أبرز ما تناولته الصحف ليوم الثلاثاء 21 تشرين الأول 2025

كتبت صحيفة “البناء”: قال المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي «إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهم باعتقاده أنه دمّر المنشآت النووية الإيرانية وإنه بإمكانه أن يعيش مع هذا الوهم»، وأضاف السيد خامنئي أن «الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول في زيارته للأراضي المحتلة، رفع معنويات الصهاينة عبر بعض تصريحاته الفارغة والباطلة»، موضحاً أنهم «يشعرون بالإحباط بسبب الصفعات التي تلقوها من إيران خلال حرب الـ12 يوماً، فلم يتخيل العدو أن الصواريخ الإيرانية قادرة على قصف أعماق مراكز أبحاثه وتدميرها».

 

بالتوازي كان رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدّث في اجتماع للكنيست، قال معلقون في القنوات الفضائية إنها ربما تكون آخر جلسة للكنيست قبل الانتخابات المبكرة التي يستعدّ لها نتنياهو، القلق من الفشل في إقرار الموازنة بعد انسحاب الحريديم من حكومته، والقلق من التصويت على تشكيل لجنة تحقيق موسعة في أحداث طوفان الأقصى وفقاً لاقتراح وقعه 40 نائباً من المعارضة، وفي الطريق إلى الانتخابات تراجع نتنياهو عن سردية النصر التي كان يتباهى بها أمام انتقادات واسعة في الرأي العام للحديث عن النصر بينما حماس تمسك بالأمن في غزة، وحزب الله يعيد بناء قوته، ولا يبدو أن لدى «إسرائيل» خريطة طريق واضحة بعد بلوغ الحرب الحد الأقصى وفشلها في تحقيق النصر، بينما المبادرات الدبلوماسية الأميركية يغلب عليها السعي لوقف إطلاق النار دون امتلاك ديناميكية بحجم الوعود، كما يقول الوضع في غزة وفي لبنان، ومع بقاء القوة الإيرانية التي أصابت «إسرائيل» بخسائر فادحة والقوة اليمنيّة التي واظبت على إقفال البحر الأحمر واستهداف العمق الإسرائيلي، واختار نتنياهو خطاباً بديلاً يقوم على القول إن «إسرائيل» كانت مهددة بالزوال والسقوط، مع خطر امتلاك إيران سلاحاً نووياً مع هذه القوة الصاروخية المدمرة، وتهديد حزب الله بالدخول إلى الجليل، وما قامت به حماس في طوفان الأقصى، وأنه نجح بحماية «إسرائيل» من خطر السقوط.

 

في عالم آخر كالعادة يطل المبعوث الأميركي توماس برّاك مهدداً بحرب إسرائيلية على لبنان، ما لم يقبل لبنان بالتخلي عن القرارات الأممية التي تحفظ حقوقه والانخراط في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل» دون أي ضمانات لاستعادة حقوقه في أراضيه، ومع التبشير بتهجير 100 ألف لبناني من مدنهم وبلداتهم وقراهم لإقامة حزام أمني إسرائيلي على الحدود، والتوقيع أسوة بسورية على امتيازات أمنية إسرائيلية في الأراضي والمياه والأجواء، والمخاطرة بالسلم الأهلي عبر تكليف الجيش اللبناني نزع سلاح حزب الله بالقوة ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية.

 

فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان لجرّ الحكومة اللبنانية الى تفاوض مباشر لانتزاع مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية فشل بتحقيقها خلال الحرب، تكثّفت الاتصالات واللقاءات بين أركان الدولة لتوحيد الموقف الداخلي والبحث بسبل مواجهة الضغوط الدبلوماسية الأميركية المترافقة مع التصعيد العسكري الإسرائيلي، وإطباق مكثف وغير مسبوق للمسيرات الإسرائيلية في معظم الأجواء اللبنانية وصولاً الى أجواء قصر بعبدا.

 

ووضع خبراء في الشؤون العسكرية التحليق المكثف للمسيرات والطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية في إطار توجيه رسائل سياسية للدولة اللبنانية أكثر مما هو جهد استخباري للتمهيد لتنفيذ عملية عسكرية جوية واسعة في لبنان. مشيرين لـ«البناء» إلى أن رفع وتيرة الضغط العسكري والحركة الجوية تترافق مع عروض أميركية لإحياء المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لجسّ نبض لبنان حيال التفاوض مع «إسرائيل» لفرض الشروط السياسية والأمنية الإسرائيلية على لبنان على غرار ما يحصل في سورية لاعتبار الإسرائيلي أن القوة والمزيد منها يؤدي إلى إخضاع الجبهات التي تشكل خطراً على الأمن الاستراتيجي الإسرائيلي مثل غزة ولبنان وسورية.

 

وحضرت هذه التطورات وملف التفاوض مع «إسرائيل» في لقاء عقد في بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما استقبل عون الجمعة الماضي رئيس الحكومة نواف سلام وتباحثا في التفاوض. ولدى خروجه من بعبدا قال الرئيس بري عن أجواء اللقاء: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس».

 

ولفتت جهات رسمية لـ«البناء» إلى أن جهود رئيس الجمهورية تتركز على تحصين الساحة الداخلية وتوحيد الموقف السياسي الوطني والاتفاق بين الرؤساء الثلاثة والحكومة على رؤية واستراتيجية موحدة للتعامل مع العرض الأميركي وأي عروض جديدة ولمواجهة أيّ توسيع للحرب العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان. وأوضحت الجهات أن «إسرائيل تريد عبر التصعيد العسكري وبث الحرب النفسية على لبنان وخلق الانقسام السياسي الداخلي لإضعاف الموقف السياسي اللبناني قبل بدء المفاوضات أكانت مباشرة أو غير مباشرة، ما يدفع الحكومة إلى التنازل لمصلحة العدو تحت ضغط الانقسام الداخلي واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية.

 

ووفق معلومات «البناء» أن الحراك الرئاسي ناتج عن عرض أميركي نقله المبعوث الأميركي توم براك إلى الدولة اللبنانية، يقضي بإطلاق مفاوضات بوساطة أميركية على الملفات العالقة بين لبنان و«إسرائيل» لا سيما النقاط الـ 13 المتنازع عليها إلى جانب النقاط الست التي احتلتها «إسرائيل» بعد الحرب مقابل انتشار الجيش اللبناني الكامل واستكمال نزع السلاح في جنوب الليطاني ثم العمل لاحقاً على حصرية السلاح بيد الدولة بعد تحقق الانسحاب الكامل من الجنوب ووقف الخروقات.

 

وجزمت أوساط سياسية لـ«البناء» أن «رئيس الجمهورية لن يفرط بعناصر قوة لبنان وبالسيادة الوطنية وبوحدة اللبنانيين وتماسك المؤسسة العسكرية»، مشيرة إلى أن أي موقف لبناني إزاء العرض الأميركي ومواجهة العدوان سيكون بالتوافق بين أركان الدولة والحكومة، وأن الرئيس على تشاور دائم مع رئيسي المجلس والحكومة، ولم يقبل بتفاوض مباشر أو عقد اتفاقية سلام مع «إسرائيل» ولم يفاوض تحت النار، بل على الجانب الإسرائيلي الانسحاب ووقف الخروقات ثم البدء بالمفاوضات.

 

وفي سياق ذلك، تشير مصادر صحافية إلى أنّ «برّاك كان قد نقل إلى الجانب اللّبناني في الأسبوع الماضي، مبادرةً تقوم على أن يجتمع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون وبرّي ورئيس الحكومة نواف سلام معه، لمناقشة انسحاب إسرائيلي من لبنان خلال شهرين، ووقف الخروقات، في إشارة إلى مفاوضات غير مباشرة لحلّ الأزمة، وكان ردّ لبنان إيجابيّاً على المبادرة الأميركيّة».

 

وكشف رئيس مجلس النّواب نبيه بري، أنّ مسار التفاوض المقترَح بين لبنان و«إسرائيل» قد سقط، بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشّأن، مشيراً إلى أنّ «المسار الوحيد حاليّاً هو مسار «الميكانيزم»، الّذي يضمّ ممثّلين للدّول المعنيّة والرّاعية لاتفاق وقف العمليّات العدائيّة، الّذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في تشرين الثّاني الماضي».

 

وأوضح في حديث صحافي أنّ «الموفد الأميركي توم برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي بأنّ «إسرائيل» رفضت مقترحاً أميركيّاً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهلّ بوقف العمليّات الإسرائيليّة لمدّة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنيّة».

 

ولفت برّي إلى أنّ «بالتالي، تمّ التراجع عن أيّ مسار للتفاوض مع «إسرائيل»، ولم يعد هناك من مسار دبلوماسي قائم، سوى العمل ضمن الآليّة المتَبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار (الميكانيزم)»، مبيّناً أنّ «تطوّراً مهمّاً حصل في آليّة عملها، بعدما باتت تجتمع كلّ أسبوعين، خلافاً للمسار الّذي اتبعته في السّابق، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطّعة ومتباعدة».

 

وشدّد على «أنّنا متمسّكون باتفاقيّة وقف إطلاق النّار الّتي تمّ التوصّل إليها في تشرين الثّاني 2024، وهي الاتفاقيّة الّتي يُفترض أن تشرف على تنفيذها لجنة الميكانيزم»، مشيراً إلى أنّها «الآليّة المعتمَدة حاليّاً، ولا شيء سواها».

 

وأمام هذه التطوّرات، رفض بري القول إنّه متشائم أو متفائل، قائلاً: «أنا متشائل».

 

بدوره، أشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، في حديث تلفزيوني الى أن «واشنطن عرضت ما يشبه الوساطة ونحن فهمنا أن مسعاها سيؤدي إلى الضغط على «إسرائيل» لكي تلتزم بالاتفاق وهو ما لم يحصل». ولفت متري، الى أن «الصيغة التي اقترحها المبعوث الأميركي وقبلها لبنان لم تُقبل عند الإسرائيلي»، مضيفاً «»إسرائيل» استمرت في الخرق اليومي لوقف الأعمال العدائية التي اتفق عليها في 27 تشرين الثاني من العام الماضي».

 

وقال «فكرة التفاوض غير المباشر هي من أجل تنفيذ ما تعهّدت به «إسرائيل» العام الماضي ومن ثم الدخول في موضوع الحدود»، لافتاً الى أنني «لا أعتقد أن أحداً يظن أن لبنان مستعد أو قد طُلب منه أن يوقع اتفاقية سلام مع «إسرائيل»».

 

وذكر أن «هدف المفاوضات غير المباشرة هو النظر إلى المستقبل بشرط أن يُنفذ ما اتُفق عليه»، مشيراً الى أننا «لن نتفاوض على قرار سبق واتُّفق عليه بل الحديث هو عن تنفيذه وليس التفاوض حوله». وأردف «التفاوض على المستوى السياسي لم يكن وارداً عندنا وربما كان ذلك من شأنه أن يزعج الإسرائيليين فاستمروا بغطرسة القوة».

 

وأشار مصدر دبلوماسي على تواصل مع مسؤولين في واشنطن لـ«البناء» الى أن الأميركيين مصرّون على مطلب حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز المؤسسات ويعتبرون أن الفرصة اليوم أمام لبنان لن تكرّر لإحداث تغيير شامل في سياسات النظام اللبناني للانضمام إلى الاتفاقات التي تخدم السلام في الشرق الأوسط عبر قمة شرم الشيخ والحوار بين إسرائيل والنظام الجديد في سورية، وتريد الإدارة الأميركية حل الملفات العالقة والتوتر بين لبنان و«إسرائيل» عبر مفاوضات بينهما يقضي بوقف الأعمال العدائية وفق اتفاق 27 تشرين وترتيبات أمنية تفتح الباب أم انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب واستعادة الأمن والاستقرار على جانبي الحدود كما كان قبل الحرب الأخيرة.

 

وكان برّاك لفت في تغريدات على اكس إلى أن «خطوات سورية الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعاً مستقبلياً، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لـ«إسرائيل». ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية. يواجه لبنان الآن خياراً حاسماً: إما انتهاز فرصة التجديد الوطني أو البقاء غارقاً في الشلل والتدهور». أضاف: «يجب على الولايات المتحدة دعم بيروت للانفصال سريعاً عن ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وتحقيق التوافق مع إيقاع مكافحة الإرهاب في منطقتها قبل أن تستنزفها موجة جديدة من عدم التسامح مطلقاً مع المنظمات الإرهابية». ونبّه برّاك من أنّ «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحزب الله حتماً مواجهة كبرى مع «إسرائيل» في لحظة قوة «إسرائيل» ودعم إيران لحزب الله في أضعف نقاطه. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026»…»الان وقت لبنان للعمل».

 

في المقابل رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن الاعتدات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وخصوصا الجنوب هي محاولة لاستكمال تحقيق مجموعة من الأهداف التي عجز عنها في عدوانه الواسع خلال ستين يوماً من الحرب وأهمها طرد سكان الجنوب واحتلال جنوب الليطاني وتهجير هذه القرى، وهو ما أفشلته تضحيات المقاومين وصمود شعبنا، ولكن العدو واصل خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي التزمت به المقاومة من موقع الحرص بعدما التزمت الدولة بتحمّل هذه المسؤولية لأنها هي مَن قالت إنها تريد أن تتصدى لهذا الأمر، والعدو يحاول اليوم أن يضرب استقرار الجنوب ويثير القلق، ويجعل الناس غير مطمئنين في بلداتهم وقراهم وأعمالهم، ويريد أن يمنع إعادة الإعمار، وأن يضغط على الدولة اللبنانية كي تذهب إلى مفاوضات سياسية، لأنه يرسل بطرق مختلفة أنه يريد مفاوضات مع لبنان ويريد اتفاقاً سياسياً.

 

وبُعيد مواقف برّاك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند أطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة – كفررمان. وألقت الطائرات المغيرة عدداً من الصواريخ التي أحدث انفجارها دوياً هائلاً تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب بإشعال حرائق عديدة في الأحراج ، وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الإسلامية على محاصرته وإخماده.

 

وحلّق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما حلق على علو منخفض جداً فوق بيروت والضواحي.

 

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن «الجيش الإسرائيلي هاجم بنى تحتية لحزب الله في منطقة النبطية في لبنان».

 

وأعلنت قيادة الجيش، أنه «بتاريخ 20 /10 /2025 وضمن إطار متابعة الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، عملت وحدة من الجيش بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل على إزالة عدد من المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية التي كان العدو الإسرائيلي قد أقامها بتاريخ 19 /10 /2025 ليلاً في خراج بلدة عيترون – بنت جبيل، لقطع طريق في البلدة ومنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم».

 

في مشهد من مشاهد الصمود والتحدي، وتأكيداً على التمسّك بالأرض وإرادة الحياة، افتتحت بلدة ميس الجبل الحدودية مجمع المدارس الموقّت أمس، إيذاناً بانطلاق العام الدراسي، وبعد قُرابة الشهر من التجهيزات اللوجستية والإدارية والأمنية. وقد وصل أكثر من 300 طالب في صفوف الابتدائي والثانوي والمهني إلى المجمع المؤلّف من 40 غرفة جاهزة حُوِّلت إلى صفوف للدراسة والإدارة ولوازمها.

 

وُسجِلت جبهة عين التينة – معراب سجالاً سياسياً – انتخابياً، حيث كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»: دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس».

 

على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك! إلا أنّ جعجع عاد وتوجه الى الرئيس بري بالقول: «هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائباً، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية».

 

كتبت صحيفة “الديار”: بعد طول انقطاع، عاد المبعوث الاميركي توم برّاك الى «ثرثرته» المعتادة حيال الملف اللبناني، متهما الحكومة اللبنانية بالعجز، والجيش بانعدام القدرة، متوعدا «بعضلات» «اسرائيل» لنزع سلاح حزب الله، بالتزامن مع غارات عنيفة شنتها طائرات قوات الاحتلال الحربية جنوبا، وتحليق مستفز بالطائرات المسيرة على علو منخفض فوق بيروت والضاحية. وكان لافتا بالامس تحليق احدى المسيرات فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

 

في المقابل، نعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عقد «لقاءً ممتازا» مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، المسار التفاوضي الذي كثرت التحليلات حوله في الايام القليلة الماضية، وكشف ان حكومة الاحتلال رفضت الفكرة، وابلغت المبعوث الاميركي بانها غير معنية بذلك، ما يترك العلاقة مع الاحتلال معلقة على لجنة «الميكانيزم» المشكوك في نجاح جهودها ، في الزام «اسرائيل» بمفاعيل اتفاق وقف النار، وكذلك على احتمال انطلاق مبادرة قطرية لم تتضح معالمها بعد؟!

 

اتفاق الإذعان

 

ووفق مصادر مطلعة، لا جديد في تصريحات برّاك، فهو يكرر بشفافية تامة مواقف دولة الاحتلال، ولا يتحدث كوسيط نزيه، لكنه يدشن مرحلة جديدة من الضغوط القصوى على لبنان، للاستفادة من الموجة العالية لوقف النار المترنح في قطاع غزة، دون ان يعني ذلك حصول ترجمة عملية لمواقفه قريبا، في ظل شكوك في وجود نية اسرائيلية بشن حرب واسعة في المدى المنظور، بما ان الواقع الميداني الراهن مناسب جدا لاستراتيجيتها القائمة على مواصلة الضغط بالنار دون ان تدفع اي ثمن في المقابل، تمهيدا لرفع متدرج لا يصل الى حد الانفجار الكبير، على ان تتدخل واشنطن لاحقا لفرض تفاوض مباشر على لبنان «المنهك» امنيا واقتصاديا، للوصول الى اتفاق «اذعان» يؤمن مصالحها الامنية اولا، فيما لا تبدو مهتمة باي اتفاق سياسي لم يعد ضمن اولوياتها راهنا.

 

ماذا أراد الرئيس؟

 

وفي هذا السياق، جاءت مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون كمحاولة «لاستدراج» الولايات المتحدة الى مربع جديد، يخرجها من حالة المراوحة التي ارتضت لنفسها به، عندما تنازلت عن دورها كضامن لاتفاق وقف النار.

 

الموقف السلبي مفاجىء

 

واذا كان الرئيس عون قد نجح في تحصين موقفه داخليا، بوضع شروط محددة لهذا التفاوض الذي يحمي السيادة اللبنانية، ويعيد الاستقرار الى البلاد دون الذهاب الى اتفاق سياسي، الا ان الموقف السلبي الاميركي كان مفاجئا بحديته، بعدما جاء الجواب من توم برّاك واضحا لجهة عدم القدرة على تسويق اقتراح مماثل في «اسرائيل»، التي عادت واكدت للمبعوث الاميركي انها غير معنية باي عملية تفاوض راهنا، وما هو مطلوب من السلطات اللبنانية لا يقبل التفاوض، وهو نزع سلاح حزب الله اولا، وبعد ذلك يمكن البحث في مستقبل العلاقات، مع اصرار حاسم على عدم التراجع عن استمرار الخروقات الحالية، التي تعتبرها «اسرائيل» جزءا من استراتيجية منع حزب الله من التعافي.

 

الرهان على الدور القطري؟!

 

وفي هذا الاطار، لا يبدو ان في نية رئيس الجمهورية «الاستسلام» للقضاء و «القدر الاسرائيلي»، وهو يعول على تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى مهامه مطلع الشهر المقبل، لمحاولة «كسر الجليد» الاميركي.

 

ووفق مصادر سياسية بارزة، سبق وتواصل عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع القيادة السعودية، في محاولة لانعاش المسار التفاوضي. وبعد ان اتضح ان قدرات باريس والرياض في تعديل الموقف الاميركي ضعيفة، ثمة محاولة جدية يعمل عليها بعض الاصدقاء المقربين باتجاه قطر، كدولة راعية للكثير من عمليات التفاوض السابقة، واذا تبلور موقف واضح مع القطريين، فان ثمة بصيص امل في فتح «كوة في الجدار» الاميركي، باعتبار ان للدور القطري وزنا مختلفا داخل البيت الابيض، وقد تنطلق الجهود جديا بعد فترة قد لا تتعدى الشهر المقبل، اذا صمد الاتفاق في غزة!

 

لقاء «ممتاز» في بعبدا

 

وقبل ان ينعى رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاوض مع «اسرائيل»، التقى لنحو نصف ساعة مع الرئيس عون في بعبدا. ووفق المعلومات، كانت المقاربة موحدة في كل الملفات، حيث حضر ملف اعادة الاعمار، وكذلك الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة، وجرى البحث في كيفية الضغط على الدول الضامنة لتفعيل لجنة «الميكانيزم»، لكي تكون فاعلة في وقف الاستباحة الاسرائيلية للسيادة اللبنانية.

 

وبعد وصفه اللقاء مع الرئيس «بالممتاز» كالعادة، اكد الرئيس بري في تصريحات اعلامية، أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان و «إسرائيل» قد سقط ، بسبب رفض «تل أبيب» التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلا إن المسار الوحيد حالياً هو مسار «الميكانيزم»…

 

«إسرائيل» تجهض الحوار

 

وقال الرئيس بري إن الموفد الأميركي توماس برّاك، أبلغ لبنان بأن «إسرائيل» رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية…

 

وقال بري إن «برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها «إسرائيل»، وبالتالي لم يعد هناك من مسار ديبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)». وأشار إلى أنه «حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة». واكد بري ان «لبنان متمسك باتفاقية وقف إطلاق النار.» وأمام هذه التطورات، رفض أنه متشائم أو متفائل، قائلاً «أنا متشائل»، في إشارة إلى مساحة مختلطة بين التشاؤم والتفاؤل.

 

تصريحات استفزازية

 

من جهته، وبعد فترة من «الصمت»، عاد توم برّاك الى تصريحاته الاستفزازية التي تطالب لبنان بالاستسلام دون اي نقاش للمطالب الاسرائيلية، ويأتي تذكير برّاك بالخيار العسكري الإسرائيلي لتدمير ترسانة حزب الله في هذه الخانة، اي خانة الضغط على لبنان واستعجاله، تزامنا مع الغارات العنيفة جنوباً، كل ذلك على وقع تلويح بفرض عقوبات اميركية على معرقلي الحل التفاوضي في لبنان.

 

فمن دون مقدمات، اقتحم المبعوث الاميركي المشهد اللبناني، بحزمة تغريدات عالية السقف ضد حزب الله اولاً لنزع سلاحه سريعاً، لأن خلاف ذلك فالمواجهة الكبرى واقعة مع «اسرائيل القوية « و «ايران الضعيفة»، وعزله سياسياً في الانتخابات وللسلطة السياسية في لبنان، وثانياً للاختيار فإما «انتهاز فرصة التجديد الوطني، أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور»، حسب تعبيره.

 

تهديدات برّاك

 

وكان برّاك قال في تغريدات على «اكس» انه «مع استعادة سوريا استقرارها مع جيرانها، بما في ذلك «إسرائيل» وتركيا، تُشكل هذه العملية الركيزة الأولى في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل، أما الركيزة الثانية فيجب أن تكون نزع سلاح حزب الله داخل لبنان، وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل».

 

وفي منشور «وقح» تحدث من خلاله عن امن «اسرائيل»، رأى ان «خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعا مستقبليا، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح حزب الله الخطوة الثانية». ونبه برّاك إلى ان «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحزب الله حتما مواجهة كبرى مع «إسرائيل»… وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026.»

 

ارتفاع وتيرة الاعتداءات

 

وتزامنا مع مواقف برّاك التصعيدية، نفذ الطيران المعادي ظهر امس سلسلة غارات جوية، وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق ومجرى نهر الخردلي، وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة – كفررمان .

 

وألقت الطائرات المغيرة عددا من الصواريخ، التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان واقليم التفاح، وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب باشعال حرائق عديدة في الاحراج. وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على محاصرته وإهماده.

 

وزعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي انه تمة مهاجمة بنى تحتية لحزب الله في منطقة النبطية في لبنان.

 

وحلّق طيران العدو فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما حلق على علو منخفض جدا فوق بيروت والضواحي. كذلك حلق الطيران المسيرعلى علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وكذلك فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

 

سجال جعجع – بري

 

داخليا، وفي سجال لن «يقدم او يؤخر» في مسار القانون الانتخابي، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، متوجها للرئيس بري بالقول» لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكان على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن شريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس. على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جَعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك. وفي رد على الرد، قال جعجع هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائبا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية…

 

نصيحة «التنمية والتحرير»

 

ووفق مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، لن تغير محاولات الضغط على الرئيس بري في موقفه لا اليوم ولا في المستقبل حيال القانون الانتخابي، لان من يظن انه يتعامل مع «اغبياء» فهو «واهم»، فكيف يمكن ان يعتقد احد ان الرئيس بري يمكن ان يقدم تنازلات «لخصومه»، كي يتقدموا على فريقه السياسي انتخابيا؟ لهذا، فالنصيحة للجميع ان يبدؤوا التحضير للانتخابات وفق القانون الحالي، كيلا يداهمهم الوقت. اما الضغط على الرئيس بري فلن يؤدي الى اي نتيجة، وما على «القوات» الا ان تتواضع، وتخيط بغير «هالمسلة»، لان الاسلوب مكشوف وغير مُجدٍ؟!

 

كتبت صحيفة “نداء الوطن”: تصدّر الأحداث أمس مقال مطوّل نشره المبعوث الأميركي توم برّاك على حسابه عبر منصة “إكس” بعنوان “سوريا ولبنان: الخطوة التالية نحو سلام شامل في الشرق الأوسط”، وأكد فيه أهمية قيام لبنان بنزع سلاح “حزب الله” قبل أن تقوم إسرائيل بذلك.

 

بدوره، أعلن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية مسعد بولس، أن “محادثات السلام في المنطقة قد تتوسع لتشمل سوريا ولبنان”.

 

وترافق هذا التطور الدبلوماسي غير المسبوق مع تصعيد لافت في حركة المسيّرات الإسرائيلية في لبنان التي حلقت أمس وللمرة الأولى في الأجواء فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

 

وتزامنًا، علمت “نداء الوطن” أن دولًا أوروبية وغربية أبلغت عددًا من المنظمات المدنية العاملة في لبنان بتوخي الحيطة والحذر في الأيام المقبلة وعدم التنقل إلا للضرورات القصوى واقتصار عملها في لبنان على الضروريات القصوى وتجنب الذهاب إلى مناطق الجنوب والبقاع ومحيط الضاحية الجنوبية.

 

عون وبري والمفاوضات مع إسرائيل ثالثهما

 

وأتت هذه التطورات فيما كان رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يبحثان في لقاء جمعهما في بعبدا في وضع الجنوب والقصف الإسرائيلي المستمر ووضع لبنان بعد اتفاق غزة، وفق معلومات “نداء الوطن”. وأضافت هذه المعلومات أن البحث بين الرئيسين تناول بشكل أساسي مسألة التفاوض مع إسرائيل. وبعدما طرح الرئيس عون سابقًا تجربة التفاوض على الحدود البرية، ركز الرئيس بري على تفعيل عمل الميكانيزم خصوصًا أنها تضم جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع، وجرى التشاور بين عون وبري وتم الاتفاق على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة قبل تبني أي شكل من أشكال التفاوض خصوصًا أنه يجب معرفة رأي إسرائيل وأميركا في هذا المجال.

 

ولفتت مصادر سياسية عبر “نداء الوطن” إلى أن رئيس المجلس حاول في اجتماع بعبدا “الإيحاء بأن رئيس الجمهورية في صفه وتحييد الأخير عن المسار العام وإجهاض فكرة الرئيس عون حول المفاوضات عن طريق تفكيك الفكرة وإفراغها من مضمونها وتحويلها إلى مسألة شكلية وليست جوهرية كما هو مفترض”. كما لفتت المصادر إلى أن كلام بري عن “علاقة ممتازة” مع رئيس الجمهورية موجّه أيضًا للرئيس نواف سلام لإظهار الأخير أنه على مسافة أبعد من رئيس الجمهورية مما هي المسافة بين عين التينة وبعبدا .

 

برّاك: مواجهة كبرى بين إسرائيل و”الحزب”

 

في المقابل، رأى برّاك أن “خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعًا مستقبليًا، تمثل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلاح “حزب الله” الخطوة الثانية. ونبه برّاك من أن “إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لـ “حزب الله” حتمًا مواجهة كبرى مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ودعم إيران لـ “حزب الله” في أضعف نقاطه”.

 

وخلص إلى القول: “يصل السفير الأميركي الجديد إلى لبنان، ميشال عيسى، الشهر المقبل لمساعدة بيروت على اجتياز هذه الملفات المعقدة بثبات. الآن هو وقت لبنان للعمل”. وتساءلت أوساط إذا كانت تغريدته الطويلة تمهيدية لتنحّيه عن الملف لمصلحة السفير الجديد ميشال عيسى أو رسالة تنبيه لا تقبل أي تأويل.

 

لبنان في عين العاصفة

 

وقرأت مصادر سياسية بارزة وثيقة الصلة بالموقف الأميركي أبعاد ما صرّح به برّاك. وقالت لـ “نداء الوطن” في هذا الصدد: “إنه حراك استراتيجي ويأتي ضمنه كلام برّاك. فهو قال إنه في حال لم تقدم الدولة اللبنانية على خطوات لنزع سلاح “حزب الله ” فسيترك الأمر لإسرائيل وينعكس تداعيات على الملف اللبناني. أهمية الموقف الذي أعلنه برّاك هي في توقيته، وهو الأول من نوعه بعد قمة شرم الشيخ ومبادرة رئيس الجمهورية في اتجاه المفاوضات وحلّ المشاكل العالقة بين لبنان وإسرائيل”.

 

وقالت المصادر: “نتحدث عن دخول أميركي متجدد على الخط للقول إن الملف التالي هو لبنان، فلا يفكرن أحد بأن هذا الملف منسي، وأن لبنان على الرف الأميركي. بل بالعكس، ستكون الخطوة التالية في لبنان بعد غزة. هذا تحذير قبل العاصفة كي يأخذ لبنان بالاعتبار أن تلافي هذه العاصفة سيكون بنزع سلاح حزب الله. فإذا لم يقدم على ذلك، فسيكون لبنان في قلب العاصفة”.

 

وخلصت المصادر إلى القول: “استراتيجيًا، بدأ موضوع سلاح “الحزب” يتحرك من الباب الأميركي بعد قمة شرم الشيخ بدعوة بيروت إلى أن تقدم، لأنه من الواضح أن “حزب الله” ليس في وارد التخلي عن مشروعه المسلح”.

 

و”حزب الله” يرد

 

وبينما غاب أي موقف رسمي من مقلب برّاك قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن: “الكلام الأميركي واضح والمطالب الإسرائيلية واضحة، وكما قال برّاك في مقابلته ‏الأخيرة، إن السلام وهم، وإن إسرائيل لا تريد أن تنسحب من النقاط ‏الخمس، وإن إسرائيل تريد في المنطقة أن تذهب حيث تشاء ومتى تشاء وكيفما تشاء”.

 

ردود بين جعجع وبري والخلاصة: المجلس سيد نفسه

 

وفي سياق منفصل اندلع أمس سجال بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وبين الرئيس بري عندما كتب جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”، التالي: “دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك “إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج”، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديمقراطية”.

 

على الأثر، نقلت مصادر عن بري قوله ردًا على كلام جعجع: “من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إليّ؟ ألم يعد في جعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك”.

 

وبعد رد عين التينة كتب جعجع مجددًا على حسابه عبر منصة “إكس”: “دولة الرئيس بري، هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار أن تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقعه 67 نائبًا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية”.

 

وأبلغت مصادر نيابية بارزة “نداء الوطن” أن ما قصده جعجع هو الإصرار على وضع اقتراح القانون المعجل الخاص بتعديل قانون الانتخابات على جدول أعمال أول جلسة تشريعية، وتذكير بري بأنه رئيس للمجلس وليس رئيسًا للنواب ما يعني الأكثرية النيابية هي التي تقرر”.

 

وليلًا، علمت “نداء الوطن” أن وزير الثقافة غسان سلامة زار معراب حيث استقبله جعجع وبحثا معًا في موضوع اقتراع المغتربين.

 

عدوان: جلسة اليوم إدارية وليست تشريعية

 

وفي سياق متصل، أعلن النائب جورج عدوان مساء أمس أن جلسة مجلس النواب اليوم، هي إدارية تنظيمية وليست تشريعية. أضاف أن نواب كتلة “الجمهورية القوية” سيحضرون الجلسة حيث لن يكون هناك تغيير على مستوى أعضاء هيئة المكتب ورؤساء اللجان.

 

وأوضح عدوان أن النائب ميشال الدويهي سينسحب ولن يترشح لعضوية هيئة المكتب، وبالتالي لن تكون هناك مفاجآت. وخلص عدوان إلى القول: “بعد الجلسة سيكون لنا موقف تصعيدي في ما يتعلق باقتراع المغتربين”.

 

يوم أمني طويل

 

ميدانيًا، واصل الطيران المسيّر الإسرائيلي تحليقه على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، منذ صباح أمس.

 

وشوهدت مسيّرات تُحلّق على مستوى منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية عصرًا، كما حلقت مسيرة إسرائيلية قرب القصر الجمهوري في بعبدا

 

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثانية والثلث من بعد ظهر أمس سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي وهي تقع عند أطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة – كفررمان.

 

وألقت الطائرات المغيرة عددًا من الصواريخ التي أحدث انفجارها دويًا هائلًا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت أجواء المنطقة المستهدفة، وتسببت بإشعال حرائق عدة في الأحراج.

 

وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” إن الغارات استهدفت بنى تحتية لـ “حزب الله” في منطقة النبطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى