أبرز ما تناولته الصحف ليوم الجمعة 17 تشرين الأول 2025

كتبت صحيفة “الديار”: في غياب تام للديبلوماسية الاميركية عن «السمع»، ردت «اسرائيل» ميدانيا على اعلان رئيس الجمهورية جوزاف عون استعداد لبنان لاطلاق مسار تفاوضي يفضي الى تسوية وفق نموذج ترسيم الحدود البحرية، بغارات جوية مكثفة بقاعا وجنوبا، في تصعيد لا يحمل اي دلالة عسكرية او امنية، بل يحمل في طياته «رسائل» سياسية واضحة لناحية رفض اي تغيير في الاستراتيجية الاسرائيلية حيال الساحة اللبنانية، من خلال الاصرار على استخدام القوة والمزيد من القوة لفرض امر واقع على الارض دون الحاجة إلى فتح قنوات تفاوضية، وما تريده حكومة بنيامين نتانياهو بات واضحا وغير قابل للتغيير، المطلوب من لبنان تنفيذ شروط «استسلام» واستكمال مهمة نزع سلاح حزب الله دون اي مقابل، او ضمانات، وهو امر لن يتغير اذا لم تقدم واشنطن على ممارسة ضغط جدي لتعديل المسار الحالي، ولا تبدو ادارة ترامب مهتمة راهنا بذلك، بل ما تزال مصرة على اعتماد سياسية «التطنيش» للمسار اللبناني، منذ القرار الحكومي الاخير في الخامس من ايلول الماضي. في هذه الاثناء، وفيما بدأت دول غربية عملية «جس نبض» حول القوة المفترض ان تملأ فراغ قوات «اليونيفيل» التي يفترض ان تبدأ بتقليص عديدها تدريجيا، يبدو ان مختلف القوى السياسية قد اصبحت اكثر واقعية في التعامل مع الاستحقاق الانتخابي على قاعدة استبعاد تصويت المغتربين للنواب الـ 128 وكذلك الغاء النواب الـ 6،كتسوية ستطل برأسها قريبا مع ارتفاع اسهم حصول تأجيل تقني لموعد الانتخابات كي يتزامن موعد الاقتراع مع العطلة الصيفية بحيث لا يتكبد المنتشرون عناء السفر الى لبنان مرتين، ولرفع نسبة المشاركة!

ما هو الموقف الاميركي؟

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ديبلوماسية ان واشنطن لم تتلقف على نحو ايجابي كلام الرئيس عون، وترى فيه تكرارا لمواقف سابقة وبات يحتاج الى تطوير، خصوصا بعدما عبر صراحة عن رفض لبنان لاي تفاوض مباشر مع «اسرائيل»، وهو امر لا يرضي الرئيس دونالد ترامب الذي يرغب في تحقيق «سلام» لا مجرد تفاهمات، وهو سبق وابلغ عون عبر توم براك بانه يريد تفاوضا مباشرا، وهو ما رفضه عون. ولذلك في خطابه من «الكنيست» حمل ترامب»رسالة» اميركية -اسرائيلية فيها دعوة لاستكمال سحب سلاح حزب الله جنوب الليطاني وشماله، وهي دعوة غير قابلة للتفاوض مع «اسرائيل»، ولهذا لم تلق دعوة الرئيس استحسانا في واشنطن، باعتبار موقف الرئيس غير مقبول راهنا، بل المطلوب خطوات متقدمة اكثر؟ وفي سياق متصل، لا تتحدث تلك المصادر عن وجود خطر حرب واسعة، بل ما سمعه الوفد اللبناني في واشنطن هو المزيد من التهديد مجددا بعزل لبنان، وتركه دون اي مساعدة، اي اهماله، بينما تقوم «اسرائيل» بغاراتها كما يحلو لها، وذلك حتى يقدم على خطوات بناءة وجدية!

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي سيكون الاحد في روما، قد اكد خلال استقباله وفدًا من الحزب الشيوعي اللبناني انه مؤتمن على هذا البلد، «وأيّ وسيلة تُساهم في راحته، وتُبعد عنه شبح الحرب، وتؤمّن تحرير الجنوب وإعادة الإعمار، فأنا مستعدّ للقيام بها». من جهته اكد رئيس الحكومة نواف سلام خلال جولة قام بها امس في صيدا، عشية زيارة مرتقبة الى قصر بعبدا اليوم ان ما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها…

التصعيد جنوبا وبقاعا

وشهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدا اسرائيليا جنوبا وبقاعا، حيث اغارات طائرات الاحتلال على بلدة شمسطار البقاعية حيث افيد عن اصابة احد الاشخاص، وشنت غارات عنيفة تجاوزت الـ 15 بين بلدتي انصار وسيناي، وبلدة الزرارية. كما استهدفت غارات وادي كفروة زفتا، وغارة بين النميرية وكوثرية السياد و3غارات على بنعفول استهدفت منزلين تم استهدافهما سابقًا… وشنت الطائرات المعادية غارات على منطقة تقع بين بلدتي رومين وحومين، كما شملت الضربات الجوية منطقة خربة دوير الواقعة بين الصرفند والبيسارية، وألقت طائرة إسرائيلية قنبلة صوتية في محيط رأس الناقورة كما استهدفت غارات من مسيرة منطقة علي الطاهر عند الاطراف الشمالية لبلدة النبطية الفوقا وأخرى على كوثرية السياد وثالثة على اطراف مرتفع الدبشة جهة كفررمان. كما ألقت مسيّرة معادية قنبلة على منطقة أبو مناديل عند أطراف بلدة بليدا، بالتزامن مع جني الأهالي موسم الزيتون. ورُصدت قوات الاحتلال وهي تقوم بعملية توسعة وتدشيم النقطة المحتلة عند جل الدير عند اطراف بلدة عيترون، وذلك من الجهة الشرقية للموقع المستحدث. ورُصدت طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار وهي تحلّق على علو منخفض جداً فوق مناطق النبطية، كفرجوز، الكفور، وتول، ونفّذت قوات الاحتلال عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة على أطراف بلدة الخيام، في خطوة اعتُبرت تصعيداً مباشراً في العمليات البرية على طول الحدود. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي أغار على بنى تحتية تحت الأرض لحزب الله في لبنان.

ملء فراغ «اليونيفيل»؟!

في غضون ذلك، اكدت مصادر مطلعة ان جولة كبير مستشاري الدفاع البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب الأميرال البريطاني إدوارد ألغرين، على الحدود الشرقية، امس تجاوزت هذه المرة تلك المنطقة ليشمل اهتمام الزائر البريطاني الحدود الجنوبية، حيث فاتح المسؤولين اللبنانيين برغبة بلاده انشاء مراكز مراقبة في الجنوب كمثيلاتها على الحدود مع سوريا. وعلم في هذا السياق، ان لندن وفي اطار ما تسميه «توسيع شراكتها في تعزيز المؤسسات الأمنية اللبنانية ودعم دور الجيش اللبناني بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن حدود لبنان»، تقوم بعملية «جس نبض» لمرحلة ما بعد انسحاب قوات «اليونيفيل»، وقد المحت الى عدم ممانعة الحكومة البريطانية بالشراكة مع دول اوروبية ومنها باريس، للمشاركة في نواة قوات مراقبة تدير الابراج في حال وافقت حكومة لبنان على اقامتها جنوبا. وقد جرى خلال اللقاءات تقديم اتفاق غزة كنموذج، حيث تم استقدام 200 جندي اميركي الى قاعدة قرب القطاع لمراقبة وقف النار، وهي تجربة يمكن البناء عليها، برأي البريطانيين، وقد تكون قابلة للاستنساخ في جنوب لبنان. ووفق المعلومات، لا جواب حتى الان لدى المسؤولين اللبنانيين على الاقتراح البريطاني، باعتبار انه من المبكر البت بالموضوع، والأمر لا بد ان يناقش مع الاميركيين كطرف مؤثر في اي ترتيبات يكون الطرف الاخر فيها «اسرائيل».

رفع عديد الجيش جنوبا

وفي السياق نفسه، ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال ديوداتو ابنيارا، ان «عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعا حتى يصل الى نحو 10 الاف عسكري مع نهاية السنة لتحقيق الامن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها وسيعمل الجيش مع «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة الى تسلمه كافة المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027». وأكّد ابانيارا أنّ الخفض التدريجي لقوات «اليونيفيل» لن يؤثّر في التنسيق القائم ولا في استمرار دعم الجيش اللبناني المنتشر في منطقة العمليات الدولية… وفي عين التينة، استقبل رئيس المجلس نبيه بري أبانيارا والوفد المرافق، وكرر دعم لبنان وتمسكه بالقرار 1701، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، ووقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها في الجنوب اللبناني.

إشادة اميركية بالجيش

وفي بيان صادر عن «القيادة المركزية الأميركية» (سنتكوم)، اكد ان كبار القادة العسكريين من الأمم المتحدة وثلاث دول اجتمعوا في 15 تشرين الأول في الناقورة جنوبي لبنان، في الاجتماع الحادي عشر متعدد الأطراف، حيث تم تنسيق الأولويات للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان ولإنجاز نزع سلاح حزب الله، حيث ناقش القادة العسكريون من الولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني عمليات نزع السلاح المستمرة التي تقوم بها القوات اللبنانية، ووفق البيان نجح الجيش اللبناني، خلال العام الماضي في إزالة ما يقرب من 10,000 صاروخ، وقرابة 400 صاروخ متوسط المدى، وأكثر من 205,000 قطعة ذخائر غير منفجرة. وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر: شركاؤنا اللبنانيون يواصلون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله. ونحن ملتزمون بدعم جهود القوات اللبنانية التي تعمل بلا كلل لتعزيز الأمن الإقليمي، وفي الأسبوع الماضي، أصبح الفريق الأول جوزيف كليرفيلد الممثل العسكري الأميركي الأعلى في لبنان ورئيس آلية المراقبة خلال مراسم أقيمت في بيروت، بحسب البيان.

تسوية انتخابية؟

انتخابيا، وفيما أكد وزير الداخلية والبلديات احمد الحجار ان «وزارة الداخلية والبلديات ملتزمة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في شهر أيّار من العام 2026 واكد المباشرة بالتحضيرات لانجازها وفقا لأعلى معايير الشفافية والحيادِ والنزاهة، اعلن النائب غسان سكاف بعد زيارته الرئيس نبيه بري انه «بالنسبة للانتخابات النيابية كان هناك تشديد من الرئيس بري على إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل، ولكن يبدو سيكون هناك اتجاه الى إلغاء اقتراع المغتربين للنواب الـ6 وللنواب الـ128، وإذا كان هناك ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، طلبت من الرئيس بري أن نرجئ الانتخابات النيابية لبضعة أسابيع ليتسنى للمغتربين الاقتراع والمجيء إلى لبنان من اجل الاقتراع وقضاء فرصة الصيف. وفي هذا السياق، علمت «الديار» ان هذا الطرح سيكون كـ «كرة الثلج» التي تتدحرج في سياق تسوية يعمل عليها لاجراء الانتخابات وفق قانون خال من مشاركة المغتربين في الخارج في انتخاب النواب الـ 128 والغاء النواب الـ 6، على ان تمنح الفرصة لهم للمشاركة الكثيفة في لبنان عبر تاخير تقني لموعد الانتخابات كي تتزامن مع العطلة الصيفية. علما ان المغتربين الذين سجلوا اسماءهم للاقتراع في الخارج بلغوا حتى يوم امس 12000 مقترع.

ارباك وزاري حول «تنورين»

في هذا الوقت، وبعد التوظيف الطائفي المقيت لازمة «مياه تنورين»، انعكس الملف انقساما وزاريا، حيث افتى وزيرا الصناعة جو صدي الخوري، والزراعة نزار هاني بخلو المياه من البكتيريا، بينما دعا وزير الصحة ركان ناصرالدين الى انتظار النتائج النهائية الماخوذة من المعمل بعدما ثبت خلو العبوات في السوق من التلوث. ولفتت وزراة الصحة في بيان الى انه «في إطار استكمال الإجراءات الإدارية والفنية والصحية لضمان سلامة مياه شركة تنورين، اكدت وزارة الصحة العامة ان نتائج فحص العينات الاضافية الحديثة من منتجات مياه تنورين الموجودة في الاسواق جاءت خالية من البكتيريا، أما في ما يتعلق بفحص العينات المأخوذة من مصانع الشركة فانها لم تصدر حتى الآن، وان الوزارة بانتظار صدورها قريبا ليصار الى إبلاغ الشركة في ضوئها وضوء تقارير التفتيش الصحي، بالشروط الإدارية والفنية والصحية الواجب عليها الالتزام بها لضمان سلامة المياه وصحتها وبالتالي ضمان صحة المواطن»… من جهته اكّد وزير الزراعة نزار هاني صباح، أنه «استلم صباح امس نتائج مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية وهي نظيفة لتسع عينات أُخذت عشوائيًا من الأسواق. ولفت هاني إلى أن «الموضوع تقني أكثر مما هو إعلامي وسياسي، وما حصل خطأ، وعلينا التحقيق لمعرفة من كان وراء تسريب الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يصل إلى الشركة.

