ريال مدريد الجديد… مثلث النار الذي يُشعل أوروبا ويُرهق ألونسو

سبورت 360 – ذكرت صحيفة “آس” أن ريال مدريد الإسباني يستعد لدخول مرحلة جديدة من مشروعه الرياضي مع الثلاثي الذهبي كيليان مبابي، جود بيلينجهام، وفينيسيوس جونيور، الذين يكوّنون أحد أقوى خطوط الهجوم في العالم، بقيمة سوقية مذهلة تبلغ 510 ملايين يورو.

ومع عودة بيلينجهام الكاملة بعد فترة تعافٍ، يسعى المدرب تشابي ألونسو إلى إيجاد المعادلة الصعبة، وهي كيفية الحفاظ على هذا البريق الهجومي دون فقدان التوازن الدفاعي الذي عانى منه الفريق الموسم الماضي.

ألونسو، في حديثه قبل فترة التوقف الدولي، أكّد أن “بيلينجهام سيعود أفضل بعد أسبوعين من التدريبات، وسيكون عنصرًا أساسيًا في المرحلة المقبلة”، مشيرًا إلى أن غيابه عن فترة الإعداد الصيفي أثّر على انسجام الفريق في بدايات الموسم، ويعوّل المدرب الباسكي على استقرار هذا الثلاثي ليقود مشروع “مدريد الجديد”، وهو المشروع الذي تُبنى عليه السنوات القادمة في سانتياغو برنابيو.

لكن الأرقام تطرح تساؤلات مقلقة، ففي عهد أنشيلوتي، لعب الثلاثي معًا 30 مباراة، ففاز الفريق في 17 فقط، وتعادل في 3 وخسر 10، جميعها أمام منافسين كبار مثل برشلونة الإسباني، باريس سان جيرمان، وأرسنال، والأسوأ أن مدريد تلقى 48 هدفًا في تلك اللقاءات، بمعدل 1.6 هدف في المباراة، وهو رقم مرتفع جدًا بالنسبة لفريق بحجم “المرينجي”، والمفارقة أن هذا التراجع لم يكن بسبب ضعف الأداء الفردي، إذ سجّل مبابي 44 هدفًا، فينيسيوس 22، وبيلينجهام 15، لكن المنظومة ككل افتقدت التوازن بين الهجوم والدفاع.

بيلينجهام، مبابي، وفيني بقيمة 510 مليون يورو يشكلون أقوى ثلاثي هجومي في العالم ولكن!

أمام تشابي ألونسو الآن لغز تكتيكي معقّد، ففي الديربي الأخير الذي انتهى بخسارة ثقيلة (5-2)، اعتمد المدرب على خطة 4-2-3-1، التي أظهرت تماسكًا هجوميًا في بعض الفترات، لكنها كشفت هشاشة في خط الوسط خصوصًا عند غياب غولر عن المنطقة المركزية إلى جانب تشواميني، ومن جهة أخرى، أظهرت التجربة انسجامًا كبيرًا بين مبابي وجولر، إذ قال اللاعب التركي مؤخرًا: “أحيانًا لا نحتاج للكلام، نفهم بعضنا بنظرة واحدة”.

وفي انتظار عودة كارفاخال قبل الكلاسيكو المرتقب، يضطر فالفيردي للعب كظهير أيمن، ما يجعل مباراة برشلونة المقبلة أول اختبار حقيقي لتشكيلة مدريد المثالية، ومن وسط الميدان فصاعدًا، الثلاثي مبابي–بيلينجهام–فينيسيوس لا يتركون سوى ثلاثة مقاعد متاحة، منها واحدة ثابتة لتشواميني، وأخرى غالبًا لفالفيردي، لتبقى المنافسة مفتوحة بين جولر وماستانتونو على المقعد الأخير، والتركي يملك أرقامًا مبهرة (4 أهداف و6 تمريرات حاسمة، أربع منها لمبابي)، بينما الأرجنتيني الجديد يُجسد “جين المنافسة” الذي يعشقه ألونسو، وقد كلف النادي 63.2 مليون يورو لضمه.

بين وهج الأرقام وضغط التوازن، يجد ريال مدريد نفسه أمام مفترق طرق تكتيكي، فالمشروع يبدو مذهلًا على الورق، لكنه يحتاج إلى اتزان في الميدان يضمن استمرار “مدريد الجديد” كأقوى مشروع كروي في العالم، لا كأكثره بريقًا فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى