
اختتم الصالون الثقافي في القبييات معرض “عطر السحاب” للفنان الفرنسي زاربو، الذي اقيم في احدى قاعات معمل الحرير التراثي-السياحي وسط بلدة القبيات العكارية، واستمر على مدى 10 ايام متتالية ابتداء من 23 تشرين الثاني ولغاية 2 كانون الاول الحالي.
وزار المعرض اكثر من 1000 تلميذ يمثلون عددا من المدارس العكارية، ومهتمين، واختتم ب “يوم الأرض” حيث أمضى المشاركون نهاراً في مزرعة الشنبوق والتقوا ب “هيكل”، وتنزهوا على الأقدام في مراعي هيكل وفي الشنبوق وتناولوا الطعام الذي اعده لهم “توماس” قبل أن يعودوا إلى معمل الحرير حيث التقوا بزاربو وحضروا جميعاً فيلم”ميّل يا غزيّل” للمخرجة إليان راهب وبحضورها، والفيلم يتناول قصص عديدة تتشابك وتلتقي في مزرعة هيكل وتتمحور حول الأرض والانتماء والطبيعة وتحديات الحياة.
المعرض ضم ١٢ لوحة أكواريل كبيرة تذكّر بأشهر السنة ال١٢ وبساعات النهار ال١٢، عن أماكن ومشاهد من أرض الشنبوق. حول هذه اللوحات الأساسية هناك ٨٠ لوحة أخرى من القطع الصغير والمربع، على شكل قصص مصورة تحاكي ١٥ قصة قصيرة (Strip).
وواكب عرض اللوحات موسيقى أُلّفت خصيصاً للمناسبة من قبل موسيقتين لبنانيتين، ريتا أبو خليل وريتا شهوان، ريتا أبو خليل على البيانو، پول أبي طربيه على العود، إيلي فرح على الناي ولويس زعنّي على الإيقاع، في حضور كل من هيكل وتوماس،الشخصيتان الرئيسيتان في القصة المصوّرة.
القصة المصوّرة تحكي عن أرض الشنبوق في القبيات ، هذه المنطقة الجبلية المتميزة بغطائها الحرجي، بشكل مستفيض عبى صفحاتها ال٦٤ تحوي أكثر من ١٨٠ أكواريل مرتبة على شكل ستريب strip.
ورافق الصور والرسومات نص باللغتين الفرنسية والعربية.
حيث يتبع القارئ مسيراً داخل أرض الشنبوق فيجول في المكان وفي الزمان ليكتشف العديد من جوانب المزرعة.
من خصائص الكتاب أنه مؤلف كالجمل التي تقرأ من اليمين إلى اليسار أو بالعكس من دون أن يتغير المعنى. فالكتاب يقرأ في الاتجاهين كما صفحاته المزدوجة أيضاً.
زاربو
هو فنان فرنسي مقيم في طرابلس ويحكي بالرسم قصصاً ، عن لبنان بالأخص، تتناول الواقع غير المنظور والمخبّأ والذي لم يُحكى عنه كثيراً.
يُدرك زاربو بأن كثيرون لا يملكون القدرة على شراء الكتب، لذا يتخيل قصصه المرسومة من خارج نطاق الكتاب الورقي ويجسدها في معارض أو على التواصل الاجتماعي أو حتى على جدران المدينة.
أصدر زاربو سنة ٢٠٢٠ قصة رسومات متحركة عن العزل بسبب جائحة كوفيد، كما عاشه في طرابلس، بعنوان
La Confinerie Orientale
وهي تتطرق أيضاً إلى الانهيار الاقتصادي في البلد.
و ابتداءاً من ٢٥ تشرين الثاني بدأ زاربو بنشر قصص مصورة جديدة على انستاغرام تحت عنوان Le concombre, تتناول القصة لقاء تدور أحداثها خلال الحرب الأهلية الأولى في لبنان سنة ١٩٥٨.
كما أنه يحضر لرسومات متحركة جديدة للسنة القادمة عن حياة ناس عاديين التقاهم في شوارع طرابلس.
اشارة الى أن الدخول المعرض كان مجانيا.