كتبت صحيفة “النهار”: لم تحجب عودة الاهتمامات الرسمية والسياسية بالملفات “الكبرى”، سواء منها ما يتصل بملف حصرية السلاح في يد الدولة، أو المأزق الآخذ بالتصاعد حيال حسم مصير تصويت المغتربين وتحرير الاستحقاق الانتخابي من حقل الغام يترصده، أو التحفّز للملف المالي المتشعّب الاستحقاقات والموغل بدوره في مستويات من الخطورة، كل هذا لم يحجب ترددات وأصداء وتداعيات “فضيحة” وزارية محققة يتشاطر مسؤوليتها وزيرا الزراعة نزار هاني والصحة العامة ركان ناصر الدين مهما سيقت تبريرات للتخفيف من وطأتها. فأن تأتي النتائج المخبرية أمس كما أعلن وزيرا الزراعة والصناعة كل من جانبه، ومن ثم صدر بيان رسمي مسائي عن وزارة الصحة، أكد سلامة ونظافة “مياه تنورين” و”تبرئتها” من وصمة التلوث بعدما كاد تشهير بها يفضي إلى انهيار وإقفال شركة وطنية تضم مئات العاملين والموظفين، فهو أمر من غير الجائز التسامح بمروره من دون مساءلة في الحدود الدنيا للمساءلة الشفافة إذا أتيح لمعايير الشفافية التي تعلن الحكومة التزامها أن تنفذ. هذه الفضيحة أخذت جانباً غير مسبوق من انشغالات الرأي العام في ظل الخوف البديهي من شبهة التلوث أولاً، وتالياً فتحت ملف إدارة قضايا الرقابة الصحية على كل المنتجات، ولكن الحسم الإيجابي للفحوص المخبرية أعاد فتح ملف آخر هو”الإخفاق الوزاري” في إدارة مسالة تتصل بالصحة العامة كما ينبغي إدارتها بما لا يمكن معه السكوت عن المساءلة.

أما بالعودة إلى المشهد السياسي، ومع أن المواقف الرئاسية والسياسية يغلب عليها التأثر بتطورات “الحل الغزاوي” والتعامل مع يوميات الغارات الإسرائيلية على الجنوب والحدود الشرقية للبنان مع سوريا والبقاع الشمالي، فإن التوترات المتصلة بمأزق قانون الانتخاب تبدو مرشحة للتصاعد الحاد تباعاً. وسيتجه الكباش حول موضوع اقتراع المغتربين إلى مزيد من الاستقطابات بعدما وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى أولى جلسات العقد الثاني العادي للمجلس في 21 من الجاري لانتخاب هيئاته ولجانه، إذ يتوقع احتدام الصراع حول عقد جلسة لحسم الخلاف، فيما يتسرب اتجاه إلى التهرب من عقد جلسة مماثلة والتذرع بإلزامية مناقشة الموازنة قبل أي أمر آخر مما يرحل الخلاف إلى وقت يستحيل معه أي إلغاء للبند الوارد في القانون، والذي ينص على اعتماد ستة نواب لتمثيل المغتربين في أنحاء القارّات الست.

الجديد في هذا السياق أعلنه النائب غسان سكاف أمس بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة، حيث قال: “بالنسبة للانتخابات النيابية كان هناك تشديد من الرئيس بري على إجراء الانتخابات النيابية في أيار المقبل، ولكن يبدو أنه سيكون هناك اتجاه إلى إلغاء اقتراع المغتربين للنواب الـ6 وللنواب الـ128، وإذا كان هذا ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، طلبت من الرئيس بري أن نرجئ الانتخابات النيابية لبضعة أسابيع ليتسنى للمغتربين الاقتراع والمجيء إلى لبنان من أجل الاقتراع وقضاء فرصة الصيف”. وسيجتمع سكاف اليوم مع قائد الجيش للبحث في تحويل مطار رياق إلى مطار تجاري بعدما أنجز ملف هذا المسعى ويعرضه على الرؤساء الثلاثة.

وفي السياق الانتخابي، أوضح وزير الخارجية يوسف رجي أنه أحال إلى الحكومة مشروع قانون إلغاء المادتين المتعلقتين باقتراع المغتربين بعدما وصل النقاش إلى طريق مسدود، معتبراً أن خطوته جاءت انطلاقاً من واجبه القانوني والدستوري بعيداً من أي اعتبار سياسي، ونفى أن يكون نسّق مسبقاً مع رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة في هذا الأمر. وطمأن المغتربين بأنهم سيتمكنون من الاقتراع في لبنان في حال إلغاء اقتراعهم بصيغتي المقاعد الستة وعدم السير بخيار الـ128 نائباً.

في غضون ذلك، يتوجه رئيس الجمهورية جوزف عون الأحد المقبل إلى روما التي توجّه إليها أمس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للمشاركة في احتفال تقديس المطران اغناطيوس مالويان. وغداة إعلانه موقفاً لافتاً من الاستعداد للتفاوض مع إسرائيل، قال رئيس الجمهورية خلال استقباله أمس وفدًا من الحزب الشيوعي اللبناني: “أنا مؤتمن على هذا البلد، وأيّ وسيلة تُساهم في راحته، وتُبعد عنه شبح الحرب، وتُؤمّن تحرير الجنوب وإعادة الإعمار، فأنا مستعدّ للقيام بها”. وفي السياق، أبلغ عون إلى قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” الجنرال ديوداتو ابانيارا أن “عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعاً حتى يصل إلى نحو 10 آلاف عسكري مع نهاية السنة لتحقيق الأمن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها، وسيعمل الجيش مع “اليونيفيل” على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى تسلمه كل المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية العام 2027″.

الملفات الإعمارية والإنمائية والسياسية حضرت في مواقف رئيس الحكومة نواف سلام التي أطلقها خلال جولة واسعة قام بها أمس في صيدا للمرة الاولى منذ تشكيله الحكومة، وكانت لافتة الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها في كل محطات جولته. وأكد سلام الذي استذكر كبار رجالات الدولة والسياسة من أبناء صيدا أنه “في ضوء هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، ولا سيّما ما عبّرت عنه اللقاءات الأخيرة، ومنها مؤتمر شرم الشيخ من مؤشراتٍ على مرحلةٍ جديدة، يؤكد لبنان تمسّكه بموقعه ودوره الطبيعي في محيطه العربي والدولي، على قاعدة المصلحة الوطنية التي يجب أن تبقى البوصلة والميزان لكل السياسات والمقاربات”. وقال: “ما أظهرته هذه المرحلة يؤكّد أنّ الدول التي تُحسن قراءة التحوّلات التي تشهدها منطقتنا هي وحدها القادرة على حماية مصالحها وصون أمنها”. وشدّد على أن “بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً، كما نص عليه اتفاق الطائف، ليس مطلبًا سياسيًا فحسب، بل هو شرط وجودها كدولة. وكما نحن ملتزمون حصر السلاح بيد الدولة كما جاء في خطاب القسم لفخامة الرئيس وفي البيان الوزاري لحكومتنا، فنحن ملتزمون أيضاً بمسيرة الإصلاح في كل مجالاتها: المالية، والإدارية، والقضائية. فالدولة لا تُصلَح بالشعارات، بل بإرادة واضحة ومؤسسات فاعلة وقوانين تطبّق على الجميع دون تمييز. فلا أحد يجب ان يبقى فوق القانون، والدستور”. وتابع “فلنكمل مسيرة الإصلاح معاً، ولنعمل أيضاً على التمسك بديموقراطيتنا وتجديد حياتنا السياسية، فنجري الانتخابات النيابية في موعدها ولا نقبل بأي تأجيل لها”.

وكرّر متوجهاً “من صيدا إلى كل أهلنا في الجنوب، إنّ العودة والإعمار توأمان لا يفترقان. وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة. لكن الصراحة تقتضي الاعتراف أن ما كنا ننتظره من مساعدات لإعادة الإعمار قد تأخر لأسباب لم تعد تخفى على القاصي والداني. ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في السعي الدؤوب مع أشقائنا وأصدقائنا لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة لأهلنا إلى قراهم وبلداتهم الجنوبية المدمّرة”. واضاف: “كونوا على ثقة أن حكومتنا مصرة على التمسّك بحق كل اللبنانيين، ولا سيما أبناء الجنوب والبقاع والضاحية، بالعودة الكريمة إلى بيوتهم ومنازلهم وإعادة إعمارها، وهي تعتبر أنّ حق العودة والإعمار هذا ليس منّة من أحد، بل هو التزام وطني”.

على الصعيد الميداني، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس سلسلة غارات واسعة بدأها على منطقة بين بلدتي رومين وحومين وخربة دوير بين الصرفند والبيسارية.

كما أغار على وادي كفروة زفتا وعلى منطقة بين النميرية وكوثرية السياد واستهدف في بنعفول منزلين تم استهدافهما سابقًا.

ومساء شنّ غارة على بلدة شمسطار غرب بعلبك لم تؤد إلى إصابات. ثم أغار على منطقتي علي الطاهر والكوثرية.

المصدر: الوكالة الوطنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى