نظّم مجلس عكّار في “المؤتمر الشعبي اللبناني” ظهر اليوم، محاضرةً تحت عنوان “عبد الناصر وفلسطين” في مركزه في حلبا، تحدّث فيها مسؤول الشؤون الخارجيّة والعربيّة والشؤون الدينيّة في المؤتمر الشعبي اللبناني البروفيسور أسعد السحمراني.
تقدّم الحضور مسؤول عكّار في المؤتمر المربّي نورالدين مقصود وعدد من القيادات، الشيخ صلاح عبّاس والأطبّاء مصطفى عبدالفتّاح وياسر طعّوم وجهاد محمّد وشادي طعّوم، رئيس جمعيّة البيت السعيد الصيدلي علي عفّان، الصيدلي سعيد نعّوس، رئيس دائرة الشؤون الاجتماعيّة في عكّار الأستاذة منال السحمراني، رئيس بلديّة النورة منير عبّاس، عضو الهيئة الإداريّة لرابطة التعليم الأساسي في لبنان المربّي محمود السحمراني، عضو لجنة صندوق الزكاة في عكّار المحامي عبّاس الملحم، المحامية منى الزغبي، رئيس جمعيّة النهضة الشبابيّة عامر نجيب، وحشد من المربّين والمسعفين والمسعفات.
قدّم للمحاضرة المربّي علي مقصود، الذي حيّا روح مفجّر ثورة ٢٣ يوليو/تمّوز ١٩٥٢ جمال عبدالناصر، وحيّا روح كمال شاتيلا. وعرض محطّاتٍ من تاريخ الثورة، وبشكلِ خاصّ ما كان منها من إنجازات في الزراعة والصناعة وفي التعليم والعناية بالجيل، كما بيّن مواقف استراتيجيّة لعبد الناصر في مقاومة الاحتلال والاستعمار ومن ذلك القول: “إنّ المقاومة وُجِدت لتبقى ولسوف تبقى”.
بعدها تحدث البروفيسور أسعد السحمراني الذي قال: “لقد أكّد عبدالناصر في تقرير الميثاق بتاريخ ٣٠-٥-١٩٦٢: إنّ أبشع جنايات الاستعمار على الأمّة العربيّة تلك الطعنة الدامية التي وُجِّهت إلى قلب العروبة في فلسطين… وأعطيت لحركة عنصريّة عدوانيّة أرادوها قاعدة ارتكاز لبغيه وعدوانه، وفاصلاً يقطع اتّصال الكيان العربيّ”.
وقد وجّه عبدالناصر اهتمامه بالدرجة الأولى إلى قضيّة فلسطين وعَمِل على تأسيس المقاومة الفلسطينيّة وانطلاقتها وعلى نشأة المجلس الوطني الفلسطيني للحفاظ على الهويّة وقال بعد عمليّات فدائيّة وانتصارات، أبرزها الانتصار في معركة الكرامة في أغوار الأردن على جيش العدوّ الإسرائيلي، في آذار/مارس عام ١٩٦٨.
وفي الكلام عن المقاومة قال عبدالناصر: “ثمّ ظهرت المقاومة الفلسطينيّة واستطاعت المقاومة أن تحوّل الشعب الفلسطينيّ من شعبٍ من اللاجئين إلى شعبٍ من المقاومين، واستطاع العمل الفلسطيني أن يفرض نفسه على العالم كلّه”.
أضاف السحمراني: “وقد دعا عبدالناصر في استراتيجيّة التحرير بتاريخ ٣٠-٣-١٩٦٨ إلى ما يلي:
١- حشد كلّ قوانا العسكريّة والاقتصاديّة والفكريّة على خطوطنا مع العدوّ لتحرير الأرض ولتحقيق النصر.
٢- تعبئة كلّ جماهيرنا بما لها من إمكانات وطاقات كاملة من أجل واجبات التحرير والنصر”.
وقال: “في ذكرى ثورة عبدالناصر تعيش الأمّة منذ ١٠ أشهر تسطير صفحات البطولة والفداء في غزّة هاشم، وفي الضفّة الغربيّة وفلسطين، وفي لبنان وسوريا واليمن والعراق، والدول والشعوب الداعمة للمقاومة في حرب طوفان الأقصى التي تؤسّس للنصر وتفكيك كيان العدوّ الإسرائيلي لتنجز حلّ العودتيْن:
١- عودة كلّ صهيوني إلى البلد الذي جاء منه هو أو أهله إلى فلسطين.
٢- عودة كلّ فلسطيني إلى وطنه ودياره”.
وأضاف: “إذا كان لمّ الشمل الفلسطينيّ من أجل الوحدة الوطنيّة ووحدة المقاومة، فإنّ ذلك يقتضي أن تسبقه الخطوات الآتية:
أ- فصل رئاسة السلطة، وهيكليّاتها، عن العمل الفدائي الذي لا ممرّ سواه باتّجاه النصر والتحرير، وليكن للسلطة الفلسطينيّة دورها مع الجهات الرسميّة وفق الأصول المرعيّة الإجراء.
ب- التوافق على رئيس لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة تكون إقامته في بلد عربيّ ليستطيع قيادة العمل المقاوم وفق ميثاق المنظّمة، وعندها يكون الطلب إلى كلّ الفصائل أن ينتسبوا إلى صفوف المنظّمة تحقيقاً لقاعدة “حشد القوى”، وهي من أساسات الاستراتيجيّة العسكريّة.
ج- توافق قيادة حركة “فتح” لاختيار رئيس للحركة تكون إقامته خارج الأرض المحتلّة ليمضي إلى التدريب، والتسليح، والعمل الفدائيّ، الذي انطلقت معه حركة “فتح” يوم عمليّة “العاصفة” الأولى ليل ٣١-١٢-١٩٦٤، حيث اعتمد تاريخ ١-١-١٩٦٥ تاريخاً لانطلاقة الثورة الفلسطينيّة.
أمّا المهمّات الحاليّة التي حدّدها السحمراني فهي الآتية:
١- إنّ الواجب الأوّل على مرجعيّات الأمّة من المرجعيّات الدينيّة والعلمائيّة، إلى المفكّرين والإعلاميّين، إلى السياسيّين وقادة الرأي، ومعهم كلّ حضانة تربويّة، وكلّ قلم ومنبر، هو تجنيد الجهود، وتوظيف الطاقات لمقاومة العدوّ الإسرائيليّ، وشركائه، وداعميه، وتقتضي المرحلة التذكير بالشعار الذي رفعه جمال عبدالناصر: “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ وضدّ كلّ احتلال أجنبيّ، ولا نداء أقدس من ندائها، وكلّ جهد يأخذ من المعركة ضدّ العدوّ ولا يعطيها لا تعلو قيمته عن الصفر”.
٢- واجب الاتّحادات، والنقابات، والقوى بكلّ تنوّعاتها توثيق جرائم العدوّ، ونشرها على أوسع مدى، لكشف شذوذ هذا الكيان الإسرائيلي عالميّاً، تمهيداً للعمل من أجل شطبه من الوجود، والواجب كذلك ملاحقة “نتن ياهو” وسائر المجرمين من قادة العدوّ في الساحات الدوليّة من خلال رفع قضايا ضدّ جرائمهم أمام محكمة الجنائية الدوليّة، وغيرها.
٣- السعي بكلّ ما هو مستطاع، من قبل الحكومات، والمنظّمات الأهليّة، والنقابات، والمواطنين كافّة لتقديم الدعم الكافي للأهل في غزّة هاشم، والضفّة الغربيّة، وعموم فلسطين، والجنوب اللبناني والبقاع، من أجل تعزيز الصمود، وليكون ذلك عاملاً مؤثّراً في رفع درجة الاستعداد لمواجهة العدوان الإسرائيلي وردعه، من غير أن يغيب عن البال الدعم بالسلاح وكلّ تقنيّات العمل العسكري.
٤- تفعيل سلاح المقاطعة والحصار لبضائع الدول والشركات الداعمة لكيان العدوّ الإسرائيلي، ومقاطعة كلّ فعاليّة ثقافيّة، أو رياضيّة، أو فنّيّة، أو بحثيّة علميّة، تكون فيها مشاركة صهيونيّة. وتجديد مطالبة الدول العربيّة والإسلاميّة التي لها علاقات مع كيان العدوّ على مستوى سفارة أو مكتب اتّصال بأن ينهوا هذه العلاقة، ويغلقوا سفارات العدوّ ومكاتب الاتّصال معه