
– نظم مركز إدارة الحياة للتنمية البشرية والتدريب LMC بالتعاون مع الرابطة الثقافية والأكاديمية الدولية للتطوير والتدريب IADT ندوة علمية توعوية بعنوان “الجنس ما بين السواء والانحراف”، وذلك في الرابطة الثقافية في طرابلس لبنان.
بعد النشيد الوطني، افتتحت الندوة بكلمة لمديرة مركز إدارة الحياة كاملة فياض مرحبة بالحضور، واكدت على “دور المركز في توعية المجتمعات وبخاصة في مجال التربية”، واعتبرت أن “استثمار العقول هو المورد الأساسي للتنمية والتقدم”.
ثم تحدثت مديرة الندوة الدكتورة سارة الضناوي، استهلت كلمتها بالتعريف بالمحاضرين والعناوين المطروحة للمعالجة: نشأة المِثلية الجنسية وتطورها، موقف القانون والشرائع من المِثلية، واضطراب الهوية الجنسية. وقالت: “هذه المواضيع هي مسائل إنسانيّة نفسيّة ملحّة ولا بدّ من الحديث عنها”.
وأشارت إلى المفاهيم الثّلاثة: الجنس والإنسان السّويّ والانحراف، ثم طرحت تساؤلات عدّة حول ماهية الانحراف، هل هو مرضٌ أم ظاهرةٌ أم ميلٌ إنسانيّ؟ وما رأي الشّرع فيه؟ وما وجهة نظر علماء النّفس في ذلك؟
بعدها، قدمت الكاتبة نعمت الرّفاعي محاضرة، عرّفت فيها بالمِثلية ونشأتها وتطورها، وأوضحت كيف تحورت هذه المفاهيم حتى يومنا هذا. ونقلت التجربة العلمية التي قام بها الدكتور جون كالهون المتخصص في السلوك الإنساني في العام 1970 التي أطلق عليها اسم universe 25 (الكون 25)، توصل بنتيجة هذه التجربة إلى تفشي المثلية والعدائية بين الفئران بعد تأمين كل وسائل الراحة. وسألت: “هل المجتمعات الراقية، التي تتوفر فيها الراحةُ التامة، تدفع بالإنسان إلى الانحراف عن المسار البشري الطبيعي وتؤدي إلى هلاكه واندثاره؟”.
واختتمت كلمتها بإشكالية مفتوحة حول كيفية حماية مجتمعاتنا من خطر الاندثار إذا ما تفشت آفة المثلية الجنسية.
وقدم المدير العام لمركز إدارة الحياة المحامي الكوتش عدنان عرابي محاضرة بعنوان “مخزر المثلية الجنسية بين القانون والشريعة”، وقال: “لا يوجد في الدّول العربية والإسلامية قانون يشرع الشذوذ الجنسي بل على العكس، فهناك قوانين تجرمه وتمنعه وبخاصة في العراق ولبنان”.
وعرض لمسار التأييد والمعارضة للمثلية في لبنان وبخاصة في العامين 2022 و2023، ولمشاريع اقتراحات القوانين المؤّيدة والمعارضة التي تقدم بها بعض النواب أو المنظمات، موضحاً أن “الجهات المؤيدة لها ترفض حملة القمع على الحريات، بما في ذلك استهداف أفراد مجتمع الميم عَيْن، وتدعو إلى الوحدة في النضال ضدّها، في حين اعتبرت الجهات المعارضة لها أن منعه هو انسجام مع الفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية التي خلق الله تعالى الإنسان عليها من ذكر وأنثى، وحفاظ على كيان المجتمع والأسرة من الانحلال الخلقي”.
واعلن “أن موقف أغلب الدول الغربية والأوربية هو مع المثلية، وأنه في العام 1976 اعتمدت الأمم المتحدة لديها المؤسسة الدولية للمثليين والمثليات والمزدوجين والمتحولين جنسياً، ودَعَت الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى “حماية حقوق” الشاذّين جنسياً وإلغاء القوانين التي تعمل على التمييز ضدهم”. واستغرب “المفارقة بأن العالم الغربي، رغم تبنّيه لحقوق الإنسان، فإنه في العراق وفي سوريا واليمن وأفغانستان وكثير من الدول الأخرى يهاجم دعاة حماية الأسرة من الشذوذ، في حين يصرف الأموال على المنحرفين جنسياً، وأنه في غزّة فلسطين يتم صرف الأموال على القتلة ويتم تدمير كامل أفراد الأسرة”.
وخلص إلى القول: “من يموِّلون إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية هم من يُموّلون الشذوذ الجنسي والمنظمات الدولية والعديد من المنظمات النسوية في كل العالم”.
وخلص إلى “ضرورة نشر التوعية الدينية والصحية والقانونية وبيان مخاطر هذه الممارسات على صحة الفرد والأسرة والمجتمع، كما والضغط على الحكومات لوقف نشاطات “منظمات المجتمع المدني” التي تتبنى وتعمل على تكريس هذه الممارسات الشاذّة بين النساء والأُسر والأطفال تحت عنوان “حماية المرأة أو تمكين المرأة والأسرة والطفل”. كما دعا إلى “وجوب تعديل نص المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني بشكل يتضمن تجريم المثلية الجنسية والشذوذ الجنسي ومن يساندها بشكل واضح وصريح، والامتناع عن استخدام مصطلح “المثلية الجنسية” واستخدام “الشذوذ الجنسي” مصطلحاً بديلاً لكونه يشكل جريمة إنسانية تؤدي إلى هلاك العالم على المدى البعيد”.
وقدمت المحور الثالث الأخير رئيسة الأكاديمية الدولية للتطوير والتدريب في لبنان الأخصائية النفسية مهى حمود، بعنوان “اضطراب الهوية الجنسية”، فأوضحت الفرق بين المِثلية الجنسية وباقي الانحرافات والاضطرابات الجنسية، وقدمت الحلول الممكنة للتصدي لها. كما تطرقت لموضوع الخنثى وانواعه (Hermaphrodite) وعملية التصحيح أو التحول الجنسي لحالات التشوه الجسدي – الجنسي (الخنثى ) وشروطها في الحالات الجائزة في الدين.
وتطرقت لموضوع التنمر والتعنيف غير المشروع لحالات التشوه الخلقي الجنسي ووجوب تقديم المساعدة والدعم النفسي والعلاج المناسب لهم سواء لحالات التشوه الخلقي الجنسي أو للانحرافات والاضطرابات الجنسية. كما تناولت موضوع (اضطراب الهوية الجنسية – Gender Dysphoria) مفهومه وأعراضه وأسبابه والوقاية منه، مشيرة إلى أن المثلية الجنسية شُطبت من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM الصادر عن الجمعية الأميركية للطب النفسي في الولايات المتحدة الأميركية، في حين أبقت على اضطراب الهوية الجنسية.
ونبهت في الختام إلى ضرورة تقديم الإرشاد الأُسري بما يخص التربية الجنسية للطفل.