
أقام الحزب العربي الديمقراطي الناصري في مقرّه في القاهرة، ندوة بذكرى ميلاد جمال عبدالناصر، عنوانها: “الاقتصاد الناصري: إنجازات الماضي وآفاق المستقبل”. افتتحت الندوة بكلمة ترحيبيّة لنائب رئيس الحزب المهندس أحمد حسين، أكّد فيها “حضور مشروع جمال عبدالناصر بكلّ تجلّياته”. وحيّا المقاومة وأكّد “التضامن مع غزّة في صمودها مع كلّ فلسطين وساحات المقاومة”.
أدار الندوة الإعلامي والمؤرّخ محمّد الشافعي، وشارك فيها كلّ من: الإعلامي محمد الشرقاوي، والدكتورة في العلوم السياسيّة والاقتصاديّة نجاح زيدان، والخبير الاقتصادي حسن هيكل، والبروفسور أسعد السحمراني مسؤول الشؤون العربيّة والخارجيّة والشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني.
وممّا قاله السحمراني: “كانت أوّل التحدّيات على الإنسان الأمن بأنواعه العسكري والاقتصادي والاجتماعي والغذائي. وفي النصّ القرآني: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾. وأكّد ابن خلدون في المقدّمة على جدليّة العلاقة بين الجند والمال، حيث قال:” إنّ مبنى الملك على أساسيْن لا بدّ منهما: الأوّل: الشوكة والعصبيّة وهو المعبّر عن بالجند؛ والثاني: المال الذي هو قوام أولئك الجند.”
أمّا جمال عبدالناصر فقد جعل بين المبادئ الستّة للثورة ثلاثة للاقتصاد هي: القضاء على الإقطاع… والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال… وإقامة عدالة اجتماعيّة. وكان كلامه: يد تبني ويد تحمل السلاح. وفي بيان ٣٠ مارس/آذار ١٩٦٨ قال: لقد كان محتّماً أن يسير مطلب الصمود الاقتصادي جنباً لجنب مع عمليّة بناء القوّات المسلّحة.
والتزم عبد الناصر قاعدة بناء الإنسان المؤهّل بالمعارف والخبرات والإيمان والقيم كي يقوم الاقتصاد المزدهر ويتحقّق الأمن المستتبّ.
ودعا لقاعدة ذهبيّة هي: إنّ التقدّم لا يُبنى على التجزئة، كما أنّ الأمن القومي لا يتحقّق مع التجزئة، وكلاهما لا يكون إنجازه سوى بعد تحرير فلسطين وكلّ أرض محتلّة، أو حقوق مسلوبة”.
أضاف: “في الراهن العربي الواجب الحفاظ على الدولة الوطنيّة من أجل الاقتصاد والأمن، وحشد القوى لتحرير فلسطين مع عمليّة طوفان الأقصى التي جاءت على أسس التراكم الكمّي والنوعي للعمل المقاوم الذي صنع الرعب للعدوّ، ومع تراجع الروح المعنويّة لجيش العدوّ وشعبه لن تفيد كلّ تقنيّات السلاح.
وفي الاقتصاد نحتاج الإنفاق الإنتاجي في الزراعة، والصناعة، والتنمية البشريّة، مع مضاعفة القدرات العسكريّة”.



