العلامة الخطيب: لسدّ الفراغ في المؤسسات الدستورية بالتفاهم بين القوى السياسية

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (ع)، ونرفع أسمى التعازي الى سيدنا رسول الله محمد (ص) وأمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (ع) والائمة المعصومين وخاتمهم صاحب العصر والزمان (عج).

قال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي: وأكرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة إكراماً عظيماً أكثر، مما كان الناس يظنّونه … ، حتى خرج بها عن حبّ الآباء للأولاد، فقال لمحضر الخاص والعام مراراً لا مرّة واحدة، وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد: «إنّها سيّدة نساء العالمين، وإنّها عديلة مريم بنت عمران، وإنّها إذا مرّت في الموقف نادى مناد من جهة العرش: يا أهل الموقف غضّوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد » وأضاف هذا من الأحاديث الصحيحة، وليس من الأخبار المستضعفة، وكم قال لا مرّة: «يؤذيني ما يؤذيها، ويغضبني ما يغضبها، وإنّها بضعة منّي، يريبني ما رابها».

اضاف: “ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد مبعث الرسول (ص) بخمس سنين في مكة المكرمة في بيت أشرق عليه نور الوحي وبزغ منه فجر الإيمان، وهناك ثلاثة أقوال اشتهرت بين الرواة في تاريخ شهادتها (ع) بأن 8 من ربيع الثاني، أي بعد أربعين يوماً من وفاة أبيها (ص)؛ والقول الثاني 13 من جمادى الأول يعني بعد خمسة وسبعين يوماً من رحيل النبي الأكرم، وهو القول الأشهر؛ ومجموعة أخرى من الروايات تقول بأنّ وفاتها كان بعد وفاة أبيها بخمس وتسعين يوماً وذلك في 3 من جمادى الثاني، وهو الأقوى.

عن السيدة عائشة أم المؤمنين قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (ص): مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال؟، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله (ص)، حتى قبض النبي (ص) فسألتها فقالت: أسرَّ إليّ أن جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي، فبكيت. فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك”.

وتابع: “أما سبب شهادتها صلوات الله وسلامه عليها فهو معروف لدينا فقد مرضت بسبب كسر ضلعها واسقاط جنينها عند الهجوم على الدار والتهديد بحرقها على من فيها ولما يمضِ على وفاة أبيها رسول الله (ص) ودفنه من الوقت ساعات، إضافة الى ما تعرّض له ابن عمها أمير المؤمنين (ع) من ظلم وما وجدته من أمة رسول الله من جحود ونكران على خلاف ما أوصى الله الأمة به من المودة لهم فقال {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. ولما لها من موقع في الاسلام فهي سيدة نساء العالمين وإنها بضعته وروحه التي بين جنبيه يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها. ولأي الأمور تدفن سرّاً بضعة المصطفى ويعفى ثراها. ومن كفاطمة بنت محمد وهي واحدة من النساء الاربع اللاتي فُضّلنَ على نساء العالمين.”

واردف: “عن أحمد بن حنبل يرفعه إلى أنس أن النبي (ص) قال: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (ص) وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

فدنــت واشــــتكت إلـى الله شكوىً والــــرواســـي تهتزّ مــــن شكواها

لست أدري إذ روّعت وهي حسرى عــــاند القــــوم بـــــعلها وأبــــاها

تـعــظ القـــوم فـــي أتــــم خــــطاب حكـــــت المصــــطفى بــه وحكاها

هــــذه الــكتب فاســــألوها تـــروها بالمــــواريث نـــــاطقاً فــــحـــواها

وبــمعنى (يــــوصيـــــكم الله) أمـر شــــــامــــل للأنــــام فــــي قــرباها

فـــاطمأنَّت لهــــا الــــقـلوب وكادت أن تــــزول الأحــــقاد مـمن طواها

أيـــــها الـــقوم راقــــبوا الله فـــينا نحــــن مـــن روضة الجلــيل جناها

واعــــلموا أننـــا مــشاعر دين الله فــــيكم فــــــأكــرمــوا مثـــــواهــــا

ولـــــنا مـــن خـــزائن الغيبِ فيض تــــرد المهـــــتدون مـــــنه هــداها

لقد تقدّم في الحديث عن رسول الله (ص) أن الله تعالى اصطفى من نساء العالمين كلهم اربع نساء فقط بينما اصطفى من الرجال كثر ما بين نبي ورسول كما عن أبي ذر(رحمه الله) قال: قلت: يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جمّاً “غفيراً”، وسأتعرض في هذا الحديث إلى هذا الموضوع وهل في ذلك التفريق ما يدل في الفضل للرجال على النساء؟.

في الجواب الإجمالي أن التفضيل في الوظيفة لا يعني التفضيل في الكرامة الإنسانية، وأن المعيار في التفضيل المعنوي هو التقوى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، والتقوى هنا بمعنى القيام بالوظيفة وما حُمِّلَ من المسؤولية، فكلما كان أداء المرء لوظيفته أدق وأكمل وإحساسه بالمسؤولية أكبر كانت درجة الكرامة التي استحقها أعلى، فالميزان في استحقاق التفضيل في التكريم هو القيام بالوظيفة التي كُلِّفَ بها وهو بالتأكيد أعدل الموازين التي يُتَصوّر اعتمادها للتفاضل بين الناس من القوة أو اللون أو العرق أو الكثرة وما يمكن تصوّره من اعتبارات تتفاوت بين شخص وآخر وُضِعَت كمعايير وموازين للتفاضل بين الناس في الكرامة الانسانية حتى التفاوت في العلم والمعرفة فإنها وحدها مع أهميتها ليست معياراً عادلاً للتفاضل”.

وقال: “انّ المعيار هو العمل الصادق والأداء الأفعل في خدمة الناس، فالعلم والمعرفة قيمة معنوية ولكنها تَقْصُر وحدها عن أن تكون ميزاناً عادلاً للتفاضل بين الناس، وقد ورد عن رسول الله (ص): “إن الخلق كلهم عيال الله واحبهم اليه أنفعهم لعياله”، فالعلم والمعرفة شرط لتقديم الأفضل وليست معياراً للأفضلية لأن النفع يكون بمقدار المعرفة، كلما كانت المعرفة أوسع كان النفع اكبر. كما أن العمل وحده ليس كافياً ما لم يَخْلُص من الأنا وحبّ الذات الذي لن يكون الا للذات إلاّ أن يكون لله تعالى خالصاً له، فهو إما أن يقع للذات أو لله تعالى وبمقدار ما يكون العمل خالصاً لله بمقدار ما يكون أعظم ومقرّباً لله سبحانه وتعالى أكثر فإنّ للإخلاص درجات.

ومن هنا نفهم المعيار في اجتباء الله تعالى وانتخابه فاجتبى من الناس عدداً محدداً من الرجال كأنبياء ومن الأنبياء رسلاً ومن الناس شهداء وكان المعيار في الرسل أن يكون ذا عزم ولهذا سمّاهم الله تعالى بأولي العزم، (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).

فالرسول مهمته أعلى تقتضي شروطاً أشدّ لأنه صاحب شريعة، والانبياء أقل شدة لأن وظيفتهم تقتصر على تصحيح الاعتقاد والسلوك، أما الشهداء فهم الذين يشهدون للحق ببذل أرواحهم في سبيل الله، فهم اقل في الفضل درجة من الأنبياء، والعلماء أفضل من الشهداء، قال رسول الله (ص): “يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء”، يعني العلماء العاملين بعلمهم وهذا ما يعنيه مداد العلماء أي الذين ينشرون العلم ويُعَلِّمون ويُهَذِّبون الناس به.

وقال أمير المؤمنين (ع) في كلام له خطبه على المنبر: “أيها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله، بل قد رأيتُ الحجةَ عليه أعظم والحسرةَ أدوم على هذا العالِمِ المنسلخ عن علمه منها على هذا الجاهل المتحيِّر في جهله، وكلاهما حائر بائر، لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا، ولا تُرخِّصوا لأنفسكم فَتُدْهِنوا ولا تُدْهِنوا في الحق فتخسروا، وإن من الحق أن تفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه”.

فالمقياس في التفضيل والتكريم هو التقوى أي القيام بالوظيفة عن إخلاص وعبودية لله تعالى: (وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ) لا في نوعية الوظيفة وإن كانت للنوعية شرف وفضل التي تأتى عن طريق المعرفة هذا في الأمور الاختيارية، أما النوعية المتأتِّية عن أمر تكويني غير اختياري فليس فيه فضل ولا تكريم كما في الذكورة والأنوثة فهما أمران ليس للمرء أن يختار أن يكون أحدهما، بل الفضل والتكريم انما يكون للمرء فيما له فيه دخل واختيار: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).

ولذلك فإن جعل الميزان في الفضل والتكريم للتمايز بأمور غير اختيارية كالقوة البدنية أو اللون أو الجنس وغيرها ليس أمراً خاضعاً للمنطق والعقل، كما أن المساواة بين المتفاوتين خَلقياً في الوظيفة ليس أمراً عادلاً، ولا شكّ أن هناك فروقاً تكوينية في التكوين الوظيفي والفزيولوجي بين الذكور والاناث تجعل من المساواة بينهما أمراً غير عادل، فليست المساواة دائماً تعني العدالة والانسانية بل قد تعني الظلم والتعامل اللاإنساني.

وهذا المعيار هو من القيم المعنوية التي يُخضع الإسلام لها المصالح والمنافع على خلاف القيم المادية التي اعتمدتها الحضارة الغربية وإن بدت برَّاقة ومغرية تحقق العدالة الاجتماعية، فهي بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية والمعنوية ومعنى كونها مادية أي تخضع لمعايير مادية لا أخلاقية، إذ لا وجود للأخلاق في قاموسها ونعني بالقيم المادية أي المنافع المادية، يعني أن المصالح المادية هي الاساس والقيم ليست ذاتية تخضع لها المصالح، فهي تخضع قَيمِها لمصالحها، فلا مانع لديها كما فعلت في أن تُحَمِّل المسؤوليات بالتساوي بين الرجل والمرأة دون التفات إلى التفاوت بينهما في الخلقة الوظيفية، لأنّ مصلحتها في استخدام المرأة في سوق العمل والمعامل يؤمّن لها مصالحها بأجرٍ أقل مثلاً أو استخدامها كعامل في الجيش والشرطة من دون مراعاة لوضعها كأنثى، فهي لا تهتم ولا تضع قيوداً لمنع الفساد الجنسي الناشئ من الاختلاط ووقوع الزنى والفواحش وما ينتج عنه من حمل وأولاد ليس لهم آباء معروفين بسبب معنوي وأخلاقي. “

واشار الى انه “حتى عندما يُرْفَع شعار الحرية للمرأة فإن المقصود من الحرية لديهم هو التحرّر والتفلّت من القيم المعنوية والاخلاقية وفقاً لما تقتضيه مصالح النظام المادي الرأسمالي او غيره من أشكال الانظمة الاجتماعية القائمة على أساس الفلسفة المادية. ولهذا فإن البعض ممن تأثّر بالشعارات المادية الغربية كالحرية والمساواة أو التشريعات يقيس في مطالباته الأمور بأن يحصل عليها كما هي الحال في الغرب دون وعي أن الأسس التي تقوم عليها القيم الغربية مختلفة تماماً عن الأسس التي تعنيها في الثقافة الدينية إسلامية أو مسيحية التي تتبنى القيم المعنوية التي لا تختلف باختلاف المصالح ولا تخضع لها وإنما هي التي تؤطِّر المصالح وفقاً لرؤيتها.

ويجب أن يعرف هؤلاء أنه وفقاً للقيم المادية فإن المتبنين لها لا يشعرون بالعار بقتل أو سحق الملايين من البشرية طالما أن ذلك يحقق مصالحهم، وأن الذي يجبرهم على التبديل أو التغيير في سياساتهم ليس لأنهم أحسوا بسوء ارتكاباتهم ولا اخلاقياتهم بل لأن مصالحهم تهدّدت بسبب المقاومة والمعارضة التي استفادت من الظروف واستغلتها في مواجهة الحاكمين أو بسبب أطراف الصراع الدولي الآخرين.”

واعتبر الخطيب “انّ الصراع القائم بين الحضارات المختلفة في الأسس التي تقوم عليها مادية ومعنوية ليست حديثة العهد وإنما هي قديمة بقدم الوجود البشري على الأرض، غاية الامر أن الإنسان حاول أن يبرّر لنفسه الطريق الذي اختاره ففلسف أصحاب الاتجاه المادي سلوكهم العدواني الغرائزي، فالفلسفة المادية فلسفة تبريرية متأخرة ساهمت في تطوير الحضارة المادية وحاولت أن تتخطى العقبات التي واجهتها في ظروف مختلفة”.

وقال: ” اما الحضارة القائمة على أساس القيم المعنوية فهي قائمة أساساً على الفكر والمعرفة والدعوة التوحيدية وعلى المعرفة الفطرية ثم على المعرفة الإلهية ودعوة الأنبياء هذا أولاً، وثانياً انها قائمة على أساس السلام النفسي للفرد وعلى أساس التعاون على البرّ والتقوى. اما الحضارة المادية فهي قائمة على الغرائز التي تدفع إلى إشباعها وتحقيق المصالح المادية والسيطرة والنفوذ، وثانياً على الصراع لأن المصالح مختلفة وهو ما يتسبّب بالحروب الدائمة وعدم الاستقرار وانعدام السلام والامن في العالم، وليس ما يحصل في غزة والضفة الغربية اليوم من مظالم سوى مظهر من مظاهر الحضارة المادية وفلسفتها الوحشية التي تدفع نحو هذا الصراع الدموي الذي لا يعرف الانسانية ولا يقيم وزناً للمعايير الاخلاقية والقانونية والمشاعر الانسانية ليس الانسان فيها سوى موجود مادي مثله مثل أي كائن مادي آخر، فمع المصالح لا قيمة للإنسان، المصالح هي التي تبني قيمها وفقاً لها”.

وتابع: “لذلك لا معنى لتوجيه المناشدات للمجتمع الدولي وللمؤسسات الدولية لأنها لا وجود للقيم الانسانية عندها (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ)، فليس أمام شعوبنا سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية بعد الاتكال على الله (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). ولقد اثبت الشعب الفلسطيني بتضحياته العظيمة أنه شعب عظيم وأنه قادر بصبره وتضحياته وصموده قدرته على الانتصار وقلب المعادلة بما يبديه من رباطة جأش رغم وحشية العدو واختلال في موازين القوى لصالح العدو وقلة الناصر، فالمعركة اليوم بسلاح الإيمان والصبر يخوضها الشعب الفلسطيني في مواجهة أعتى القوى المادية العالمية ويُفْشِل اهداف العدو وهو على أبواب الانتصار الكبير ان شاء الله، لأن موازين الانتصار هي القيم المعنوية التي يستند إليها الشعب الفلسطيني هي نفس الموازين الحقّة التي بَشَّرَ الله بها المؤمنين بالتأييد والنصر ان شاء الله، إنها معركة بين القيم وستنتصر القيم المعنوية حتماً.”

واكد “انّها معركة الأمة التي يجب أن تتلاحم إلى جانب الشعب الفلسطيني كما هي معركتنا التي نخوضها في لبنان على شتى الميادين الاقتصادية والاعلامية والثقافية والامنية والاجتماعية إلى جانب الحرب العسكرية التي يشنها العدو على لبنان كما غزة ويذيقه فيها المقاومون الابطال ألوان الخزي والعار، يدكّون فيها أوكاره ويجندلون فيها جنوده ومرتزقته ويحطّمون تحصيناته، فيتراجع عن الحدود أميالاً مضطراً خاسئاً وهو حسير ذليل لا يرتد إليهم طرفهم وافئدتهم هواء”.

وقال: “أيها الاخوة المؤمنون، إنّ لبنان اليوم بمقاومته وجيشه وشعبه أصبح أقوى من أي وقت مضى ويُحسب له ألف حساب، ولذلك فالمطلوب أن تكون القوى السياسية على قدر المسؤولية في هذه المرحلة وأن ترتدع عن سياسة اللعب على حافة الهاوية بانتظار النتائج التي ستُسفِر عنها معركة غزة والجنوب، وإذا كان هناك من يراهن فقد لاحت علامات الفشل والهزيمة الاسرائيلية فلنُخَفِّف من الخسائر ولنَقُم بما يستدعيه سدّ الفراغ في المؤسسات الدستورية بالتفاهم بين القوى السياسية ليكون الرابح لبنان وكل اللبنانيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى