رد “حزب الله” على استهداف مواقعه من قبل إسرائيل واستشهاد ثلاثة عناصر تابعين له بتفجير ملالة عسكرية اسرائيلية عبر صاروخين موجهين ما ادى الى إحتراقها. هذه الخطوة جاءت بعد الرد الاولي الذي نفذه الحزب أمس الأول بإستهداف مواقع تابعة للجيش الاسرائيلي، ما اوحي بأنه يريد تثبيت قواعد الإشتباك بحزم شديد ومنع إسرائيل من تحقيق أي تقدم تكتيكي عليه عند الحدود الجنوبية.
من الواضح أن سقوط عناصر للحزب كان خطأ إسرائيلياً ولم يكن الهدف من القصف اصابة اي عنصر من “حزب الله”، لكن بعد حصول الأمر تحول التصعيد في الجنوب من كونه تصعيدا بطيئاً مرتبطاً بما يحصل في غزة ومتوازيا معه، الى تصعيد خطير كاد يؤدي الى إنفجار الجبهة وربما إنفجار المنطقة، اذ وصلت التوترات ليل الاثنين الى مستوى قياسي غير مسبوق منذ العام ٢٠٠٦…
اعادة التوتر جنوباً الى وضعه الذي سبق استهداف عناصر الحزب كان يتطلب رداً متماثلاً من “حزب الله” من دون رد اسرائيلي على هذا الرد، وهذا ما حصل، اذ وجه الحزب ضربة مماثلة اصاب فيها ملالة واحرقها بمن فيها من دون اي ردة فعل جدية من قبل تل ابيب وهذا ما اوحى بأن الجيش الإسرائيلي غير مستعجل للتصعيد مع الحزب وانه في حال استطاع تجنب الذهاب الى إشتباك مباشر معه، فلن يضيع الفرصة، خصوصا ان أي رد اسرائيلي جدي كان سيؤدي الى رد آخر فآخر ما يعني تدحرج الامور الى معركة لم يأت وقتها بعد.
أما وقد اقفل ملف الرد والرد المضاد وأُعيد إنتظام قواعد الإشتباك، فإن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ستكون أمام مسار جديد عنوانه “إشغال الجيش الاسرائيلي” ومنعه من الاستقرار والتفرغ الكامل للمعركة مع قطاع غزة، لذلك فإن العمليات العسكرية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية، او “حزب الله” ستستمر.
وتعتقد مصادر مطلعة ان حصول عمليات عسكرية سيكون شبه يومي حتى انقشاع الغبار عن معركة غزة، فإما تتراجع العمليات تدريجيا وتتوقف بعد انتهاء الحرب، او تتدحرج الامور الى اشتباك كبير ومعركة شاملة مع “حزب الله” في حال بات وضع قطاع غزة مهددا بشكل حقيقي ولم يعد هناك امكانية للصمود لأي سبب من الأسباب، فخسارة غزة ليس خياراً مطروحا لا عند الحزب ولا عند حلفائه الاقليميين وتحت هذه الخط الاحمر يتم إتخاذ القرارات.
اذا، ستتحول الحدود الجنوبية تدريجيا الى حدود ساخنة حتى يكاد الموضوع أن يصبح روتينيا، وهذا ما قد يستغله الحزب في حال انتهت معركة غزة من دون ان تحقق تل ابيب ايا من أهدافها، فيستمر بالعمليات كاسراً بذلك قواعد الاشتباك إلى الأبد، خصوصا اذا استمرت الحرب في الداخل الفلسطيني لاشهر عديدة كما بات متوقعاً
علي منتش Ali Mantash