بقلم الدكتور غسان معلوف: غازي غصن ليس مهندسًا عاديًا

بقلم الدكتور غسان معلوف
معرض المهندس غازي غصن …. وانا ذاهب لحضور معرض ( لبنان ان حكى) للمهندس غازي غصن بالحبر الصيني، مر ببالي الرسام العالمي بارلاخ الذي كان يرسم بالحبر الصيني كذلك , ومر ببالي صعوبة هذه التقنية في الرسم ، وكيف ان الرسام عليه ان يسكب في انامله قلبه وعقله وخياله ليمرر خطوطه باناقة مرهفة ، وهو يضغط على ريشته المترددة حينًا ، والواثقة غالبًا …
كنت على يقين بأن غازي غصن ليس مهندسًا عاديًا ، وكان يراودني هذا الشعور كلما دخلت الى مكتبه ، ودائمًا كانت تبهرني لوحاته المعلقة على جدار مكتبه والتي كانت تجعل من لهذا الجدار الاخرس بعدًا إنسانيًا ، مما رسخ فيَّ ان غازي غصن يختزن ثقافة وموهبة قل نظيرهما .
عندما دخلت القصر البلدي الرائع الذي تحمل حجارته تاريخ زحلة بحلوها ومرها….راعني كثافة الحضور ، ولما تفرست في الوجوه عرفت بأنها النخبة النخبة …
كان النشيد الوطني وكلام كثير، وانا يأكلني الشوق ، لرؤية لوحات الصديق غازي غصن …
دخلت قاعة المعرض ، ورأيت لوحات متراصة تحمل زحلة ومعالمها ، ومعالم لبنان السياحية ؛ وقد طغت على رسومه البيوت الملاصقة والازقة والكنائس ، وبين الحجارة انفلاش ضوء …
لوحات غازي غصن وثائق للاجيال القادمة ، باشكال البيوت والمعالم الأُخرى الواضحة ، وذكرني اسلوبه بالسهل الممتنع ، فيظن الجاهل انه قادر على الاتيان بمثله وهيهات….
لوحاته تقربه من الفن الساذج ، ولكن يجب ان لا ننخدع ، غازي غصن اتى بها على حقيقتها المادية لكنه غمسها بالظلال ، بالغرابة ، بالسحر، انها معالم اثرية في حقيقتها الداخلية وفي بعدها الانساني ..
تركت المعرض وانا مذهولاً امام عبقرية هذا الرجل وطول آناته في العمل ..
لا شك بأن رسوم غازي غصن ستجتاح معارض روما وباريس وواشنطن وموسكو …
كم افتخر انه صديقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى