الملف اللبناني بين ماكرون وبن سلمان قريبًا… وموفد قطري وسعودي لتحريك الجمود

كشف النقاب عن ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يعمل لتحقيق اختراق في الملف الرئاسي، وهو سيبحث هذا الملف مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان عندما يلتقيه في وقت قريب.

ونقل عن دوائر الرئاسة الفرنسية ان ماكرون متفائل من تحقيق تقدم، خلال الزيارة المرتقبة لموفده الشخصي جان ايف لودريان الى بيروت اواخر الاسبوع المقبل.

وفي السياق، نقل النائب سجيع عطية عن مصادر لم يكشفها ان باريس مرتاحة لخطوة الرئيس نبيه بري بالدعوة الى حوار لسبعة ايام في المجلس النيابي، ثم جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك رهانا على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من أجل تزخيم دعوة الرئيس بري الى الحوار، وأوضحت أن ردود الفعل المضادة على الحوار تجعل من نتائجه غير قابلة للحياة مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن الجزم منذ الآن ان لقاءات الموفد القطري من شأنها تحريك الملف الرئاسي.

‎ورأت هذه المصادر أن ما من مبادرة قطرية جديدة وفي الأساس هناك مساع غير منفصلة عن العنوان العريض الذي خرج به الاجتماع الخماسي.

‎وعما اذا كانت قطر تسعى إلى تسويق قائد الجيش العماد حوزف عون، فإن المصادر اعتبرت أن هذا الكلام ليس بجديد إنما المسألة مرتبطة بمدى توافر الظروف المهيئة لذلك.

واللافت، محلياً، ان المعارضة قررت البدء بإجراء حوارات ثنائية مع القوى السياسية، بديلاً او استفساراً لطرح الرئيس بري بفتح حوار السبعة ايام واستباقاً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يوم 11 ايلول الحالي، والتي ستليها حسب معلومات مصادر نيابية زيارة لموفد قطري يوم 20 الشهر الحالي، وربما زيارة موفد سعودي ايضاً، لمواكبة نتائج زيارة لودريان، والاستماع الى جديد القوى السياسية إذا كان لديها من جديد، وطرح ما لدى هؤلاء الموفدين من اقتراحات او افكار او نصائح.

وبإنتظار زيارة لودريان افاد مصدر في قصر الاليزيه، بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان «بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن».

موقف الخماسية مُلتبس: واكدت مصادر سياسية مسؤولة رداً على سؤال لـ”الجمهورية” انّ موعد وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد اقترب، وربما الاسبوع المقبل، ولم نتبلّغ حتى الآن اي تغيير او تعديل في هذا الموعد”.

بدورها، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ”الجمهورية” ان لودريان سيزور بيروت في الايام القليلة المقبلة، ولا تبديل في برنامجه حتى الآن”.

وردا على سؤال عن مبادرة بري الحوارية، اكتفت المصادر بالقول: “انّ ما يعني باريس بالدرجة الاولى هو ان يتحاور القادة السياسيون ويتفقوا فيما بينهم على انتخاب رئيس للجمهورية”.

والبارز في هذا السياق ما أعلنه مصدر في قصر الايليزيه من أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبحثان بضرورة تعزيز مهمّة جان ايف لودريان في لبنان، مع التأكيد على مواصلة فرنسا والسعودية العمل معاً بهذا الشأن.

على ان اللافت للانتباه، ما كشفه مرجع سياسي لـ”الجمهورية” حول مهمة لودريان، فقال: من الاساس لودريان يعرف ان مهمته في بيروت صعبة ولا ضمانات مسبقة لنجاحه، وقد لمس ذلك لمس اليد في التناقضات التي قابلها. الا ان الصعوبة الاكبر التي يواجهها هي أنه وحيد في مهمته، حيث ان ثمة معلومات موثوقة تؤكد انّ سائر دول اللجنة الخماسية، لكل منها نظرة مختلفة الى الحل الرئاسي في لبنان. وتكرار لودريان لكلامه ان مهمته منسّقة مع اصدقاء لبنان وشركاء لبنان في اللجنة الخماسية، لم يكن موجهاً الى الداخل اللبناني بقدر ما كان موجها الى دول الخماسية للدفع بمهمته الى الامام، خصوصاً ان أيّاً من تلك الدول لم تقدم له ما يسهّل مهمته، بل على العكس صعّبتها اكثر بانكفائها عن ممارسة اي دور ضاغط او دافع جدي لحلفائها في لبنان للتفاعل الايجابي مع العملية الحوارية التي يسعى اليها الموفد الفرنسي. ومن هنا قد تبدو مبادرة الرئيس نبيه بري كفرصة حوارية اخيرة بديلة عن تعثّر المسعى الخارجي”.

واذا كان المرجع عينه مقتنعاً بصدقية الجهد الفرنسي لبلورة حل رئاسي سريع في لبنان، الا ان قناعته اكبر في المقابل بأن السعودية منكفئة عن التدخل في الملف الرئاسي اللبناني، ما خَلا المواقف العمومية التي تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يتطور موقفها بعد في اتجاه التدخل المباشر والحاسم في هذا الملف، واكثر من ذلك ليس ما يؤشّر الى تبدّل في موقف المملكة في المدى المنظور. والامر نفسه بالنسبة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث ان الاجواء التي يعود بها زوار واشنطن، تفيد بأنّ ملف الرئاسة في لبنان خارج دائرة اهتمامات واولويات الادارة الاميركية، والاولوية الوحيدة التي توليها واشنطن للبنان هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان وابقاء الامن تحت السيطرة، ومنع انزلاقه، خصوصاً ان بعض المستويات الامنية الاميركية تخشى من ان انفلات الوضع الامني في لبنان، قد يدفع بـ”حزب الله” الى استغلاله واحكام سيطرته على لبنان”.

من جهتها، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية ان لودريان يزور لبنان الاثنين المقبل في محاولة جديدة لحل الأزمة السياسية المستمرّة في هذا البلد منذ 10 أشهر. وقال مقربون من لودريان، امس، إن وزير الخارجية الأسبق “سيكون في لبنان الإثنين”، من دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه.

وكان لودريان اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول، للتوصل إلى “توافق” يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ حوالي عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى