صفا: نعلن تعليق عضويتنا في الشبكة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT وفي المركز الدولي للتأهيل IRCT لصمتهم وتواطئهم عن حرب الابادة في غزة

عقد رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا مؤتمرا صحافيا، في مقر المركز، في حضور امين سر حركة “فتح” ومنظمة التحرير سمير ابو عفش، نائب مسؤول “الجبهة الشعبية” في لبنان عدنان الدنان، علاء موسى من المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد )، كما حضر الامين العام لمركز الخيام عمر الخالد والمنسقه لينا الدنا.

صفا

وقال صفا: “ان حرب الإبادة الاميركية الإسرائيلية في غزة وانتفاضة الضفة الغربية ومساندة جنوب لبنان ألقت ظلالها على أعمال مجلس حقوق الانسان وكأنك في ساحة الميدان، وأحدثت انقساماً في معظم المؤسسات والهيئات الحقوقية والإنسانية. كشفت الجميع وعرّت الجميع”.

اضاف: “ان مجلس حقوق الانسان استمر شاهد زور على حرب الإبادة في غزة، فلم يجتمع استثنائياً ولا دان الحرب بسبب الضغوطات الأميركية والتخاذل الرسمي العربي. كانت مشاركتنا في ثلاث كلمات امام الهيئة العامة عن غزة وجنوب لبنان والسجون وقضية عرب 48 ومطالبة المجلس بالخروج عن صمته وإعادة النظر بالآليات المعتمدة واستحداث آليات جديدة للمحاسبة وإلا يفقد المجلس مبرر وجوده كهيئة دولية إنسانية”.

واشار الى “ان القضية الفلسطينية قضت على معظم بنود الدورة وكل القضايا الأخرى مع أهميتها كانت هامشية. وترددت انتقادات عديدة لصمت المجلس وتردده في إدانة حرب الإبادة، وكان لافتاً دور بعثة فلسطين والحضور الفلسطيني الحقوقي لكافة المنظمات الفلسطينية الحقوقية من غزة والضفة العربية من خلال الندوات الموازية لاعمال المجلس والكلمات الشفهية رغم غياب التنسيق وتكرار القضايا المطروحة”.

وقال: “ان مفوضية حقوق الانسان في الأمم أصيبت بالارتباك، ولم تكن مواقف المفوض السامي واضحة في البداية ولم تعتبر المفوضية ما يجري في غزة حرب ابادة، وحدها مقررة الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا البانيز قدمت تقريرا مدويا وجريئا اعتبرت فيه حرب غزة حرب إبادة مكتملة العناصر رغم الضغوطات والتهديدات التي تلقتها كل التحية لها والتضامن معها. كنا نأمل ان تكون مواقف المفوضية اكثر وضوحاً وقوة وفعالية لأنها خط الدفاع الأخير عن حقوق الانسان في العالم”.

وتابع: “زرت المقر العام للجنة الدولية للصليب الأحمر وقدمت مذكرة الى رئيسة اللجنة طالبت فيها بمواقف اكثر حزماً ومضاعفة جهودها في سجون الاحتلال وبخاصة قضية الاسرى المرضى، واقترحت التحضير لمؤتمر عالمي لاعادة تنقيح وتفعيل اتفاقيات جنيف المؤرخة في 12 اب 1949 والتي دفنتها إسرائيل في مستشفيات غزة. كان لقاءً هاماً بعيداً عن التشكيك بالدور الإنساني الكبير التي تقوم به اللجنة، فقد خسرت اللجنة الدولية العديد من موظفيها كما ان سلطات الاحتلال منعت الزيارات الدورية لاطباء اللجنة وفريقها من دخول السجون والاطلاع على أوضاع المعتقلين المزرية”.

ورأى صفا ان “حرب الإبادة الاسرائيلية في غزة ضد الشعب الفلسطيني كشفت مواقف معظم المنظمات الدولية التي اتخذت منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 ومن دون الاستناد الى تحقيق قضائي منحازة لدولة الاحتلال وساوت بين الجلاد والضحية”، معتبرا ان “هذه المنظمات التي “تطوشنا” بالدفاع عن حقوق الانسان ومناهضة التعذيب و كشف مصير المفقودين ابتلعت كل مبادئها ووثائقها وشعارات المناصرة فلم تتخذ مواقف مبدئية من حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة أو من عمليات التدمير المنهجي وقتل الأطفال والمدنيين في الضفة وجنوب لبنان بما فيها منظمات لبنانية ” سيادية” “حيادية” تتباهى زورا بالدفاع عن حقوق الانسان”.

وقال: “اكثر من ذلك، ان معظم هذه المنظمات ورغم مرور 6 أشهر على عمليات التعذيب والتنكيل والعزل ضد المعتقلين الفلسطينيين وفرض عقوبات فاشية غير مسبوقة في تاريخ سجون الاحتلال، فتضاعفت اعداد المعتقلين حتى وصلت الى عشرة آلاف اسير واسيرة والقتل العمد ل 13 اسيرا بعد ٧ اكتوبر واعدام 27 كما أعلنت جريدة هارتس واختفاء المئات من معتقلي غزة، فان هذه المنظمات ورغم نداءاتنا ونداءات هيئة شؤون الاسرى الفلسطينيين وكافة لجان الاسرى إلتزمت الصمت المطبق حول ما يجري في سجون الاحتلال من دون تحرك حقيقي وجدي والتنديد بجرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق المعتقلين وتنفيذه المجازر الجماعية المروعة ضد المدنيين وتجويعهم”.

واضاف: “لذلك، فإنني اعلن تعليق عضويتنا في المركز الدولي للتأهيل في الدنمارك IRCT والذي لم يرف له جفن مما يجري في غزة وجنوب لبنان، فعند هذه المنظمات يبدأ التاريخ في ٧ اكتوبر ويقفزون عن ٧٥ عاما من المجازر وبطش المستوطنيين وحصار غزة، كما نعلق عضويتنا في الشبكة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT في جنيف والتي التزمت الصمت والتواطؤ مع العدوان للحفاظ على التوازن بين مجموعاتها. لقد فقدنا الثقة بمعظم هذه المنظمات وآن الآوان لتعريتها ومقاطعتها وكشف دجلها في مناهضة التعذيب ورفض اجنداتها وتدريبها وتمويلها المعجون بدماء أطفال غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان”.

واكد “ان حرب غزة ومواجهات الضفة الغربية وجنوب لبنان كشفت كافة المؤسسات والمنظمات التي تعيش اليوم صراعات داخلية وحوارات قد تؤدي الى عمليات فرز وتطهير هذه المؤسسات من العناصر المرتزقة المعادية لحقوق الانسان والتي تقدس التمويل على حساب المبادئ”.

وقال: ” لقد سقطت منظومة حقوق الانسان الدولية في امتحان غزة، ولكن رغم هذا السقوط والفشل والخذلان سنبقى في مركز الخيام صوتاً عالياً ننسق مع كل احرار العالم نطارد الاحتلال وأبواقه ونواصل مشاركتنا في دورات مجلس حقوق الانسان والمحافل الدولية الأخرى تطويرا لحملة التضامن العالمية دفاعا عن شعب فلسطين وأسراه ووقف حرب الإبادة ومعاقبة مجرمي الحرب ودفاعا عن جنوب لبنان ومواطنيه وتضامناً مع المدافعين عن حقوق الانسان وحرية التعبير في المنطقة العربية والعالم”.

وختم: “المشاركة في هذه المحافل جزء من المقاومة في الميدان، موجهين الدعوة لاوسع حملة مساندة وتضامن مع الحركة الاسيرة الفلسطينية بمناسبة ١٧ نيسان يوم الاسير الفلسطيني والعربي، ولتكن محطتنا القادمة في ١٧ نيسان امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت الساعة ١١ صباحا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى