
زار المنسق العام لجبهة “العمل الإسلامي” الشيخ الدكتور زهير الجعيد مع وفد من الجبهة قوامه(أمين سر الجبهة الشيخ شريف توتيو، المهندس مؤمن عبد الله الترياقي نائب رئيس تيار الفجر، المسؤول الإعلامي الشيخ وليد علامة، مسؤول المكتب الإداري فؤاد شرف، مقر حزب البعث العربي الإشتراكي الرئيسي في بيروت، والتقى الأمين العام للحزب علي حجازي وعدد من قيادة الحزب، وتم البحث والتداول في العديد من النقاط والمواضيع الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة الملحمة البطولية التي تخوضها المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
بداية شدد الجعيد على “التعاون في كافة المجالات وتفعيل اللقاءات بين الجبهة والحزب على قاعدة تنمية الروح الوحدوية المقاومة لأن كلانا في خندق واحد في مواجهة العدو الصهيوني والاستكبار العالمي والإرهاب المتطرف، وما تم ولا يزال من هجمة كونية مستمرة على سوريا بهدف إخضاعها وابتزازها للتنازل عن مواقفها الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية، ولعل تكرار العدوان الصهيوني الغادر واستهدافها دائما يصب في خانة هذه المؤامرة والتي بحمد الله تجاوزت سوريا مجملها من خلال تماسك مؤسساتها الدستورية وجيشها البطل وشعبها الأغر والمؤسسة الدينية والعلمائية التي وقفت في أحلك الظروف إلى جانب القيادة الحكيمة الواعية برئاسة الرئيس الدكتور بشار الأسد”.
وكان عرض وسرد من الشيخ الجعيد حول نشأة جبهة العمل الإسلامي في ظروف صعبة جدا أبان عدوان تموز عام 2006 ووقوفها إلى جانب المقاومة وشراكتها في هذا الأمر، كما تم الإتفاق حينها بين رئيس الجبهة الراحل الدكتور فتحي يكن وبين أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.وكذلك في الدور البارز الهام الذي لعبته الجبهة في وأد الفتنة المذهبية بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولعل الصلاة الجامعة التي أمها في حينها رئيس الجبهة الراحل الداعية فتحي يكن، ساهمت بشكل فعال وعملي في القضاء على تلك الفتنة الموبوءة ووأدها في مهدها”.
وأكد الشيخ الجعيد “الاستمرارية في هذا الخط الإسلامي والعروبي الوحدوي المقاوم الذي جرى ترسيمه وتعميمه لتكون الشراكة هي الأساس المعتمد في تلك المرحلة وما بعدها”.
وأشار الجعيد إلى “ما يجري في فلسطين المحتلة من مقاومة شرسة لا تهادن ولا تستسلم ولا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية، هذه المقاومة التي أدهشت العالم بثباتها وصمودها وبسالتها وبتضحيات شعبها الذي لا يتوانى عن دعمها واحتضانها ومساندتها والوقوف إلى جانبها رغم كل ما تتعرض له غزة من قتل وحرق وتدمير وتشريد، ورغم كل المجازر والمذابح والمحارق اليومية، والشهداء الذين قارب عددهم الثلاثين ألف شهيد وأكثر من ستين ألف جريح، عدا عن آلاف المفقودين الذين ما زالوا تحت الأنقاض”.
وأكد الشيخ الجعيد “أن هذه المقاومة الفلسطينية الرائعة لا بد وأنها منتصرة مهما تكالب عليها الأعداء وأنها ليست بمفردها بل معها إخوانها في اليمن الشقيق، يمن العزة والكرامة والحكمة يقفون معهم وإلى جانبهم قولا وعملا حتى وقف العدوان، وكذلك أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان الذين يضحون ويسطرون أروع الملاحم والبطولات في مواجهة هذا العدو الحاقد ويقدمون الشهداء على طريق القدس حتى يمن الله علينا بالنصر، وكذلك في المقاومة الإسلامية في العراق، عراق الرجولة والبطولة الذين يقارعون رأس الأفعى، الشيطان الأكبر أميركا وإدارتها الشريرة نصرة للمقاوم في فلسطين وللأقصى المبارك، وكذلك قيادة وجيش وشعب سوريا الشقيقة والحاضن الأكبر للمقاومة والمقاومين، والتي تدفع اليوم ثمنا باهظا جدا جراء هذا الموقف المشرف، وأخيرا لا ننسى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعمة لهذا المحور المقاوم بكل ما تستطيع من قوة، بل لعل لها الدور الأبرز الرادع للعدو الصهيو – إمريكي الذي يهدد ويتوعد دون أن يحيدها ذلك قيد أنملة عن هذا الموقف الرائع وغير المسبوق وما تقدمه من إمكانات مادية وعسكرية وأمنية واستشارية وغيرها لنصرة عملية طوفان الأقصى المباركة التي حطمت وما زالت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وزعزعت وضعضعت قيادته السياسية والأمنية بشكل لم يسبق له مثيل”.
وختم الجعيد متوجها إلى حجازي وقيادة وكوادر حزب البعث العربي الإشتراكي من “أننا وإياكم في محور واحد وخندق واحد ومسار واحد، ما يصيبكم يصيبنا وما يصيبنا يصيبكم، وسنبقى على هذا الخط الإسلامي القومي العروبي الوطني وعلى هذا المنوال مهما تكالب علينا أعداء الأمة وأنه ومما لا شك فيه سيكون الجميع منتصر في هذا المحور المبارك مهما بلغت التضحيات”.
حجازي
اما حجازي ، فرحب بوفد “الجبهة” وبمنسقها العام الشيخ الجعيد، معتبرا “أن الدور الوطني الوحدوي المقاوم الذي تقوم به الجبهة هو دور لافت ومتميز، لا سيما الدور الذي مارسته الجبهة لوأد الفتننة المذهبية، وتحصين الساحة الداخلية من خلال علمائها الذين حذروا الناس من تلك الفتن ومن خطورة الإرهاب التكفيري المتطرف، ونحن حرصاء جدا على هذه العلاقة الوطيدة مع الجبهة، ومع تفعيلها لاحقا، وذلك، عدا عن التوجه السياسي الإستراتيجي الواحد، لما للأثر البليغ والدور الفاعل الذي يقوم به العلماء اليوم، ولما لهذا التوجه وما يحمل من نظرة ثاقبة لمنع أي فرقة أو تشرذم في المجتمع، وإلى ضرورة مواجهة ومحاربة كل دعوات الإملاءات والوصايات الخارجية التي تعمل على ذلك، والجبهة هي الحجر الأساس ومن أهم الركائز الوطنية في هذا الشأن



