النائب ينال صلح في افتتاح طريق الجرود: طريق الإرادة والعطاء في زمن الغياب الحكومي

أكد النائب ينال صلح ان منطقة بعلبك الهرمل محرومة منذ عقود، كأنها خارج حدود الدولة، مشاريعها لا تصل، وخططها لا تُنفّذ، والحرمان فيها يكبر يومًا بعد يوم. أبناؤها يزرعون الصبر بدل القمح، ويشربون الكرامة بدل الماء وما نراه اليوم من أداء حكومي يؤكد أن الغياب لم يعد صدفة، بل أصبح نهجًا. حكومةٌ تبدو وكأنها لا علاقة لها بمآسي الناس، ولا بمعاناتهم اليومية، كأنها تعيش في بلدٍ آخر.

كلام النائب صلح جاء خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح طريق نحلة الجرد الذي نفذته نحلة بالقلب بحضور النائب غازي زعيتر، الأمين العام لحزب البعث علي حجازي، رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي، رؤساء بلديات وجمعيات وممثلي الأحزاب الوطنية.

واضاف صلح ان هذه الحكومةٌ لا تفكّر في الجوع ولا البطالة ولا الانهيار، لكنها لا تتعب من الحديث عن سلاح الشرف، عن سلاح المقاومة، عن سلاح الكرامة ونحن نقولها بوضوح:

لن يستطيع أحد، لا هذه الحكومة ولا سواها، أن ينتزع سلاح المقاومة، لأنه سلاح الوجود، سلاح حماية الأرض والسيادة، سلاح من حمل الأمانة ودافع عن الكرامة.

وأشار إلى اننا في هذا اليوم المبارك، نلتقي على دربٍ شُقّ بالإرادة، ورُصف بالعطاء، طريقٍ هو شاهدٌ جديد على روح هذه البلدة الأصيلة التي لم تعرف المستحيل. نلتقي اليوم لنفتتح طريق الجرود، طريقًا صنعته القلوب قبل الأيادي، وعبدته نحلة بالقلب، التي حملت اسمها فعلًا لا قولًا، فكانت في القلب فعلًا وفي الميدان حضورًا، لا تعرف الكلل، ولا تغيب عن همّ الناس ولا عن وجعهم.

اضاف، إن افتتاح هذا الطريق ليس مجرد إنجاز إنمائي، بل هو رسالة أملٍ وتكاتفٍ وتحدٍ، في زمنٍ غابت فيه الدولة وتراجعت المشاريع، فبقي الناس ليواجهوا قدرهم بإرادتهم.

لقد أثبتم أن أبناء هذه الأرض، حين تتلاقى قلوبهم وتتوحّد سواعدهم، يصنعون ما تعجز عنه الوزارات والمؤسسات، ويبنون بما تيسّر ما لا تفكر فيه الدولة.

ومن هنا، أتوجّه إليكم بدعوة صادقة:

لنعزّز روح التعاون بين جميع أبناء المنطقة، لأننا نعيش اليوم ظروفًا اقتصادية واجتماعية قاسية، وكلّ فردٍ فينا مسؤولٌ من موقعه. لا مكان للانتظار، ولا عذر للتقاعس.

واضاف، في وقتٍ تتجاهل فيه الحكومة الانتهاكات الصهيونية اليومية، والاعتداءات المتكرّرة على أرضنا وشعبنا، لا يزال الدم ينزف ولا يزال الكيان الغاصب يدمر المنازل، فيما بعض أهل الدولة يتعاملون بكيدية سياسية دون أن يفكروا حتى بالعمل لمنع هذه الانتهاكات وكأنهم غير معنيين حتى لا نقول أكثر من ذلك.

 

وأشار الى اننا لن ننتظر أحدًا، ولن نطلب المستحيل من غائبٍ لا يسمع.

سنكمل الطريق كما بدأناه: بإيمانٍ وعزيمةٍ ووحدة.

كما فتحنا هذا الطريق بأيدينا، سنفتح غدًا دروب العيش الكريم والكرامة لأجيالنا القادمة بالبناء كما في الحماية.

وأكد أن ما نشهده اليوم في فلسطين الحبيبة من وقفٍ للعدوان الإسرائيلي على غزة ليس وليد مبادراتٍ إنسانية ولا ضغوطٍ دبلوماسية، وليس لأن ترامب — ذلك المهووس بجائزة نوبل للسلام — قرّر أن يكون رجل سلام،

ولا لأن العرب هدّدوا بترساناتهم وجيوشهم،

بل لأن هناك شعبًا صامدًا، ومقاومةً لا تُقهر، كسرت غطرسة العدو، وأثبتت أن الإرادة الحرة أقوى من كل آلة حرب. فالسبب الأول لهذا الإنجاز هو صمود غزة، التي صمدت سنتين من نارٍ وحصار، ولم تنكسر.

والسبب الثاني هو العزلة العالمية للكيان الصهيوني، الذي انكشف أمام العالم ككيانٍ مجرمٍ لا يعرف للإنسانية معنى، حتى بات العار هو حليفه الوحيد.

وهكذا أُجبر نتنياهو على الرضوخ، لا حبًّا بالسلام، بل خوفًا من الانفجار الأخلاقي والسياسي الذي يطوّق كيانه.

وها هي المقاومة، في غزة، تفرض التوازن والردع، وتكتب معادلة جديدة عنوانها:

من المقاومة تُصنع المواقف، ومن الصمود تُكتب الانتصارات.

 

وأكد أن ما تحقق هو انتصار، لا شك فيه.

انتصار لإرادة الشعوب الحرة، لا لصفقات الساسة ولا لسلام الخداع.

ونحن في لبنان، في قلب محور المقاومة، نؤكد أننا جزءٌ من هذه المعادلة الكبرى، وسلاح المقاومة في لبنان وغزة واحد في الهدف والمصير.

 

من غزة إلى الجنوب، ومن بيروت إلى القدس، الرسالة واحدة:

الزمن تغيّر.

الجيش الذي لا يقهر،

ها هو اليوم ومرة جديدة ينكسر أمام إرادة المقاومين،

ويركع أمام الحقيقة التي يحاول الهروب منها:

أنّ إرادة الشعوب لا تُهزم.

والقيت كلمات لاتحاد بلديات بعلبك وجمعية نحلة بالقلب قبل أن يتم قص شريط افتتاح الطريق.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى