المطران حنا رحمة للأخوة في حزب الله: سلموا سلاحكم كهدية للجيش اللبناني في عيد

*المطران حنا رحمة للأخوة في حزب الله: سلموا سلاحكم كهدية للجيش اللبناني في عيد الميلاد*.

في لقاءٍ ميلادي فاضَ بمشاعر الأخوة والرجاء، استضاف الإعلامي أحمد عواضة راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية سيادة المطران حنا رحمة، بحضور الأستاذ تيسير يزبك ممثلاً لمدير مستشفى دار الأمل الجامعي الأستاذ محمود علام، والفنان شوقي عواضة.

مبادرة تاريخية: السلاح “هدية” لا “تنازلاً”
حمل اللقاء في طياته طرحاً وطنياً جريئاً، حيث أطلق المطران حنا رحمة دعوة وجدانية تتوجه إلى “الإخوة في حزب الله”، داعياً إياهم لتقديم سلاح المقاومة “هدية ميلادية” للجيش اللبناني.

وأكد المطران رحمة أن هذه الدعوة لا تنبع من رغبة في إضعاف فريق لحساب آخر، بل هي دعوة “لبناء الدولة القوية والقادرة”، قائلاً: “أقول لإخوتنا في حزب الله، وبكل صدق: سلموا سلاحكم للجيش اللبناني كهدية عيد الميلاد.. قدموها بطيبة خاطر وبفرح كبير، لتقول الدولة نعم أنا موجودة، ولتفرض الأمن والعدالة على كامل أراضيها.”

وشدد سيادته على أن الكرامة الوطنية لا تُصان بالسلاح الفئوي في ظل المخاطر الوجودية، بل بالوحدة خلف المؤسسة العسكرية، معتبراً أن “قوة لبنان في كلمته وذكاء أبنائه ووحدتهم، وهي أقوى من كل سلاح العالم”.

حوار الصراحة والوجدان
ورداً على تساؤل الإعلامي أحمد عواضة حول كيفية إقناع بيئة قدمت آلاف الشهداء بالتخلي عن سلاحها بعد عقود من المقاومة، أوضح المطران رحمة أن الجميع في لبنان ضحى، من المسيحيين الذين واجهوا “جحافل العالم” في مراحل السبعينيات، وصولاً إلى المقاومة اليوم.

واعتبر أن “تراكم التضحيات” يجب أن يصب في مصلحة “لبنان الجديد” الذي يحكمه “سلطان الدولة” فقط، بعيداً عن سياسة المحاور التي تجعل من لبنان “حطباً في نيران الآخرين”.

بعلبك: شجرة الميلاد والآيات القرآنية
تميز اللقاء برمزية مكانية لافتة، حيث عبّر المطران عن سعادته بوجوده في “بيت شيعي كـ أخ لجميع اللبنانيين”، مشيراً إلى أن مشهد شجرة الميلاد في منزل الإعلامي عواضة، وهي محاطة بالآيات القرآنية، يمثل “الجمال الحقيقي للبنان” وجوهر الإيمان الذي يجمع ولا يفرق.

رسائل السلام والفن والطب
تخلل اللقاء محطات متنوعة ركزت على: رسالة الكنيسة:

حيث أكد المطران أن دور المرجعيات الدينية هو “قيادة السفينة بضمير” وعدم التمترس خلف السياسيين، مشدداً على أن “رجل الدين هو صوت الله المحب على الأرض”.

الموسيقى كلغة عالمية: أضفى الفنان شوقي عواضة جواً من الفرح والترنم، مؤكداً مع المطران أن لغة الفن تبني المحبة وتتجاوز الانقسامات.

الإنسانية العابرة للطوائف: أشاد الأستاذ تيسير يزبك بالدور الإنساني الذي تلعبه “مستشفى دار الأمل الجامعي” ومؤسسها الدكتور ركان علام والراحل علي علام، معتبراً أن خدمة المريض هي أقدس رسائل العيش المشترك.

صرخة بوجه الحرب:
ختم المطران حنا رحمة اللقاء بصرخة تحذيرية من الانزلاق نحو مغامرات انتحارية أو حروب جديدة، داعياً المسؤولين واللبنانيين في الاغتراب للتحرك لإنقاذ الوطن، مؤكداً: “كفانا ألم من خمسين سنة.. نريد أن يعيش هذا الشعب بسلام ورجاء”.

تيسير يزبك: رسالة الطب أسمى صور العيش المشترك:

من جهته، نقل الأستاذ تيسير يزبك (ممثلاً لمدير عام مستشفى دار الأمل الجامعي الأستاذ محمود علام) تحيات الأستاذ محمود علام (مدير عام مستشفى دار الأمل الجامعي ومستشفى المرتضى)، مؤكداً أن المشاركة في هذا اللقاء هي تجسيد لرسالة إنسانية مقدسة تنبع من قيم المحبة والعيش المشترك التي نادى بها السيد المسيح.
وفي كلمة وجدانية، أثنى يزبك على الدور الذي تلعبه المؤسسات الصحية في المنطقة، قائلاً: “أحيي أطباء وممرضي وموظفي مستشفى دار الأمل والترتضى، هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لخدمة البشرية في أصعب الظروف، من حرب وبرد ومرض، فهم بحق ملائكة الرحمة.”
كما خصّ بالذكر مؤسس هذا الصرح الطبي، الدكتور ركان علام، الذي جعل من الطب رسالة إنسانية عابرة للطوائف والمناطق، ومستذكراً بوفاء “الشهيد الأغلى” الأستاذ علي علام، مؤكداً أن مسيرة “الأمل” مستمرة مع عائلة علام الكريمة ليبقى هذا الصرح ملجأً لكل موجوع ومحتاج، وختم بالمعايدة لبعلبك “القلعة والعرس المتجدد” وللبنان ككل.

وفي الختام قدم الإعلامي عواضة دروعًا تذكارية للضيوف كعربون محبة وتقدير بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى