الخطيب التقى كتلة “تجدد” ووفدا من “حماس” وسلم فرونتسكا رسالة الى غوتيريش لوقف المجازر ضد الفلسطينيين وادخال المساعدات عبد الهادي: المقاومة بخير وقادرة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية

 استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، قبل ظهر اليوم في مقر المجلس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وجرى التباحث في استمرار الإجرام الإسرائيلي ضد غزة وفلسطين ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وحمل الخطيب فرونتسكا رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “لممارسة الضغوط لوقف المجازر ضد الفلسطينيين وإدخال المساعدات”، مثنياً على مواقفه وجهوده “في إيصال المساعدات لغزة ووقف إطلاق النار”، مبدياً أسفه لمقتل موظفي الأمم المتحدة في فلسطين في ظل الرفض الإسرائيلي لدور الأمم المتحدة وتطبيق قراراتها”.

واكد “أن ما يحصل في غزة عمل إجرامي ضد الإنسانية جمعاء ينتهك العدوان الإسرائيلي خلاله كل الحرمات الإنسانية والدينية ويرتكب المجازر ضد المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال ولا يوفّر الكنائس والمساجد من إجرامه، ويستخدم أشد الأسلحة فتكاً بحق المدنيين فضلاً عن حرمانهم من الدواء والماء والكهرباء”.

واعتبر “أن مجلس الأمن يمارس ازدواجية معايير في التعامل مع القضية الفلسطينية، إذ لا يجوز أن يُتهم الشعب الفلسطيني بالإرهاب في حين أن هذا الشعب يتعرّض للإبادة ، لذلك نعتبر أن من يشجع العدوان على غزة ولا يدين الإرهاب الإسرائيلي هو شريك في قتل الشعب الفلسطيني”، مشيراً الى “نكث الكيان الصهيوني بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية والإمعان في إجرامه وتوسيع دائرة الاستيطان وتشريد الفلسطينيين وضربه عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة فضلا عن اعتداءاته المتكررة ضد مراكز الأمم المتحدة”.

حماس

واستقبل الشيخ الخطيب ممثل حركة “حماس” في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي على رأس من الحركة ضم: نائب المسؤول السياسي جهاد طه ومسؤول العلاقات الوطنية أيمن شناعة ومسؤول العلاقات السياسية والإعلامية عبد المجيد العوض، وجرى التباحث في تطورات الأوضاع في فلسطين وغزة في ظل استمرار المجازر الصهيونية ضد المدنيين.

وأكّد الخطيب “أن ما حصل من إنجاز تاريخي ضد الاحتلال وما يقابله من ارتكاب مجازر سيسجل في تاريخ العالم العربي والإسلامي”، معتبراً ان “معركة الفلسطينيين هي معركتنا والشعب الفلسطيني أهلنا وإخواننا”، مشيراً الى “أن قضية فلسطين هي قضية الأمة التي تتجاوز كل الاختلافات المذهبية والطائفية، وباتت اليوم قضية إنسانية.

بعد اللقاء، أدلى عبد الهادي بالتصريح التالي: “تشرفت أنا وإخواني في قيادة حركة “حماس” في لبنان بزيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، وكانت مناسبة لوضعه في آخر التطورات التي أفرزتها المعركة الاستثنائية التاريخية الاستراتيجية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وبالذات كتائب الشهيد عزالدين القسام “معركة طوفان الأقصى” والذي سيكون لهذا الانجاز الضخم ما بعده بإذن الله تعالى  على مستوى القضية الفلسطينية ووقف العدوان الصهيوني عليها وعلى المسجد الأقصى المبارك وعلى أرضنا وأسرانا وستضع حداً لكل المجازر الصهيونية التي يرتكبها عدونا بحق الشعب الفلسطيني على مدار عقود طويلة”.

اضاف: “كانت مناسبة أيضا لوضع سماحته بصورة المجازر الإرهابية الصهيونية الشنيعة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة، والذي يسعى من خلالها أن يعدم الحياة في هذا القطاع الصامد الصابر على مرأى ومسمع العالم أجمع، بل وبدعم أميركي غربي غير محدود لهذا الكيان الغاصب، ووضعناه بصورة ما يجري في قطاع غزة من استهداف للمدنيين وللمستشفيات والمخابز والمدارس وللمساجد والكنائس ولكل شيء في قطاع غزة في ردة فعل مجنونة من هذا الكيان الفاقد للخيارات بعد الضربة القاصمة التي وجّهتها له المقاومة الفلسطينية”.

وتابع: “وضعناه بصورة أن المقاومة بخير وأنها قادرة على مواجهة الاعتداءات الصهيونية او احتمالية أن يقوم هذا العدو بأي هجوم بري. وقد وصلته رسالة عندما حاول أن يستطلع بالنار”.

وأردف: “وضعنا أيضاً سماحته بصورة الذي يجري على المستوى الإنساني وأنه لا يوجد حتى الان أفق لأي وقف إنساني لإطلاق النار أو إدخال للمساعدات، في وقت ينفذ كل شيء يتعلق بالحياة في قطاع غزة. وللأسف لا مواقف هنا ولا هناك، بالرغم من تأييدها للشعب الفلسطيني ورفضها للمجازر، لم ينعكس أي شيء حتى الآن بالبعد الإنساني في قطاع غزة، وسمعنا من سماحته عن جهده الكبير والعظيم والمّقدّر منا ومن قيادة الحركة دعماً للشعب الفلسطيني وتقديراً للإنجاز الكبير الذي تحقق وأيضاً استنكاراً للمجازر الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني.  ونحن أوصلنا سلام القيادة له وتقديرنا لجهوده الكبيرة التي تدعم الشعب الفلسطيني سواء عبر عقده للقاءات او إجرائه لإتصالات او استقباله لوفود، وقد أوصل رسالة الشعب الفلسطيني والموقف المّقدّر والذي عهدناه أنه دائماً يقفه دعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

كتلة تجدد
وظهرا، استقبل  الخطيب وفد كتلة “تجدد” ضمت  النواب: فؤاد مخزومي، أديب عبد المسيح، و ميشال معوض. وجرى التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان وما يجري من عدوان إجرامي ضد لبنان وفلسطين.

وأكد الخطيب “أن الوضع في المنطقة خطير يستدعي من اللبنانيين وضع الخلافات السياسية جانباً وتحصين وحدتهم الوطنية وحفظ لبنان في مواجهة التهديدات والعدوان الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويعرض لبنان والمنطقة الى الخطر”، مشددا على “أن الدين يحفّز على العمل الوطني والإنساني الذي يحفظ حقوق وكرامة الانسان”. ودعا الى “تفعيل المؤسسات الدستورية بالتوافق على انتخاب رئيس جمهورية يجمع اللبنانيين وتشكيل حكومة انقاذية “، ورأى “ان المشكلة في لبنان بالنظام الطائفي والتطييف والتمذهب السياسي والحل بإقامة دولة المواطنة، فالطوائف والمذاهب يجب ان تكون في خدمة الانسان لا ان تستخدم الانسان لمصالحها ومأربها الخاصة.

وطالب اللبنانيين “بالدفاع عن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته وأمنه في مواجهة العدو الصهيوني ومشروعه لضرب لبنان والدول العربية والإسلامية”، لافتاً الى أن “الاجرام الصهيوني يفوق كل إجرام في استهداف المدنيين والمساجد والكنائس والمستشفيات”.

وبعد اللقاء، قال النائب عبد المسيح: “استمراراً للقاءات والمشاورات التي تقوم بها كتلة “تجدد” والتي ترتكز على جمع اللبنانيين حول مصلحة لبنان أولاً في مرحلة عاصفة وصعبة تمر بها المنطقة ولبنان، تشرفنا اليوم بزيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولقاء نائب رئيس المجلس سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الذي نقدر دوره في بناء القواسم المشتركة بين اللبنانيين”.

اضاف: ” إن هذا المجلس هو أرث الامام المغيب السيد موسى الصدر وهو البيت الذي يجمع ولا يفرّق وهذا أكثر ما نحتاج اليه اليوم، فاللبنانيون مدعوون الى الالتفاف حول مبادئ وأسس وجود الدولة في ظرف تهددنا فيه مخاطر وجودية كبيرة، لقد أكدنا  دعم قضية الشعب الفلسطيني وهذا واجب لبنان الذي لم يتأخر يوماً في بذل كل ما يستطيع دعماً لحق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة وفي تأسيس دولته المستقلة وفق معادلة حل الدولتين وعودة اللاجئين والأرض مقابل السلام، كما اعلنا عن إدانة الحرب على غزة ونكرر مطالبة المجتمع العربي والدولي من هذا البيت ببذل كل الجهود لحماية المدنيين ودخول المساعدات الإنسانية وبممارسة كل الضغوط لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً للمبادرة العربية للسلام التي أعلنت في بيروت سنة 2002 والتي أجهضتها إسرائيل على مر العقود.

وتابع: “إن لبنان الذي عانى طويلاً تداعيات أزمات المنطقة هو اليوم أحوج الى حماية نفسه وأهله من كل النتائج الخطيرة فيما لو تم تعريضه لحرب مدمرة ستؤدي الى أفدح الخسائر في الأرواح والبنى والممتلكات، إن الوضع الداخلي السياسي الاقتصادي يقترب من الانحلال الكامل وهذا ما يملي علينا كلبنانيين العمل يداً بيد لتحييد لبنان عسكرياً ومنع مزيد من الانزلاق الى الحرب بحيث يبقى تحت مظلة القرارات الشرعية الدولية وهذه مسؤولية وطنية ندعو الجميع لتحملها، نشكر سماحة الشيخ الخطيب على هذا الاستقبال المميز ونعلن ككتلة نيابية تمثل أطيافاً متنوعة في مجتمعنا الاستمرار بتحركنا والقيام بزيارة المزيد من المرجعيات وبالتواصل مع القوى السياسية لتشكيل شبكة أمان تحمي لبنان واللبنانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى