في قرى جزين.. أملاك مسيحية تحوّلت الى مستودعات أسلحة ومراكز تدريب وخنادق لـ”الحزب”!

لطالما تمّيزت قرى قضاء جزين بجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة وغابات الصنوبر والسنديان والصفصاف، الى جانب جذبها الكبير للسيّاح، لكن تلك المشاهد لم تعد عنوانها الاول بعد دخولها الخطوط الساخنة، جرّاء الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فدفعت كغيرها من القرى والمدن اللبنانية فاتورة الحرب، التي فرضت عليها فتحمّلت تبعاتها وتداعياتها بعد تعرّض بعضها للقصف والخراب، كما برزت مشكلة كبيرة يصعب حلّها إثر مصادرة حزب الله لمشاعات وأملاك خاصة، يملكها مسيحيون يُمنعون من إستثمارها كمناطق زراعية، ويقتصر دخولهم بإذن من “الحزب” ولفترة زمنية محدّدة بعد سلسلة من الاسئلة، وفق ما أشار بعض الاهالي خلال جولة لموقع LebTalks على بعض قرى جزين منها روم وقيتولي وجزين المركز وبكاسين وكفرحونة، اما اللائحة فتطول لتضم جبل الريحان وكفرفالوس ولبعه ومشموشة ومجيدل، وبصليّا وبتدين اللقش وسنيّه وصفاريه وصيدون، وحيداب وكرخا ولبعه وجباع ومجيدل وغيرها من البلدات، التي يعاني بعضها من المشكلة التي ذكرناها، لانّ حزب الله يسيطر على بعض اراضيها منذ سنوات ومن دون أذونات من مالكيها من ضمنهم الشيعة ايضاً، تحت عنوان “المقاومة ضد إسرائيل”، فيما الحقيقة تشير الى انّ تلك الاراضي تحوّلت الى مراكز حزبية او مواقع للتدريب العسكري او مستودعات للسلاح وبعضها الى خنادق!

إستيلاء على دير المزيرعة في كفرحونة

الى ذلك أفاد بعض أهالي بلدة كفرحونة لموقعنا، بأنّ بعض الاراضي اصبحت محظورة على مالكيها لأسباب أمنية، تخص سلامة عناصر حزب الله كما يقولون هؤلاء للمالكين، وسألوا: “ماذا لو اراد احدهنا إقامة مشروع في ارضه التي تحولت الى مركز عسكري؟”.

ولفتوا الى إستيلاء “الحزب” على دير المزيرعة العائد لطائفة الروم  الكاثوليك  في كفرحونة، والذي تحوّل محيطه الى مركز تدريب عسكري مع مستودع للاسلحة، الامر المرفوض بقوة من قبل الاهالي الذين باتت حياتهم في خطر، فدخلت الوساطات على الخط لكنها لم تصل الى نتيجة.

في غضون ذلك أبدى الاهالي خوفهم من حرب مرتقبة أكثر خطورة من التي سبقتها، من ناحية سقوط الضحايا  والدمار والخراب جرّاء معارك عبثية، سار مَن فرضها على دروب التفاوض مع إسرائيل، فيما ما زال حزب الله يكابر رافضاً تصديق الواقع، فلماذا هذا الانتشار في قرى مسيحية بعيدة عن خطوط المواجهة المحتملة مع الاسرائيليين؟، معتبرين انّ اسباباً اخرى وراء كل هذا الانتشار!

في كفروة مساحات مُصادرة للرهبنة الانطونية

المشهد عينه في وادي كفروة، حيث تمّت مصادرة مساحات شاسعة عائدة للرهبنة الانطونية تحوّلت الى مستودعات اسلحة، اما الوضع الاكثر خطورة فيسجّل في جبل طورا حيث يُمنع الدخول منعاً قاطعاً، بسبب وجود مطار للمسيّرات ومراكز تدريب، ومواقع عسكرية وإنتشار للحزب على مشاعات للدولة، وأحراج وأودية في قرى جنسنايا والحسانية ووادي الليمون وتلة برتي والسفنتي وصولاً الى مزرعة كفرا، كذلك في الصوّان والرمانة واللويزة ومزرعة الزغرين وبركة جبور.

هذه الصور غير المطمئنة اقلقت الاهالي من عملية تهجير واسعة من قرى قضاء جزين، حيث غادر بعض القاطنين الى المناطق الآمنة وبعضم هاجر ولم يعد، واليوم تنتشر روايات عدة وضعت قاطني تلك المناطق في أجواء قاتمة، خصوصاً بعد بيع المسيحيين نسبة كبيرة من اراضيهم بحجة العوز، جرّاء تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية، وعمليات البيع هذه مستمرة بقوة، على الرغم من الدعوات الى ضرورة  الحدّ منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى