
أقامت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، حفل تكريم في باحة “القرية الزراعية” في سهل بعلبك، للشاعر والفنان علي حليحل، بحضور مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في حركة أمل بسام طليس، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين علي رعد، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد زهير الطفيلي ونائبه عبد الرحيم شلحة، رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية نايلة دي فريج، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ خالد الصلح، مديرة شعبة العلوم في الجامعة اللبنانية في بعلبك الدكتورة باسمة شقير، وفاعليات ثقافية وفنية وتربوية وسياسية وأمنية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وُسم الحفل بأبعاده وأهدافه، بتكريم الشعر والفن والتراث والموروث الثقافي والفلكلور والأصالة والنخوة والمروءة والعزة والكرامة والفروسية والقيم، المتجسِّدة في شخص الشاعر والفنان المُكرَّم”.
اللقيس
وتحدث مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، فقال “نحتفل اليوم بتكريم علي حليحل “أبو أسعد” أستاذ الأصالة والتراث، رمز من رموز بعلبك، وحفل تكريم اليوم بالإضافة إلى أنه ينبع من قلبنا وإعجابنا وفخرنا بالمكرَّم، ولكنه ينبع من قناعاتنا المرتبطة بوجودنا بعلاقتنا بحاضرنا وماضينا وثقافتنا، في وقت أصبحت فيه هذه العلاقة غير معروف كيف يتم تترك، لم نعد نعرف الصراع بين الهوية والثقافة والتاريخ ماذا يفعل بنا، هل الماضي أصبح شيئا جميلا للذكرى، هل ما زالت لدينا المقدرة على استخراجه والحفاظ عليه في الحاضر ونبني فيه للمستقبل؟ هل الماضي أصبح شيئا من العيب، والإنسان يشعر بالنقص لأنه يلتزم بالماضي وبالتاريخ، لأن سرعة الحضارة والغرب التي نمشي فيه نحن الآن أصبح مدمرا لهذه الهوية؟ أشكاليات كلها كبيرة، ولكن نحن اليوم بصدد البحث عن الأصالة من خلال العمل المجسد بتكريم رمز الأصالة، نوجه له تحية الفنان علي حليحل”.
وتابع: “بتاريخك يا أبا أسعد لملمت التراث، جمعته، وحولته للفن، وتحول إلى فن في الحاضر والمستقبل، بتاريخك تأثرت بكبار السن، بالشعراء، توجهت إلى البادية، شاهدت الكثير من أصحاب التراث الشعبي القديم، حاولت أن تحافظ على التراث، جمعتهم بكتابك، بشخصك، بصوتك وبلحنك، وتركتهم لنا وللأجيال القادمة. نحن نكرمك لأنك ذاكرة لهذا التراث، وأنت صانع جزء من هذا التراث، لم تكتف بالجمع، بل أنت طورت وحلَّلت وكان لك بصمتك. ركبت على القصيدة والفن، كما تمتطي صهوة الفرس، كنت ناجحا ومحلقًا في المجالين، كما كنت الشاعر الملهم للكثير من الشباب والشعراء، صرت ليس فقط اللحن، بل أصبحت النموذج، ونحن نتمنى لك دوام الصحة والعافية وطول العمر لكي يبقى هذا التراث الصحة والعافية والعمر والمستقبل إن شاء الله”.
وختم اللقيس: “نحن نعرف حجم المعاناة، وتكريم الشاعر علي حليحل، أول معاناتنا أنه تأخر سنة، كان مقررا في العام الماضي، والآن للفنان المكرين درعين معنا، بالإضافة إلى درع عام 2025، نقدم له درع الصمود لعام 2024، لنقول للحرب والدمار نحن صامدون ومستمرون إن شاء الله، وفنك وشعرك وقصيدتك ولحنك مستمرين كهذا البلد، مثل هذه المواقف ومثل هذا الشعب، لقد كتب علينا أن ندافع ونصمد ونستمر بالرغم من كل الظروف الصعبة”.
حليحل
وألقى الشاعر والفنان علي حليحل قصيدة “شروقيَّة” بصوته الماسي، في توليفة اختزنت في طياتها الكثير من الفضائل وألوان البديع، وجاء فيها:
“بعلبك يا قلعة كرامة مجابها النجمات
التاريخ عن حكايا المجد يحكيها
يا شمخة العز يا خفاقة الرايات
وهامات غير الخلقها ما بيحنيها
واليوم فوحي بعبق إرث التراثيات
وعوايد جدودنا من عهود ماضيها
من السيف للضيف للهيجات والصهوات
من الارض للعرض للعزة بماديها
ويا مرحبا بخيرة نفوس العروبيات
المكللة بالشرف والنور ضاويها
تكريمنا فيكم وبوجودكم هيهات
نقدر لياقة شهامتكم نكافيها
تكريمكم مش إلي وحدي أنا بالذات
تكريكم للأصالة في معانيها
تكريمكم للجدود وأكرم العادات
لبعلبك الشامخة ومجمل ضواحيها
جمعية الدراسات لقلب البلد نبضات
بإسمي واسم ديرة بعلبك بحييها
جمعية مواسم الإقبال والخيرات
وعرس الجنى والعطا من فضل معطيها
القرية الأصيلة الزراعية لها صولات
بالهندسة أدمغة تجسد معانيها
أفكار صارت بأم العين مرئيات
أسمى النَّجاح الزراعي متِّسم فيها
وعمالها مثل صيَّاغ الذهب نبغات
بإتقانها تميَّزت تسلم أياديها
وكانت بعلبك شريدة بسهلها الميَّات
لولا ببساتينها ترمم سواقيها
ياما شباب وصبايا بمجمل الساحات
منها استفادوا وأفادوا في مساعيها
يكفي الأمن الغذائي ما ترك ثغرات
منها شوائب يجيها وداء يغزيها
للعقل فيها إفادة وللجسم سُعرات
أعطانا بقوة المنتج مقويها
جعلتو جمال الزرع البعلبكي لوحات
وتشرين نيسان عاود لأراضيها
أسمى التحايا لكم والحب والقبلات
والشكر للألمعي الدكتور راميها”.
رعد
وتحدث رعد، فقال: “اسأل بعلبك عن حضارة شعبنا تنبيك قلعتها عن العظماء، والفنان الكبير المكرَّم، هو من عظماء بعلبك، ولنا الشرف أن نقف إلى جانبه وأن نكرمه. ونشكر الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب بشخص رئيسها الدكتور رامي اللقيس وإدارتها على هذه اللفتة الكريمة”.
وتابع: “ذلكم هو علي حليحل أبو التراث وأميره، ليس في بعلبك فحسب، بل على امتداد عالمنا العربي، ذلكم هو علي حليحل الذي سيبقى خالدا في ذاكرة بعلبك وأهلها، ساكنا في يقظة ناسها والقلوب، ولكثرة ما هو بقاء فليس لتراثه انتهاء. ونسأل جميعا أي حُسنيه هو الأبرع؟ أفنه وتراثه أم خُلُقه؟ نجيب هو عقد فريد، وعملة نادرة صُكَّت من ذهب الإبداع والأخلاق”.
وختم رعد: “يبقى الكلام صغيرا عند حضرته
وما بغير الشذا المحموم يكتتب
بأي شعر ولو أوزانه العجب
أصوغها الدهشة الكبرى وألتهب؟!
فابن بعلبك عن وصف أُنزِّهه فكيف يُدرك من للشمس ينتسب؟”.
وقدم اللقيس للشاعر والفنان حليحل درعين، بمشاركة رعد والطفيلي ودي فريج.



