
كتبت صحيفة “النهار”:
مع أن الذكرى الثانية لعملية “طوفان الاقصى” في غلاف غزة في 7 تشرين الأول 2023 وإشعال “جبهة المشاغلة والمساندة” في لبنان في 8 تشرين الأول 2023، يتصدران الحدث الإقليمي واللبناني وسط المفاوضات الجارية لإنهاء حرب غزة، فإن إعلان الفاتيكان رسمياً أمس عن موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في نهاية تشرين الثاني، شكّل تطوراً بالغ الأهمية بالنسبة إلى البلد الذي طالما شكل ارتباطه بالكرسي الرسولي إحدى سماته التاريخية المتجذرة، ليس فقط على المستوى الديني المسيحي وإنما أيضاً على المستوى الوطني لجميع طوائف لبنان ضمن تعدديته وتعايشه وحرياته، وهي القيم الأساسية التي رفع الفاتيكان لواء رؤيته إلى لبنان دفاعاً عنه ودعماً له. وإذ احتفى لبنان الرسمي والكنسي بهذا التثبيت الفاتيكاني للزيارة وموعدها، اتّخذ العدّ العكسي لها بعداً حاراً وزخماً كبيراً، إذ ينتظر في القريب العاجل أن يعلن برنامج الترتيبات النهائية لزيارة الأيام الثلاثة التي سيمضيها البابا في لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول بما سيوفر للبنان دفعاً معنوياً إقليمياً ودولياً كبيراً، ناهيك عما يؤمل ويرتجى من الزيارة داخلياً لجهة تعزيز الثقة بالدولة اللبنانية ومستقبل البلاد، خصوصاً إذا تزامنت الزيارة مع خطوات نوعية من شانها دفع عملية حصر السلاح قدماً في ظل انفراج إقليمي قد تسفر عنه نهاية قريبة لحرب غزة.
وكان قد صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي الرسولي، الإعلان الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، وجاء فيه: “تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه”.
وسارع رئيس الجمهورية جوزف عون إلى الترحيب بالزيارة، وشكر الحبر الأعظم لتلبيته دعوته، وقال “إنّ هذه الزيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته، ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم، مساحة للحرية، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالة إنسانية فريدة تُعانق السماء وتخاطب ضمير البشرية”. واعتبر أن الزيارة “تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك”.
وعلى الصعيد الكنسي، أصدر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بيان ترحيب بالزيارة، وأعلن ان “هذه الزيارة المباركة أتت تجاوباً مع الدعوة الرسمية التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون، ومع الدعوة التي رفعها أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك في لبنان، ونحن إذ نعبّر عن امتناننا العميق نشكر قداسة البابا على محبته الأبوية واهتمامه الخاص بلبنان وشعبه”. وقال: “إننا نستقبل هذا الحدث التاريخي بفرح عظيم ورجاء متجدد. راجين أن تحمل هذه الزيارة الرسولية للبنان سلاماً واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدة لجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا”.
في غضون ذلك، تحل الذكرى الثانية اليوم لفتح “حزب الله” “جبهة المشاغلة والمساندة” غداة عملية “طوفان الاقصى” وسط تصاعد التوترات بين الحزب والحكومة ورئيسها والقوى المعارضة للحزب حول ملف حصرية السلاح في يد الدولة، خصوصا بعدما تركت واقعة الروشة وتداعياتها مزيداً من ترددات سلبية حادة لم يتم ختم مفاعيلها بعد. ومع أن الجيش اللبناني يمضي قدماً في العملية المتدرجة لحصر السلاح بدءاً بجنوب الليطاني، الأمر الذي كان محور التقرير الذي قدمه قائد الجيش إلى مجلس الوزراء في جلسة الاثنين الماضي، تتعاظم المخاوف من تصعيد إسرائيل لغاراتها على الجنوب والبقاع الشمالي، مقترنة بالاغتيالات اليومية التي تستهدف عناصر وكوادر “حزب الله” على النحو الحاصل منذ أيام، بما تفسره أوساط مطلعة معنية برصد الوضع الميداني بأنه رسالة إسرائيلية واضحة إلى لبنان بأن لا ارتباط بين النهاية المحتملة للحرب في غزة ولبنان ما دام لبنان لا ينزع سلاح “حزب الله”. وتقول هذه الأوساط أن مواقف الحزب وسياساته التصعيدية ضد الحكومة تبدو أشبه بإذكاء الذرائع غير المباشرة لمواصلة إسرائيل تصعيدها الميداني الذي يصعب التكهن بما إذا كان سيبقى “محدودا” على النحو الحالي أو سيتبدل بعد اتضاح أفق مفاوضات غزة لإنهاء الحرب هناك.
وفي سياق يثبت هذه المخاوف، بادر “حزب الله” أمس إلى الإعلان أنه “في الذكرى الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى البطولية، معركة الفداء والتحرير والإرادة والصمود، يجدد “حزب الله” العهد بأنه مع شعب فلسطين المقاوم والصامد”، وأكد “أننا في حزب الله ومقاومته الإسلامية على خط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي والشهداء، مستمرون في حفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء”.
كما أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لفت في كلمة تضامنية مع إيران إلى “أننا خضنا معركة البأس وكانت معركة صعبة ومعقدة جداً، لكننا خرجنا منها بقوة وعزيمة وثبات واستمرار”، وشدد على أن “أبناء السيد حسن نصر الله والقادة سيبقون في الميدان ولن يمكنوا العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه”.
أما في الجوانب السياسية الأخرى فكانت التطورات الأخيرة محور لقاء رئيس الجمهورية بعد ظهر أمس مع الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط. وقال جنبلاط “إن الزيارة كانت ودّية، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة”، وأشار إلى أن “الجيش اللبناني يقوم بعملٍ جبّار في الجنوب”.
وبدوره، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه يتعيّن على “حزب الله” أن “يتعظ” من تجربة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، وأن يسلّم سلاحه إلى الدولة اللبنانية في “أقرب وقت ممكن”.
وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” من مقرّه في بلدة معراب: “من المؤكد أن على حزب الله أن يتعظ مما يحدث حالياً مع حماس. هذا سبب إضافي لأن يسلّم سلاحه الى الدولة في أقرب وقت ممكن”، مضيفاً “حرام إضاعة الوقت”. واعتبر أن مسؤولي الحزب يزايدون في الوقت الراهن مع رفضهم بالمطلق تسليم سلاحهم إلى الدولة التي وضعت في آب خطة لنزع سلاح الحزب قبل نهاية السنة. وتابع: “لا افهم كثيراً ما الذي يقومون به وصراحة لم أفهم حرب الإسناد التي كان واضحاً الى اين ستصل… ولم افهم السابع من تشرين الأول على أي أساس قاموا بهذه الخطوات وإلى اين وصلوا”.
ورحّب المكتب السياسي الكتائبي “بالتقدّم المحقَّق في تنفيذ خطة الجيش اللبناني، وفق ما ورد في تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء”، ودعا إلى “استكمال التنفيذ وتسريعه على كامل الأراضي اللبنانية، كما نصّت عليه قرارات الحكومة”. وتوقّف “عند تكرار تصريحات مسؤولي حزب الله، ولا سيما نوابه، بأنهم غير معنيين بنزع السلاح في شمال الليطاني”، وسأل “إذا كان حزب الله قد تخلى عن سلاحه جنوب الليطاني متنازلاً بذلك عن نيته محاربة إسرائيل، فبأي هدف يتمسك بهذا السلاح شمال الليطاني؟ أليس في ذلك إصرار على الاحتفاظ بفائض القوة وصرفه في مواجهة اللبنانيين والانقلاب على الدولة ومفهوم الشرعية؟”.
وعلى الصعيد الميداني، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس سيارة بين بلدتي دير عامص وصديقين قي قضاء صور ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في منطقة وادي مريمين غربي بلدة ياطر ما ادى إلى مقتل سائقها.
كتبت صحيفة “الأخبار”:
قال مصدر وزاري بارز، إن نقاشاً يجري حالياً بين رئيس الحكومة نواف سلام وعدد من الوزراء حول الإجراءات الدبلوماسية والسياسية التي ينبغي للحكومة اتخاذها لمواجهة تلكّؤ العدو الإسرائيلي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 27 تشرين الثاني الماضي.
وأوضح المصدر أن النقاش انطلق من واقع أن الجهود السياسية لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، ومن أن هناك مشكلة تتعلق بكفاءة عمل وزارة الخارجية، خصوصاً أداء الوزير يوسف رجّي، وسط اعتقاد بأن الأخير ليس معنيّاً شخصياً، ولا بما يمثّله سياسياً، بالقيام بجهد خاص في هذا المجال.
وبحسب المصدر، يأخذ البحث طابعاً جدياً، خصوصاً مع وجود شخصيات في الحكومة قادرة على القيام باتصالات رفيعة المستوى على الصعيديْن الإقليمي والدولي.
وأوضح أن هناك حاجة إلى دفع هذه الاتصالات، ليس فقط استجابة لمطالب الأهالي من أبناء الجنوب أو القوى السياسية، بل أيضاً لمواجهة حالة الجمود الناتجة عن التعثّر الذي أصاب جهود الوساطة الأميركية، مشيراً إلى أن ما قام به المبعوث الأميركي توم برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس لم يحقّق التقدّم المطلوب، لأن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدّة لممارسة أي ضغط جدّي على إسرائيل.
وبحسب مصدر وزاري آخر، جاءت الفكرة التي طُرحت على رئيس الحكومة في إطار الاستجابة للضغوط الناجمة عن استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، والاعتداءات اليومية التي تودي بحياة مدنيين في أكثر من منطقة لبنانية، إضافة إلى الغارات التي تستهدف مناطق عدة في لبنان.
وأوضح أنه يجب التواصل مع عواصم بارزة مثل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وكذلك مع جهات ومنظّمات دولية، عادة ما تلعب دوراً في معالجة النزاعات. ولفت المصدر إلى أن البحث الرسمي في الحكومة يجري بالتنسيق مع الرئيس جوزيف عون الذي عاد من نيويورك بانطباعات سلبية حيال ترك لبنان دون أيّ اهتمام.
ويتسلّح أصحاب الفكرة بالتقرير الذي قدّمه قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، إلى مجلس الوزراء أول من أمس، والذي أشار بوضوح إلى أن الاحتلال هو الطرف الوحيد الذي يعرقل إنجاز الجيش مهمته في منطقة جنوب نهر الليطاني، وأنه لا يوجد تعاون جدّي من الأطراف الدولية المعنيّة بإلزام العدو بوقف الاعتداءات، والسماح للجيش اللبناني بالتمركز عند القرى الحدودية.
كما نوّه التقرير بالنقص الحادّ في العتاد والموارد، مشدّداً على حاجة الجيش إلى دعم دولي حقيقي، نظراً إلى أن لبنان ليس في وضع مالي يمكّنه من تلبية هذه الاحتياجات.
وفي السياق نفسه، تحدّث مرجع حكومي إلى «الأخبار» عن مباحثات تُجرى مع مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، للبحث في سبل الاستفادة من مبالغ مالية كبيرة موجودة في حسابات المنظّمة ومخصّصة لدعم السكان في مواجهة الأزمات الكبرى. وأوضح المرجع أن النقاش بدأ يتجه نحو ترتيب ملفات تتعلق بآثار العدوان الإسرائيلي على الجنوب، وإعداد دراسة حول بعض الأضرار التي يمكن للمنظمات الدولية المساهمة في معالجتها، متوقّعاً ظهور نتائج إيجابية على هذا الصعيد قريباً.
تطوّع بريطاني
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز حضورها في لبنان من بوابة ملف الصراع مع إسرائيل. ووفق المعلومات، تحاول لندن ملء الفراغ الناتج من عدم ترحيب لبنان بأي دور فرنسي خاص، وتعطّل المساعي الأميركية. إلا أن المصادر تشير إلى أن العرض البريطاني يتركّز على محور واحد يخدم مصالح العدو، وهو «المساعدة في معالجة أزمة تُسمّى حزب الله».
وأكّد مسؤول بارز أن اقتراح لندن يقضي بتكليف أحد الخبراء البريطانيين بمحاورة حزب الله بهدف إقناعه بالتخلّي عن السلاح والاندماج الكامل في الدولة ومؤسساتها. وبحسب المعطيات، فإن المرشح لهذا الدور هو جوناثان باول الذي تولّى مسؤوليات رسمية عدة، قبل أن يقود مؤسّسة وساطة، عرضت أولى خدماتها في ليبيا، وقد سبق أن لعبت أدواراً ذات طابع استخباراتي، وللمرشح الريطاني تجربة في التعامل مع قوى تُصنّف عادة كـ«متمرّدة» أو «إرهابية».
وعلمت «الأخبار» أن باول أرسل رسائل عبر سفارة بلاده في بيروت إلى شخصيات على تواصل مع الحزب، في محاولة لاستطلاع موقفه من هذا الطرح الذي يندرج ضمن ما سمّاه «عملية اندماج الحزب كلياً في الدولة والتخلّي عن السلاح»، في ضوء نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وقُدّم باول إلى المسؤولين اللبنانيين على أنه صاحب خبرة كبيرة في التفاوض الذي قاد سابقاً إلى تخلّي الجيش الجمهوري الإيرلندي السري عن أسلحته وانخراطه في الحياة العامة، وقد لعب دوراً محورياً في توفير الضمانات التي احتاجت إليها الجماعة لإتمام هذه العملية. وهو يحظى بثقة كبار المسؤولين في الدولة، وعلى درجة عالية جداً من التنسيق مع وكالات الاستخبارات البريطانية الداخلية والخارجية.
وقد سُرّبت سابقاً معلومات عن دوره قبل سنوات في بناء شبكة علاقات سرية مع «هيئة تحرير الشام» في إدلب، وعقد سلسلة لقاءات مع قائدها أبي محمد الجولاني قبل تحوّله إلى أحمد الشرع.
وذكرت وكالة «تاس» الروسية نقلاً عن «مصدر دبلوماسي في موسكو» أن ممثّلاً عن جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) التقى أخيراً بزعيم «هيئة تحرير الشام» في سوريا. وأضافت أن المسؤول البريطاني هو جوناثان باول، الذي شغل سابقاً منصب المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى ليبيا، وعيّنه رئيس الوزراء كير ستارمر مستشاراً للأمن القومي في بريطانيا خريف العام الماضي. وهو زار دمشق رسمياً في آب الماضي، والتقى الشرع.
ويُعدّ باول أحد أبرز رجالات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بين عامَي 1997 و2007. وقد لعب دوراً مباشراً في المفاوضات مع المعارضين في إيرلندا الشمالية، وتدور حوله العديد من الروايات، آخرها أنه أدّى دوراً مؤثّراً في إقناع قائد حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بالتخلّي عن السلاح.
كما حاول الانخراط في ملفات الصراع العربي – الإسرائيلي، ودرس عروضاً لمشاريع قدّمها بلير في لقاءات سرية مع قادة من المقاومة الفلسطينية. إضافة إلى ذلك، نشرت مواقع بريطانية أنه ساهم في معالجة النزاع المسلّح في إقليم الباسك الإسباني، وساعد الرئيس الموزمبيقي فيليبي نيوسي على إنهاء الحرب الأهلية في بلاده.
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
أشاع اعلان الفاتيكان موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في 30 تشرين الثاني المقبل ارتياحا عاما دفع كثيرين الى الاعتقاد بأن هذه الزيارة من شأنها ان ترسم خطوطا حمر تمنع اسرائيل من التمادي في التصعيد شن حرب جديدة في حال توقفت الحرب في غزة تطبيقا لخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجاري التفاوض في سبل تنفيذها في شرم الشيخ برعاية اميركية ـ مصرية ـ قطرية، وفي الوقت الذي ينتظر لبنان من الادارة الاميركية ان تضغط على اسرائيل لكي تلتزم عمليا اتفاق وقف النار والانسحاب الى خلف الحدود تطبيقا للقرار الدولي 1701، خصوصا وانه نفذ التزاماته في منطقة جنوب الليطاني وباشر خطة لحصر السلاح بيد الدولة انطلاقا منها فيما اسرائيل لم تقم بأي خطوة في المقابل لا بوقف اعتداءاتها ولا بالانسحاب.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر، أنّ زيارته المرتقبة للبنان تأتي قبل كل شيء لمواساة شعبٍ “تعرّض منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 لضربة تلو الأخرى”، مشدّدًا على أنّ هذه الزيارة “تحمل في طيّاتها رسالة رجاء وسلام إلى منطقة الشرق الأوسط”.
وقال البابا لصحافيين عند مدخل فيلّا باربيريني في كاستل غاندولفو، حيث أمضى يومه أمس: “في لبنان، سأجدّد إعلان رسالة السلام في الشرق الأوسط، في بلدٍ عانى كثيرًا. لقد رغب البابا فرنسيس أيضًا في الذهاب إلى هناك، ليعانق الشعب اللبناني بعد الانفجار وكل ما تحمّله. سنحاول أن نحمل رسالة سلام ورجاء”.
وكان مكتب الإعلام الفاتيكاني أصدر أمس البيان الآتي: “تلبية لدعوة رئيس الجمهورية جوزاف عون والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول، وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه”.
لحظة تاريخية
ورحّب الرئيس عون بالزيارة الباباوية وقال: “بإيمانٍ راسخ، ووجدانٍ مفعم بالامتنان، أرحّب باسم الشعب اللبناني بإعلان الكرسي الرسولي الزيارة الرسولية التاريخية التي سيقوم بها قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، تلبيةً للدعوة الرسمية التي وجّهتُها إليه”. وأضاف: “إنّ هذه الزيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته، ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد على أنّ لبنان، رغم جروحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم، مساحة للحرّية، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالة إنسانية فريدة تُعانق السماء وتخاطب ضمير البشرية”. وأكّد “أنّ هذه الزيارة المباركة تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدّد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك”.
وأضاف: “يأتي قداسة البابا إلى لبنان، وقلوب أبنائه مشرعةٌ له من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، من مختلف الطوائف والمكوّنات، يتهيّأون منذ الآن لاستقباله بفرحٍ صادقٍ ووحدةٍ وطنية نادرة، تعكس صورة لبنان الحقيقية. إنّ لبنان قيادةً وشعبًا، ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من الرجاء، في زمنٍ تتعاظم فيه التحدّيات على مختلف المستويات. ونرى فيها نداءً متجدّدًا إلى السلام، وإلى تثبيت الحضور المسيحي الأصيل في هذا الشرق، وإلى الحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم كما للمنطقة”.
مجلس البطاركة
وفي السياق، صدر عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان البيان الآتي: “باسم رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وباسم أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الكاثوليكية في لبنان الكلي الطوبي. تُرفع آيات الشكر والتسبيح للرب على النعمة العظمى التي أغدقها على وطننا الحبيب لبنان، والمتمثلة في إعلان الكرسي الرسولي بتاريخ 7 تشرين الأول 2025 عن الزيارة الرسولية التي سيقوم بها قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، من 30 تشرين الثاني ولغاية 2 كانون الأول 2025. لقد أتت هذه الزيارة المباركة تجاوباً مع الدعوة الرسمية التي وجّهها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ومع الدعوة التي رفعها أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك في لبنان، ونحن إذ نعبّر عن امتناننا العميق، نشكر قداسة البابا على محبته الأبوية واهتمامه الخاص بلبنان وشعبه. إننا نستقبل هذا الحدث التاريخي بفرح عظيم ورجاء متجدد. راجين أن تحمل هذه الزيارة الرسولية للبنان سلاماً واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدة لجميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا”. وختم: “تُرفع صلواتنا إلى الرب سائلين أن يبارك هذه الزيارة ويرى لها القلوب والنفوس، فتغدو حدثاً مفعماً بالنعمة، يحمل ثمارًا روحية وافرة للكنيسة في لبنان وللوطن بأسره”.
القضية ستنطفئ
من جهة ثانية، بقيت جلسة مجلس الوزراء الاثنين الفائت مدار بحث ونقطة تواصل بين المعنيين، من دون أن تشكّل مادة سجاليّة دسمة على غرار ما سبقها من أجواء وكباش سياسي حاد بين “حزب الله” ورئيس الحكومة نواف سلام.
وكشف مصدر سياسي بارز لـ”الجمهورية”، انّ ما عمل عليه رئيس الجمهورية من مخرج قبيل الجلسة لتنفيس الاحتقان، هو أن يُرحّل بند سحب العلم والخبر لجمعية “رسالات” إلى ما بعد انتهاء التحقيق، مع استبعاد ورفض مطلق للتصويت عليه. ونقل رغبته هذه إلى الرئيس سلام قبيل انعقاد الجلسة منعاً لتفجير لغم جديد بين الحكومة و”حزب الله”. وقد أوحى سلام بإيجابية حيال هذا الأمر، ومن هنا تراجع داخل الجلسة عن إصراره على مناقشة الموضوع بنداً اول في جدول الأعمال، إلّا انّه وعند الوصول إلى البندين المتعلقين بإضاءة صخرة الروشة ومخالفة جمعية “رسالات” للترخيص، أجرى سلام “بروفا” تصويت استخدمها نقطة لمصلحته ليقول: “إنني كنت قادراً على فعلها لكنني سأتراجع خطوة إلى الوراء لمصلحة تبريد الأجواء”. واكّد المصدر “انّ تصرّف سلام الذي لم يفاجئ الرئيس عون بهذه الجزئية، كونه اصبح يتوقع أي شيء منه، لا مبرّر له سوى أنّ طبعه غلاّب، والقصة من الأساس تمّ تكبيرها اكثر من اللازم”. وأشار المصدر إلى انّ هذه القضية ستنطفئ تدريجاً… ليعود الوهج إلى حصرية السلاح، وإلى الكباش المستجد بين الحكومة ومجلس النواب حول ملف قانون الانتخاب”.
خطوة أميركية تجاه إسرائيل تلزمها بوقف اعتداءاتها والتزام وقف النار والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي تحتلها، قال رئيس “فريق العمل الأميركي من أجل لبنان” إدوارد غابرييل لقناة “الجديد” أمس، إنّ “نزع سلاح “حزب الله” جنوب الليطاني مهمّ بالنسبة إلى المجتمع الدولي، ويشير إلى إحراز لبنان تقدّم”. مشيراً إلى “انّ على الولايات المتحدة وإسرائيل الاعتراف بالتقدّم الذي حصل لكي نصل إلى اتفاق في المنطقة”. وأكّد أنّ “قائد الجيش رودولف هيكل سيبرهن في الأسابيع المقبلة أنّ الأمن تحقق جنوب الليطاني”.
وأشار غابرييل إلى أنّ “هناك فكرة سائدة في الكونغرس الأميركي بوجوب دعم الجيش اللبناني، لكن العالم يترقّب نزع سلاح “حزب الله”. وأعتقد أنّ كل شيء على ما يرام”، واعتبر أنّ “إسرائيل لا ترغب بالتصعيد طالما لبنان يحرز تقدّماً، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يحب لبنان ويرغب بمساعدته، لكنه سينشغل في الفترة المقبلة ربما بغزة وسوريا وإسرائيل”. وقال: “على لبنان التفاوض في شكل مباشر مع إسرائيل لحل الخلافات معها. ولا يمكن لأميركا لعب دور الوساطة بينهما إلى الأبد”. لافتاً إلى أنّ “السلطات اللبنانية سمعت النداء من الولايات المتحدة بضرورة حصول مفاوضات مع إسرائيل في وقت ما”. محذّراً من “أنّ إسرائيل إذا شعرت أنّها مهدّدة ستستمر في الدفاع عن نفسها”.
“حزب الله”
في المقابل، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن: “موقفنا واضح، عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني على أسس واقعية تحفظ الكرامة والسيادة، عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية. أما قبل ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً”. واشار إلى أنّ “توم برّاك قال علناً إنّ إسرائيل تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها، وإنّ السلام وهم، وإنّ إسرائيل لا تعترف بحدود سايكس بيكو. وهي تصريحات تمسّ السيادة الوطنية وإهانةً للجيش اللبناني. ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً تحرّكت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان”. وأضاف: “الاحتلال مستمر والعدوان يومي والأسرى لا يزالون في السجون والعملاء يُبرَّأون من المحاكم العسكرية، ثم يأتون ليقنعونا أنّهم دولة تحمي السيادة، فيما الوقائع تثبت العكس”.
النائب ميشال المر: تكديس النفايات أمام منازل اللبنانيين خط احمر
من جهة ثانية أثار اقفال مطمر الجديدة للنفايات ردود فعل مستنكرة وفي هذا الصدد أكّد النائب ميشال المر، انّ “إقفال مطمر الجديدة فجأة، وتوقّف شركة “رامكو” عن جمع النفايات في المتن وكسروان وبيروت، هو جريمة مكتملة بحقّ الناس والبيئة. ما يحصل ليس صدفة، بل نتيجة مباشرة لتقاعس وإهمال وارتجال، ولمنطق “القرارات في الدقيقة الأخيرة”، الذي يحوّل الشوارع إلى مكبّات مفتوحة، ويعرّض صحة المواطنين وسمعة الدولة للخطر”.
واعتبر النائب المر، أنّ “تكدّس النفايات أمام المدارس والمستشفيات والمنازل خط أحمر، ولن نسمح بتحويل حياة الناس إلى رهينة الفوضى والتجاذبات. لذلك أطالب فوراً بإعلان خطة طوارئ خلال 24 ساعة، وتحمّل كل وزارة وكل جهة مسؤولة كامل واجباتها، مع محاسبة واضحة لكل من قصّر في منع هذه الكارثة”.
أضاف المر: “كما أدعو إلى إطلاق مسار جدّي وشفاف لإدارة لا مركزية للنفايات، يبدأ بالفرز من المصدر ويقوم على التدوير والمعالجة، بعيداً من الصفقات والابتزاز والمحاصصة التي أوصلتنا إلى هذا الانهيار المتكرّر”.
وختم: “لن نقبل أن يُترك المتنيون واللبنانيون رهينة الفوضى والنفايات. والمحاسبة يجب ان تطال كل من تخلّى عن مسؤوليته”.
أمّا صحيفة “البناء” فكتبت:
باقتدار وكفاءة تخوض المقاومة مفاوضات وقف الحرب، وتنجح بإخراج سلاحها من شروط وقف الحرب، وجعلها قضيّة تتصل بالحل النهائي، وتربط مصير السلاح بقيام الدولة الفلسطينية، وبصمود أسطوري تواصل المقاومة وشعبها مواجهة حرب الإبادة المستمرة فيشتعل العالم كله هتافاً وتحتشد الملايين في الشوارع طلباً لوقف الحرب، وبعد عامين على طوفان الأقصى يثبت أن هذا الطوفان يطوف العالم مبشراً بالحق الفلسطيني، وأنه يعرّي حكومات الغرب المساندة للاحتلال وجرائم الإبادة أمام شعوبها فيحرجها ويجبرها على التموضع بخلاف مواقفها، منها من يعترف بدولة فلسطين تفادياً لملاحقة الشعوب، ومنها من يوقف بيع ونقل الأسلحة لجيش الاحتلال تفادياً لمخاطر اتهامه بالمشاركة في جرائم الإبادة، كما اعترفت رئيسة الحكومة الايطالية في حوار تلفزيونيّ بأنها ومعها وزيرا الدفاع والخارجية في حكوماتها يلاحقان من المحكمة الجنائية الدولية بتهم المشاركة في جرائم الإبادة، بينما يخرج مئات آلاف المتظاهرين في ذكرى سنتين على الطوفان ويملأون الشوارع طلباً لوقف الحرب، بينما المقاومة تصعّد عملياتها وتتعهد بمواصلة القتال ما لم تتوقف الحرب، واليمن يرسل في يوم واحد ثلاث طائرات مسيّرة تستهدف منطقة ميناء إيلات.
في مسار التفاوض، تسليم أميركي بأن ملف نزع السلاح يحتاج إلى وقت طويل، والتسليم بعدم اعتباره بنداً من بنود المرحلة الأولى القائمة على ثلاثيّة تبادل الأسرى ووقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، كما قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، الذي قال إن ملف نزع السلاح وتحقيق الانسحاب شائك ويحتاج إلى وقت طويل، بينما تجري المفاوضات على قضية تبادل الأسرى، حيث تتمسك المقاومة بالإفراج عن كل أسرى الأحكام العالية خصوصاً القادة من أمثال مروان البرغوثي وعبدالله البرغوثي وأحمد سعدات، وتصرّ المقاومة على استحالة ضمان الوصول إلى الأسرى الأحياء والقتلى دون وقف ثابت وشامل لإطلاق النار ودون انسحابات إسرائيلية من أغلب مناطق قطاع غزة، مطالبة بضمانة أميركية بعدم العودة إلى الحرب بعد الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، وهو ما قال البيت الابيض إنه سيبذل كل جهده لتوفيره، بينما يرسل الرئيس ترامب مستشاره ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره وعضو فريقه للمنطقة جاريد كوشنر، لضمان إنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع.
تتفاعل في المشهد اللبناني سلسلة مواقف متناقضة تُظهر حجم التباين في مقاربة الملفات السيادية والأمنية، ولا سيما في ما يتصل بدور الجيش اللبناني ومستقبل سلاح حزب الله جنوب الليطاني.
ففيما تسعى واشنطن عبر رسائل متتالية إلى تثبيت معادلة دعم الجيش مقابل نزع السلاح، تتكثف في الداخل مواقف داعمة للمؤسسة العسكرية، في مقابل رفضٍ واضح من حزب الله لأي نقاش في الاستراتيجية الدفاعية قبل وقف العدوان الإسرائيلي وانسحابه الكامل من الأراضي اللبنانية.
وأشار الرئيس الحالي لفريق العمل الأميركي من أجل لبنان إدوارد غابريل إلى أن نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني مهم بالنسبة للمجتمع الدولي ويشير إلى إحراز لبنان تقدّماً. ولفت إلى أن قائد الجيش رودولف هيكل سيبرهن في الأسابيع المقبلة أن الأمن تحقق جنوب الليطاني، وهناك فكرة سائدة في الكونغرس الأميركي بوجوب دعم الجيش اللبناني، لكن العالم يترقب نزع سلاح حزب الله، وأعتقد “أن كل شيء على ما يرام”.
في المقابل، جاءت زيارة الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى قصر بعبدا مع نجله تيمور لتؤكد تموضعه في خانة الدفاع عن المؤسسة العسكريّة. وقال جنبلاط بعد زيارته والنائب تيمور جنبلاط قصر بعبدا: الزيارة ودّية، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، والجيش اللبناني يقوم بعمل جبّار في الجنوب. وبدأ اللقاء بجولة أفق حول المرحلة الراهنة، وسُجل تطابق في وجهات النظر حيال العديد من الملفات. وشدّد الطرفان على أنّ الجيش يقوم بعمل جبار رغم حملات التشكيك الّتي يتعرّض لها، حيث أكّد جنبلاط ضرورة الوقوف خلف المؤسّسة العسكريّة ودعم مساعيها.
وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن من البابلية أن “موقفنا واضح، عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني على أسس واقعيّة تحفظ الكرامة والسيادة عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية، أما قبل ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً”. واشار إلى أن “توم برّاك قال علناً إن “إسرائيل” تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها وإن السلام وهم وإن “إسرائيل” لا تعترف بحدود سايكس بيكو وهي تصريحات تمسّ السيادة الوطنية وتمثل إهانة للجيش اللبناني ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً تحركت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان”. أضاف “الاحتلال مستمر والعدوان يومي والأسرى لا يزالون في السجون والعملاء يُبرَّأون من المحاكم العسكرية ثم يأتون ليقنعونا أنهم دولة تحمي السيادة فيما الوقائع تثبت العكس”.
إلى ذلك قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائب حسن فضل الله، خلال تصريحٍ في مجلس النّوّاب، إنّ “الأكثريّة الحكوميّة لم تكن بحاجةٍ إلى صرف جلّ وقتها لإصدار بيانٍ بتعليق العلم والخبر المعطى لـ”الجمعيّة اللّبنانيّة للفنون، رسالات”، متجاهلةً مشكلات البلاد الكثيرة، وهو بيانٌ ليس له أيّ سندٍ في القوانين اللّبنانيّة أو النّصوص الدّستوريّة، أو حتّى الممارسة الدّستوريّة سابقًا، وبالتّالي لا تترتّب عليه أيّ مفاعيل قانونيّة”. وأضاف: “إنّ زجّ مجلس الوزراء لإصدار بيانٍ مليءٍ بالمغالطات هو ما يسيء إلى هيبة الدّولة وصورة الحكومة ومصداقيّتها أمام الرّأي العامّ، الّذي شهد على فعاليّة الرّوشة والتزام النّاس والقوّات الأمنيّة بالقانون والحرص على الأملاك العامّة”. وتابع: “ولعلم هذه الأكثريّة الحكوميّة، فإنّ قانون الجمعيّات ينصّ على إعطاء “علمٍ وخبرٍ” للجهات المعنيّة ليس إلّا، والحرّيّات العامّة لا يمكن تعليقها، والفنون بأشكالها المختلفة هي رسالة “رسالات”، وستبقى تنساب مثل موسيقاها وصورتها الرّاقية، ولن تتوقّف عن العزف للحياة ولشعبها الوفيّ، ولن يؤثّر أيّ تشويشٍ على مواصلتها لعملها”.
على الخط الانتخابي، وبعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قال الوزير السابق وديع الخازن: شدد الرئيس بري على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري المحدد احتراماً لأحكام الدستور وترسيخاً لمبدأ التداول الديموقراطي للسلطة، باعتبار أن الانتخابات تشكل استحقاقاً وطنياً يعيد إنتاج الحياة السياسية. وتابع الخازن: أكد الرئيس بري على أن الالتزام بالمهل الدستورية هو الركيزة الأساس للحفاظ على النظام الديموقراطي وأن أي تأجيل أو تلاعب بهذا الاستحقاق لن يخدم سوى المزيد من الانقسام والتشرذم في وقت يحتاج فيه لبنان إلى أوسع توافق وطني يواكب مسيرة الإنقاذ والإصلاح.
واستقبل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، معاون رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة للشؤون السياسية والانتخابية سيرج داغر، في إطار جولته على قادة الأحزاب اللبنانية. وأجمع المجتمعون، وفق بيان اللجنة المركزية للإعلام في “التيار”، على “أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، من دون أي تأخير أو تأجيل، نظراً لدورها المحوري في الحياة السياسية، ولأنها تعزز الثقة الدولية بلبنان”. وعرض باسيل موقفه من اقتراع المنتشرين، مؤكداً أنه كان الساعي الأول منذ كان وزيراً للخارجية من أجل إشراكهم في الحياة السياسية، من خلال تمكينهم من التصويت من الخارج، ومنحهم حق الترشح عبر تخصيص ستة مقاعد للانتشار.
يعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد الخميس جلسة في السراي الكبير لبحث جدول الأعمال.
في غضون ذلك، اعتبر رئيس الجمهورية أن مؤتمر “بيروت وان” الاستثماري المقرر عقده في 18 و19 تشرين الثاني المقبل، سيكون مناسبة للتأكيد على الدور الاقتصاديّ للبنان الذي تأثر خلال الأحداث الأخيرة، لكنه بدأ يستعيد عافيته، لافتاً إلى أن محاور البحث في هذا المؤتمر ستلقي الضوء على كثير من نقاط القوة التي يتمتع بها الاقتصاد اللبناني. ولفت الرئيس عون إلى أهمية المشاركة الواسعة في هذا المؤتمر للإفساح في المجال أمام القطاعات المعنية لعرض رؤيتها لمستقبل الاقتصاد اللبناني. كلام رئيس الجمهورية، جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، حيث عرض الوزير البساط التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر “بيروت وان”.
وسط هذه الأجواء، لاحت بارقة إيجابية في الأفق اللبناني الضبابي، تمثلت في تحديد الفاتيكان مواعيد زيارة الحبر الأعظم البابا لاوون إلى لبنان، وستحصل بين 30 تشرين الثاني المقبل و2 كانون الأول. وقد رحّب رئيس الجمهورية بالزيارة الرسولية قائلاً: لبنان قيادةً وشعبًا ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من الرجاء في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات على مختلف المستويات والزيارة البابوية نداء إلى السلام وتثبيت الحضور المسيحي في هذا الشرق والحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم وللمنطقة.
المصدر: الوكالة الوطنية


