سماحته على أن الأم تمثل ركناً أساسياً في تثبيت المجتمع، وأن الثقافة التي تكرّم الأم هي ثقافة حياة، بينما الثقافات التي تهمّش دورها تؤدي إلى التلاشي والضعف. واعتبر أن الصراع الذي تعيشه الأمة هو صراع ثقافي بالدرجة الأولى، يستهدف العقيدة والهوية، وليس مجرد صراع على الأرض أو المصالح.
وتطرّق الشيخ الخطيب إلى الهجمة الغربية على ثقافة المقاومة، مشيراً إلى أن مناهضيها يتبنون مفاهيم مستوردة تبرّر العدوان وتدعو إلى الاستسلام، في حين أن ثقافة التضحية والشهادة هي التي حفظت الأمة في وجه محاولات الإبادة عبر التاريخ. كما انتقد الخطاب الذي يروّج لاستسلام الشعوب أمام التفوق المادي، مؤكداً أن النصر الحقيقي ينبع من الإيمان والإرادة والارتباط بالله.
وفي ختام كلمته، تناول سماحته قضية المرأة في الإسلام، رافضاً الاتهامات التي تصوّر الدين كمصدر للظلم بحقها، ومؤكداً أن الإسلام أعطاها وظيفة تكاملية عادلة تتناسب مع قدراتها، بعيداً عن المفاهيم الغربية التي تسعى إلى تفكيك المجتمع عبر تشويه القيم الدينية والثقافية.