لا اجتياح برياً إسرائيلياً لغزة قبل شهر


فشلت الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تواصل إسرائيل غاراتها الوحشية رداً على الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الاول، في وقت بعثت مصر رسالة واضحة عبر استعراض قوتها العسكرية على مدخل سيناء.

في خطوة قد تخفض مستوى التوتر الإقليمي، ولو بشكل جزئي، أفاد مصدر مطلع «الجريدة» الكويتية بأن الجيش الاسرائيل لن يقوم بالعملية البرية التي يهدد بها ضد قطاع غزة، في الأسابيع الثلاثة المقبلة، على الأقل.

وبحسب المصدر، فإن التأجيل، نابع بالأساس من أمرين مهمين، الأول طلب الولايات المتحدة إفساح المجال أمام جهود إطلاق سراح أكبر عدد من الرهائن المدنيين في قبضة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى بالقطاع، والآخر دراسة العملية بحذافيرها والتأكد من الجاهزية لتنفيذها دون تعرض الجيش لفضيحة قد تقضي على ما تبقى من سمعته التي تضررت بعد هجوم 7 الجاري، والذي أودى بحياة نحو 1400 إسرائيلي بينهم نحو 300 عسكري.

وأوضح المصدر أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه أي تفكير أو خطط لإعادة اجتياح غزة أو شن هجوم بري واسع ضدها، مضيفاً أن سلاح الجو الإٍسرائيلي يستخدم كل قوته وخبرته والوسائل الكبيرة المتاحة له، لتدمير كل ما من شأنه إحراج القوات البرية، في ظل بحث صعب عن سُبل تحييد الأنفاق التي بنتها الفصائل تحت غزة.

ولفت المصدر إلى عامل تكتيكي من التأخير، يتمثل في زيادة الضغط على «حماس» حتى انتهاء كميات الوقود التي تخزنها، واضطرار عناصر الحركة للخروج من الأنفاق بعد أن تطفأ محركات ضخ الهواء فيها، مضيفاً أن التأخير يشكل فرصة لقوات الاحتياط غير المدربة بشكل كافٍ، لتلقي تدريبات مناسبة، وأيضاً وصول الأسلحة اللازمة، وأهمها القذائف الخارقة للدروع والتي يمكنها أن تصل إلى عمق 50 إلى 70 متراً تحت الأرض لتفجير الأنفاق.

وجاء كلام المصدر في وقت قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن تل أبيب وافقت على تأجيل العمل البري حتى يتسنى لواشنطن تعزيز الدفاعات الجوية حول قواعدها في المنطقة، بما في ذلك الكويت.

ويبدو أن هذا الجمود على الجبهة الجنوبية، قد أعطى إسرائيل هامشاً من المناورة على الجبهة الشمالية مع لبنان، إذ تشير المعلومات إلى أن الإسرائيليين قد غيّروا تكتيكاتهم العسكرية، من خلال استهداف عناصر وخلايا «حزب الله» حتى قبل قيامهم بتوجيه ضربات ضد المواقع الإسرائيلية، وقد انعكس ذلك في الارتفاع الحاد لحصيلة قتلى الحزب الذي خسر في الساعات الـ 24 الماضية أكثر من 14 مقاتلاً، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه المعلن عنهم منذ بدء الحرب بغزة في 7 الجاري إلى 43 قتيلاً.

وفي السياق نفسه، قتلت إسرائيل 11 جندياً سورياً في قصف على درعا رداً على صاروخ أُطلق من المحافظة الجنوبية على الجولان السوري المحتل، في حين أدت غارة أخرى إلى تعطل مطار حلب مجدداً، إذ قالت إسرائيل إنها استهدفت شحنة أسلحة إيرانية.

وفي استعراض للقوة في السويس، التي تعد بوابة سيناء، تفقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة في الجيش الميداني الثالث المكلف حماية الجبهة الشرقية.

وفي كلمة ذات دلالة، أكد السيسي، أن الأمن القومي والحفاظ عليه هو «دور أصيل ورئيسي» للقوات المسلحة المصرية، مضيفاً أن «الجيش بقوته وقدرته المتعقلة والرشيدة والحكيمة لا يطغى ولا يسعى خلف أوهام»، وأن «هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز».

وقال إنه «في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة من المهم عندما تمتلك القوة والقدرة يجب أن تستخدمها بتعقل ورشد وحكمة فلا تطغى، ولا يكون عندك أوهام بقوتك لكي تدافع عن نفسك وتحمي بلدك وتتعامل مع الظروف بعقل ورشد وصبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى