قلق فاتيكاني بالغ على لبنان… هل من تحرك؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

يحمل البابا فرنسيس لبنان في قلبه وعقله، ولا يفوّت فرصة للتعبيرعن محبته لبلد القديسين، وآخرها تخصيص مساحة في أروقة الفاتيكان، إلى جانب أضرحة الباباوات، عُلِّقت عليها لوحة للقديس شربل.

ومع تزايد الوضع سوءا في لبنان سياسياً واقتصادياً تعمل دوائر الفاتيكان بدبلوماسية صامتة وبإشراف مباشر من البابا فرنسيس على ايجاد مخرج لأزمات لبنان المستعصية، ويتواصل مع كافة الدول المؤثرة والمعنية بالملف اللبناني حرصاً منها على “وطن الرسالة” وبلد العيش المشترك.

مصادر معنية تؤكد لـ”المركزية” ان الحرب، بالنسبة للفاتيكان، سواء في غزة او اي حدث آخر، يجب ألا تكون على حساب لبنان، بل يعتبر ان ملف لبنان مستقل. هناك ثبات في التعامل مع الواقع اللبناني، لأن الكرسي الرسولي لديه قلق كبير على الاوضاع أكان في موضوع الفراغ الرئاسي او الملف الاجتماعي الاقتصادي او تداعيات حرب غزة وتأثيرها على الوضع في لبنان.

تقوم دوائر الفاتيكان، بحسب المصادر، باتصالات مع كل الدول المعنية بالشأن اللبناني، وهذا الامر مستمر. من الملاحظ ان السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا يقوم بحركة اتصالات ولقاءات وهذا كله يعكس الاهتمام الفاتيكاني بلبنان.

في المقابل، لا يتدخل الكرسي الرسولي في الاسماء الرئاسية، لا يطرح اسما على حساب آخر ولا يرفض اسماً معينا، لكن الاهتمام موجود والقلق دائم بمعنى ان الفاتيكان لم يعد ينتظر أياً من الدول ليبادر، ويقوم من جهته بما يلزم لمساعدة لبنان.

وهل من مساعٍ فاتيكانية لجمع المسؤولين المسيحيين حول طاولة لايجاد حل خاصة في الملف الرئاسي؟ تؤكد المصادر ان هناك مساع يقوم بها في هذا الإطار المطران انطوان بونجم مكلفا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لكن هذا لا يعني ان الامر صادر عن الفاتيكان، او ان هناك ورقة عمل يطرحها الفاتيكان. بالطبع هناك تمنٍ فاتيكاني بهذا الخصوص، إلا أن الفاتيكان يعلم في الوقت نفسه ان ثمة تباينات في المواقف في الوسط المسيحي وهذا ليس بالامر الجديد، بل سائد منذ زمن.

وتشير المصادر الى ان هناك حرصاً فاتيكانياً على امور اساسية منها الخروج من الازمات التي يعاني منها لبنان المالية والاقتصادية وعدم الانجرار الى حروب قد تكون كارثية على لبنان المسيحي والمسلم وعلى كل اللبنانيين دون تمييز. لكن كيف تتم ترجمته بأي طريقة او وسيلة؟ الامر غير واضح.

الفاتيكان يعمل بصمت ولا يقوم بمبادرات لأن البعض قد يستغلها ضده، لذلك هو لا يتدخل في زواريب السياسة اللبنانية التقليدية التي نعرفها. وهو لا يطمح الى الحصول على اي مكاسب من لبنان، بل دافعه مصلحة البلد وليس أي مصلحة شخصية أخرى، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى