نجوى ابي حيدر
المركزية- في كلمة متلفزة القاها يوم الجمعة الماضي وخلال إحياء الليلة الأولى من ليالي القدر في مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى المشاركة الواسعة في إحياء فعاليات يوم القدس العالمي بعد غد الجمعة في 5 نيسان، معلنا انه سيترك الحديث عن الأوضاع السياسية والتطورات والآفاق ليوم القدس “الذي يأتي هذا العام في ظروف مختلفة تمامًا ومتصاعدة”، داعيًا إلى أوسع مشاركة لإحيائه في “كل الأماكن وخصوصًا في الضاحية الجنوبية حيث سيقام الاحتفال المركزي لتأكيد إحياء المناسبة”.
يتسم يوم القدس العالمي بأهمية خاصة لمحور الممانعة في مختلف العواصم الخاضعة لنفوذ ايران كونها كانت اول من دعا للإحتفال به بعد الثورة الإسلامية عام 1979 من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آنذاك، روح الله الخميني، الذي دعا المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين”. وغالبا ما يشهد هذا اليوم مظاهرات مناهضة لإسرائيل ومعارضة لاحتلال القدس.
في المحطات المعلنة للإحتفال، دعوة من الفصائل الفلسطينية في لبنان الى مسيرة تحت شعار” طوفان الأحرار”،عقب صلاة الجمعة امام جامع الفرقان في مخيم برج البراجنة، الا ان ثمة تحركات تبقى من دون اعلان، اذ تفيد مصادر مطلعة “المركزية” ان حزب الله سيحاول اغتنام هذا اليوم للتجييش والتعبئة الشعبية من خلال تنظيم تظاهرات تعم لبنان في كل مناطقه، واذا امكن، المسيحية منها، لاعطاء صورة شمولية حول مدى التأييد للقضية الفلسطينية في لبنان ووقوف اللبنانيين خلفه لتحرير القدس ، وتاليا تغطية موقفه لجهة مقاومة اسرائيل بجبهة المساندة والاشغال ، بعدما كبّدت لبنان عامة واهل الجنوب والقرى الحدودية في شكل خاص خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات وخلّفت نقمة عارمة داخل بيئة الحزب التي لا تتوانى عن طرح التساؤلات حول جدوى جبهة مماثلة لم تخدم غزة واهلها بأي شكل، فيما دفعوا هم اثمانا باهظة ولا يجدون من يعوّض.
وكما الحزب ، كذلك حركة حماس، تقول المصادر، موضحة ان قيادة حماس والفصائل الفلسطينية التي تدور في فلك ايران دعت كلها الى تظاهرات في معظم الساحات العربية، موظفة التعاطف الشعبي مع اهل غزة واستنكار الهمجية الاسرائيلية والمجازر التي تُرتكب في حقهم، لاعطاء المناسبة بعداًعربيا شموليا ومناصرة لحماس قد تعيد لها رصيدا فقدته اثر هزيمة منيت بها بفعل ما حصل ويحصل في غزة بسبب عملية طوفان الاقصى.
وتضيف ان مجمل التظاهرات والمواقف الخطابية التي ستلقى خلالها ، لا سيما خطاب الامين العام لحزب الله ستركز على تظهير الدور البطولي لفصائل المقاومة ومدى اسهامه في دعم غزة وردع العدوان الاسرائيلي عن لبنان، فإن نجح الوسطاء والمفاوضون في الدوحة في بلوغ الهدنة المأمولة في القطاع، مع ان لا مؤشرات الى تحقيق الهدف في المدى المنظور، يكون الحزب ومن شارك في المواجهات من لبنان الى العراق وصولا الى اليمن قد برأوا ساحتهم واعادوا تعويم انفسهم شعبياً ، قبل دخول المنطقة حقبة التسوية الكبرى ، حينما سيضطر جميع هؤلاء الى الخضوع للقرار الكبير الذي تتخذه واشنطن وطهران ،والمُرجح انه سينهي دور مجمل الفصائل والاذرع الايرانية لقاء ثمن تقبضه ايران.