
اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة في خلال خطبة الجمعة من مسجد الصفا، أن “أهل الجنوب يتحملون الاذى عن كل لبنان منذ العام 1948 بسبب العدوان الإسرائيلي البربري الذي لا يفرق بين حجر وبشر لانه شر مطلق، والخسائر في الارواح والممتلكات شاهدة على عدوانيته، وتحمل الجنوبيون الاذى وواجهوا هذا العدو بكل ما يمتلكون من قوة مقاومة بدءا من الحجر والزيت المغلي، وصولا الى الصواريخ، وجسد ذلك الشهداء الذين كتبوا التاريخ بدمائهم لنعيش حياة كريمة في وطن التعايش كما اراده الإمام الصدر، لبنان وطن نهائي لكل أبنائه، وما كان ذلك الا لغياب الدولة عن دورها في حماية مواطنيها وحدودها، لذلك التعويضات على المتضررين واجب وطني على الدولة، لكن المستغرب نعيق الغربان الاعتراضية على التعويضات التي لها طابع معنوي اكثر مما هو مادي لان دماء الشهداء لا يمكن أن يعوضها الا الله، وهي اكبر من قدرة البشر”.
واستغرب “الكلام الاستفزازي، في وقت البلد بحاجة الى كلمة طيبة تخرجنا من ازماتنا سواء على مستوى رئاسة الجمهورية او انتظام عمل المؤسسات”.
وانتقد “نغمة رفض الحوار والتوافق وتهميش كلمة العرف”، معتبرا انه “لو لم يحترم العرف لما كان لبنان، حيث لم يرد في الدستور طائفة رئيس الجمهورية ولا قائد الجيش ولا حاكم مصرف لبنان”.
وتوجه إلى الرؤوس الحامية بالقول: “مهلا مهلا، لبنان لا يقوم الا بالشراكة والتفاهم”.
ودعا الى البحث عن القواسم المشتركة التي تقرب بين اللبنانيين بدل اختلاق العناوين الخلافية التي تباعد بينهم”، مشددا على “اننا في لحظة أحوج ما نكون فيها الى اللغة الجامعة التي توفر مناخا سياسيا مواتيا لانتاج الحلول وانهاء الازمات والمحن التي يمر بها الوطن”.
وندد “بالمجزرة المفتوحة التي يمارسها العدو الاسرائيلي في حق الفلسطينيين في ظل استمرار الصمت الدولي والتقاعس العربي”، وقال: “يظل الرهان على المقاومة التي شرّع وجودها الحس الوطني الرافض للإحتلال، والصمود في فلسطين والجنوب اللغة التي يفهمها العدو للحفاظ على الارض والهوية”.