ترامب وبوتين في مدرسة مكيافيللي: تحالف الظل ومفاتيح الشرق الأوسط

في قراءة سياسية تستند إلى فلسفة نيقولا مكيافيللي، يسلّط عبد الهادي محفوظ الضوء على تحالف غير معلن بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يجسّدان معاً ثنائية “الذئب والحمل” المكيافيللية. ترامب، بصراحته واندفاعه، يقدّم نفسه كـ”ملك الملوك”، بينما يختار بوتين الغموض والبرودة الاستخبارية، ما يعزز توازن الأدوار بينهما في ملفات حساسة كأوكرانيا وسوريا.

 

التحليل يشير إلى أن هذا التحالف يتجاوز المصالح الظرفية، ليشكّل محوراً استراتيجياً في رسم خرائط النفوذ، خصوصاً في سوريا، حيث توسّع الدور الروسي في الساحل والمنطقة الكردية، بينما تراجع ترامب عن دعم أوكرانيا بصواريخ توماهوك، ما أربك الحسابات الأوروبية.

 

في المقابل، يظهر الرئيس السوري بشار الأسد بعيداً عن المدرسة المكيافيللية، متردداً بين النفوذين الروسي والإيراني، على عكس والده حافظ الأسد الذي كان حاسماً ويحافظ على “شعرة معاوية” مع الجميع. هذا التردد، وفق محفوظ، ساهم في انهيار النظام السوري أمام تنافس الحلفاء وتغاضي واشنطن، التي تتهيأ لاحقاً للاستثمار في إعادة الإعمار والثروات الطبيعية.

 

أما لبنان، الذي كان يرتبط بسوريا كجسر نحو العراق وإيران، فقد بات اليوم أمام ضرورة إعادة صياغة سياساته الداخلية والخارجية، خصوصاً في ظل سقوط مشروع “إسرائيل الكبرى” بدفع أميركي وسعودي، ما يفتح الباب أمام تفاهمات لبنانية داخلية ومفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود مع إسرائيل.

 

ويختم محفوظ بالإشارة إلى الدور المرتقب للسفير الأميركي اللبناني الأصل ميشال عيسى، الذي يحمل تفويضاً واسعاً من ترامب، وقد يشكّل جسراً دبلوماسياً في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ملف المفاوضات اللبنانية-الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى