
صدر كتاب جديد للدكتور أحمد محمد قيس بعنوان “فلسفة الغيب بين العلم والدين”: أو لمن الملجأ في زمن الشدائد؟”، وهو عمل فكري عميق يستعرض العلاقة بين الدين والعلم من منظور فلسفي وإنساني، ويطرح تساؤلات جوهرية حول مصدر الطمأنينة في حياة الإنسان، خاصة في لحظات الأزمات والشدائد.
ويبدأ الكتاب بمدخل فلسفي يشير الى ان الإنسان محكوم بجناحي الدين والعلم وأن الإنسان خُلق ومعه الدين والعلم كجناحين لا يمكنه التحليق بدونهما. فالدين يُقدَّم كفطرة مغروسة في النفس البشرية، كما ورد في القرآن الكريم: “فطرة الله التي فطر الناس عليها”. أما العلم، فهو يولد مع الطفل، ويظهر في فضوله وأسئلته المتكررة، مما يدل على أن المعرفة جزء من تكوينه الطبيعي.
ويُنظر الكاتب في كتابه إلى العلم كوسيلة لفهم الظواهر الطبيعية، وتحقيق التقدم، وتلبية الحاجات المادية. لكنه لا يجيب على الأسئلة الوجودية الكبرى مثل: لماذا نحن هنا؟ ما معنى الحياة؟ ماذا بعد الموت؟ في زمن الأزمات، قد يعجز العلم عن تقديم العزاء أو الطمأنينة، مما يبرز الحاجة إلى الدين.
ويتابع قيس بحثه على ان الدين يُقدَّم كملجأ نفسي وروحي، يمنح الإنسان الأمل والمعنى، خاصة عندما يعجز العقل عن تفسير الألم أو الفقد. وفي لحظات الشدة، يلجأ الإنسان إلى الغيب، إلى قوة عليا، إلى الدعاء، مما يعكس الحاجة الفطرية إلى الإيمان. فالدين لا يتعارض مع العلم، بل يكمله، ويمنحه بعداً أخلاقياً وإنسانياً.
ويرفض المؤلف فكرة الصراع بين الدين والعلم، ويؤكد أن كليهما ضروري لحياة متوازنة. العلم بدون دين قد يؤدي إلى جفاف روحي، والدين بدون علم قد يؤدي إلى جمود فكري. والتكامل بينهما هو السبيل إلى فهم شامل للوجود، يجمع بين العقل والقلب، بين المادة والروح. لمن الملجأ في زمن الشدائد؟ هذا هو السؤال المركزي في الكتاب. والجواب ليس أحادياً، بل يتطلب فهمًا عميقًا لطبيعة الإنسان: فهو يحتاج إلى العلم ليعيش، وإلى الدين ليحيا. في الأزمات، يتجه الإنسان إلى الغيب، إلى الإيمان، إلى ما وراء المادة، بحثاً عن السكينة والمعنى.
وحظي الكتاب بتقديم من شخصيات علمية ودينية بارزة، مما يعكس أهميته الفكرية: الدكتور محمد الكحلاوي (رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب)،
الدكتور أحمد نزال (رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين)، الدكتور غازي منير قانصو (عميد كلية الدراسات الإسلامية)، الشيخ غازي حنينه (رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين).
الكتاب صادر عن دار البيان العربي للثقافة والنشر في مصر، ويقع في 150 صفحة من الحجم الوسط.
وتجدر الإشارة الى ان هذا الكتاب الجديد للدكتور قيس ينضم الى سلسلة غنية وواسعة من المؤلفات وتقارب الـ25.



