عين التينة على خط اليرزة… وباسيل غير مستعجل


يحضر موضوع الفراغ في قيادة الجيش منذ أيام على طاولة البحث وفي الاجتماعات المغلقة. لكن، حتى الساعة، لا اتفاق على مخرج يرضي الجميع.

وصحيح أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قد خرق الجمود بحراكه السياسي الأخير، إلا أنه لم يعطِ أي إشارة إيجابية خلال لقاءاته بخصوص قيادة الجيش، لا بل بدا غير مستعجل للبحث عن مخرج على نار حامية لا سيما اقتراح التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، كما علم موقع mtv، بحجة أن لدى قائد الجيش 3 أشهر بعد قبل إحالته الى التقاعد.

موقف باسيل انعكس بشكل واضح في إشكال السراي الحكومي، على اثر إحالة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كتاباً إلى وزير الدفاع موريس سليم، وصفه الأخير بأنه “غير مألوف”، طالباً منه إيجاد مخرج لموضوع الشغور في المؤسسة العسكرية.

الملف حضر في عين التينة، أمس، بين ميقاتي والرئيس نبيه بري، حيث أشار بيان الرئاسة الثانية إلى أن “موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة وأنظار اللبنانيين تتجه نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها باعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم”. فماذا دار بين بري وميقاتي؟

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لفت إلى أن “اللقاء بحث في كل القضايا، خصوصاً في هذا الظرف، حيث تناول الأوضاع العامة في البلد وما يجري في الجنوب وكيفية تحصين الوضع الداخلي ولملمة الأمور. كما تأمين متطلبات صمود أبناء الجنوب واحتياجات الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب القصف الذي طاول الأحياء السكنية”.

وقال هاشم، في حديث لموقع mtv: “في موضوع قيادة الجيش، هناك حرص على هذه المؤسسة، وألا نصل الى مرحلة الفراغ الذي لا يريده أي من اللبنانيين، وكيفية البحث عن الحلول التي لا بد من التوافق حولها، وهذا من المواضيع الأساسية للحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر فيه البلد”.

وحول الكتاب الذي وجهه ميقاتي الى وزير الدفاع موريس سليم، وعمّا إذا سيقوم بتجميده، قال هاشم: “الأربعاء كان لقاء تشاوري للوزراء وحصل ما حصل، وأعتقد أنه قد يكون هناك سعي مجدداً واستكمالاً لخطوته للوصول الى إيجاد حل بموضوع قيادة الجيش، كي لا نصل الى الفراغ القاتل، خصوصاً في ظل ما نحن به من سجال حول كيفية المعالجة وفي ظل غياب رئاسة الأركان التي كان من الممكن أن تكون حلا جزئياً تفرضه الأصول وقانون الدفاع”.

وعن موقف عين التينة لجهة التمديد لقائد الجيش أو تعيين رئيس للأركان، قال: “نحن مع ما سيتم التفاهم عليه، ومع أي خطوة يتم التفاهم من خلالها على الحفاظ على الاستقرار في عمل المؤسسة وعدم تعرضها لأي اهتزاز في هذه المرحلة”.
ولكن ماذا لو كان المخرج الذي يدفع باتجاهه باسيل وهو تعيين اللواء بيار صعب؟ أجاب هاشم: “هذا الموضوع سابق لأوانه، ولكن نحن مع نقاش هذا الموضوع قبل ان نصل الى اللحظة التي تدخلنا في مرحلة دقيقة. ونحن الآن في متّسع قليل من الوقت، يحتاج الى نقاش واسع بين الجميع وأن لا يكون أي قرار منفرد في هذا الخصوص. ونحن مع فتح النقاش حول هذا الموضوع بأقرب وقت. وكنا نتمنى أن تعمل المؤسسات بشكل طبيعي لكنا وفّرنا علينا الكثير من السجال خارج الأصول”.

وشدد على ان “الرئيس بري إنطلاقاً من واجبه ودوره على المستويات كافّةً، الرسمية والوطنية، وانطلاقا من حرصه على المؤسسات الأساسية وخصوصاً الجيش، فهو حريص على استقرار عمل المؤسسة وعدم تعريضها لأي هزة أو أي فراغ قد تكون له سلبياته في هذه المرحلة”.

وحول وجود أي فيتو على اسم قائد الجيش، علّق هاشم: “قد نكون اقتربنا من النقاش الذي سيكون مع جميع القوى، كما هو واضح منذ أيام، وقد تتفعل هذه النقاشات وهذا الحراك في الأيام القادمة للوصول الى تفاهم معين”.

ورداً عى سؤال عن عودة وزراء التيار الى حضور جلسات مجلس الوزراء، أشار إلى أنه “قد يكون هذا الأمر من المواضيع التي تم طرحها منذ فترة قصيرة، وقد تكون مدار نقاش بين المعنيين على أمل ان تكون هناك مشاركة عامة، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد والتحديات والتطورات المتلاحقة تتطلب مشاركة الجميع وتحملهم المسؤولية”.

وعن إمكانية دعوة بري مجلس النواب الى جلسة قريباً، أوضح هاشم أن “الرئيس بري منذ فترة، وخصوصاً في الجلسة الأخيرة، قال إذا كانوا يريدون جلسة لمناقشة الوضع الراهن والمستجدات وما يحصل في فلسطين فهو حاضر لمثل هذه الجلسات، إذ أن المجلس من المفترض أن يكون فاعلاً بشكل دائم. لكن للأسف لبعض الاعتبارات وهي خارج الأصول تم تعطيل الكثير من الجلسات التي كان من المفترض أن تكون منتجة تشريعياً للكثير من اقتراحات القوانين الجاهزة في المطبخ النيابي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى