
أشار مفتي صيدا وأقضيتها الشّيخ سليم سوسان، الّذي أمّ صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا، إلى أنّه “يوم الوحدة، اذا نظرت الى الحجاج رأيتهم قد توحدوا في المظهر فكلهم محرمون، وتوحدوا في النداء فكلهم يلبون، وتوحدوا في التوجه فكلهم يبتغون فضلاً ورحمةً من الله، وتوحدوا في الجنسيات فكلهم مسلمون، وتوحدوا في الحركة، يطوفون ويركعون ويسجدون للواحد الأحد الفرد الصمد”، متسائلًا: “هل تبقون على هذه الوحدة لنصرة قضاياكم وحل مشاكلكم؟ وهذه فلسطين وغزة أمامكم”.
وشدّد على “أنّنا نرفع الصوت عالياً من صيدا الأبية الوفية، من صيدا الحريصة على المسلمين وعلى أهل فلسطين، مؤكدين الموقف أن القضية الفلسطينية في صلب عقيدتنا وتاريخنا وتراثنا”، مضيفًا: “سلام عليك يا غزة العزة، سلام عليك يا قلب أمتنا النابض بالحرية والعزة والعنفوان، سلام على أطفالك الأبرياء ورجالك الأوفياء ودماء الشهداء… سلام وشفاء للجرحى المصابين، سلام لكل المقاومين في جنوب لبنان وأرض فلسطين وسلام للقدس، للمرابطين، للأقصى وللزيتون”.
ووجّه المفتي سوسان تحيّة إلى “كل الأصوات الحرة في كل العواصم والمدن والميادين العربية والأجنبية”، سائلًا: “أما آن الأوان أن يفهم العالم ويرى هذه المجازر الإسرائيلية الوحشية النازية الجديدة، والإبادة الجماعية والجوع وتعطّش السّلاح للقتل؟”.
وركّز على أنّ “كل هذا في شمال غزة ووسطها وجنوبها والضفة الغربية، انها حرب الإبادة الجماعية والمجاعة القاتلة. هذا الجيش الصهيوني المجرم وأمام عيون العالم يقصف المدنيين في المدارس والمستشفيات وحتى في الخيم والتجمعات وغيرها… يقتل بلا هوادة الأطفال والنساء، يدمر المؤسسات التربوية ودور العبادة، ويغتال الأطباء والممرضين والصحافة والصحافيين وغيرهم”.
كما وجه تحية إلى “جنوبنا، الى أهلنا في البلدات الحدودية اللبنانية، الى الناس المتمسكين بأرضهم ببيوتهم ومزارعهم، الى المقاومين الأبطال في ارض الجنوب المدافعين عن الكرامة والسيادة. تحية لكم وسلاماً على صمودكم وتضحياتكم وصبركم وثباتكم مع هذا الصمود الأسطوري”، لافتًا إلى “أنّنا نقف معكم كل بما يستطيع، بالكلمة، بالموقف، بالهتاف، بالمال، بالدعاء؛ وبالتضرع الى الله بالفرج والنصر القريب إن شاء الله”.
وأكّد سوسان على “وحدتنا الوطنية وعلى العيش المشترك وعلى السلم الأهلي وعلى التكافل والتضامن بين الناس”، داعيًا إلى أن “نتمسك باتفاق الطائف بدون هرطقات سياسية أو تفسيرات أفلاطونية، لعلنا نستطيع أن ننتخب رئيساً للجمهورية”.



