
افتتح تجمع “العلماء المسلمين” الدورة الجديدة لنشاطاته بعنوان “دورة طوفان الأقصى”، في اجتماع لهيئته العامة، تناول الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية، واصدر بيانا تلاه رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان عبدالله، رأى فيه ان “معركة طوفان الاقصى أثبتت أن هذه الأمة هي أمة واحدة يجمعها هدف واحد وهو تحرير فلسطين، وأن كل ما عمل عليه الغرب من أجل تفريقها وإيقاع الفتنة بين أبنائها فشل في اللحظة التي أطلقت الرصاصة الأولى تجاه العدو الصهيوني في 7 تشرين الأول”.
واعتبر ان “معركة طوفان الأقصى وحدت الأمة وأضاعت جهود العدو الغاشم المتربص بأمتنا لتفريقنا. فلنستفد من هذه المعركة لنؤكد وحدة هذه الأمة، والنعمل على تمتين أواصرها وألا نعود إلى الفتنة”، وقال: “سيحاول الأعداء بوسائل شتى أن يعيدوا الفتنة إلى داخل أمتنا وبين طوائفنا ومذاهبنا، فليعلم الجميع أن الطوائف والمذاهب ليس لها علاقة بالسياسات التي تحصل، فالعدو يريد رأس الدين من خلال بث الأمور المنافية للأخلاق والدين، لذلك علينا نحن العلماء أن نعمل بكل قوة على تكريس الوحدة في مواجهة الفتنة والأعداء وبالوحدة فقط يتحقق النصر”.
ورأى أنه “بصمود غزة اليوم بوجه العدو الصهيوني، استطاعت ان تقف بوجه العالم وان تمارس مقاومة وجهادا، وأثبتت لهم أنه إذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، لافتا الى ان “قيادة “حماس” اليوم للمفاوضات إنما هي جزء من المعركة، ولعلها أشد وأكبر من المعركة التي تحصل في الميدان، إن العدو يحاول الحصول على مكاسب سياسية من خلال مفاوضات لم يستطع أن يحققها”، داعيا الله لـ”يثبت حماس وتقف في وجه كل محاولات الفرض والاملاءات، لانها تقدر مصلحة غزة ونحن معها في أي قرار تتخذه”.
واعتبر ان كلام الرئيس الاميركي جو بايدن عن “المرفأ العائم، محاولة لذر الرماد في العيون. فالاهداف من وراء هذا المرفأ متعددت وهو يأتي ضمن خطة استراتيجية تريد من خلالها أميركا السيطرة على الثروة الواعدة من النفط والغاز الموجودة في بحر غزة، لذلك هناك اتفاقات عقدت بين بعض الشركات والكيان الصهيوني حول هذه الثروة”، واشار الى ان “هذا المرفأ العائم هو رأس جسر للسيطرة على غزة وإدخال قوات أميركية اليها”، داعيا الى “إفشال هذا المشروع بالمقاومة من خلال التعامل معه بالوسائل العسكرية المناسبة”.
واذ لفت الى ان “للقدس في شهر رمضان المبارك نكهة خاصة”، دعا الى النفير العام “للوصول إلى المسجد الأقصى الذي يعمل العدو الصهيوني على منع أهالي الضفة من ذلك، وإن لم يحصل ذلك فلتكن الصلاة الى جنباته لأنها ايضا مباركة، فالله بارك فيما حول المسجد، ولكن الهدف يجب أن يبقى دائما الدخول إليه وإحياء الليالي والاعتكاف فيه والصمود والمرابطة في وجه الانتهاكات اليومية للعدو الصهيوني”. وقال: “سيكون ليوم القدس هذه السنة طعم آخر، فهو ليس فقط مجرد يوم مسيرات، إنما جهاد يبذل في سبيله الدم ويرتفع في سبيله الشهداء والجرحى والأسرى، وسيكون إن شاء الله سببا في زوال الكيان الصهيوني”.
واوضح ان “المقاومة في لبنان “دخلت من اللحظة الأولى لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته لتؤكد أنها جزء من المحور وركن أساسي فيه، وبالتالي فإن المعارك التي تخاض اليوم في فلسطين ولبنان والعراق واليمن وسوريا تؤكد أن المحور أصبح أمرا واقعا، وبأننا نستطيع في لبنان أن نشكل دعما لفلسطين وألا نسمح للكيان الصهيوني بالانتصار، لأنه إن استطاع أن ينتصر على غزة سينتقل ليعود ويحقق حلمه التاريخي في اعتبار أن أرض الكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات”، مشددا على اننا “سنحول هذا الحلم إلى كابوس، ولن يستطع العدو تحقيق أهدافه، وسيأتي اليوم الذي سيدخل فيه المجاهدون المقاومون قوات الرضوان مع جنود المحور إلى داخل فلسطين المحتلة لتحريرها ودق المسمار الأخير في نعش هذا الكيان الذي بات اليوم في أيامه الأخيرة”.
وحيا الشعب اليمني “الذين استطاعوا أن يثبتوا أنهم يستطيعون مد يد العون إلى أهلهم في فلسطين وقطع الشريان الحيوي لدعم الكيان الصهيوني”، وقال: “ستكونون رأس الحربة في مشروع محور المقاومة الهادف الى زوال الكيان الصهيوني، ونؤكد ضرورة وحدة اليمن لتكون دولة واحدة قوية عزيزة مستقلة حرة سيدة”.
ولفت الى ان “العراق أكد أنه جزء من هذا المحور ويستطيع أن يؤمن له دعما مهما، فصواريخ الحشد الشعبي ومسيراته وصلت إلى داخل الكيان الصهيوني وهي توقع فيه الخسائر”، محذرا من “محاولات اميركا بث الفتنة والشقاق بين أبنائه، تارة من خلال الفتنة المذهبية التي يعمل عليها من خلال انتخاب رئيس لمجلس النواب وتارة أخرى من خلال التعيينات في الحشد الشعبي”.
وختم معلنا تأييد التجمع ودعمه للإمام السيد علي الخامنئي، وقال: “لو خاض البحر لخضناه معه ونحن سلم لمن سالمه وحرب لمن حاربه لأنه اليوم رمز الإسلام المحمدي الأصيل، وهو رأس حربة المقاومة ومركز القيادة في هذا المحور، ولو استطاع العدو الصهيوني والأميركي والغربي أن يضعف الجمهورية الإسلامية لعمل على ذلك، لكن باءت كل جهوده بالفشل، وخير دليل الانتخابات النيابية ومجلس الخبراء الأخيرة التي أثبتت أن الشعب الإيراني البطل يقف وراء جمهوريته ويقدم لها الدعم، وهي بدورها تقدم الدعم لمحور المقاومة، وسيكون لها اليد الطولى في المعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني”.