أقام رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف إفطارا بعنوان ” إفطار المحبة، مائدة الاخوة والسلام”، في قلاية الصليب في دار المطرانية شارك فيه، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد مرتضى، رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، النواب طوني فرنجية، ايلي خوري، فادي كرم، ايهاب مطر، طه ناجي، ميشال الدويهي، اديب عبد المسيح، غياث يزبك، جورج عطالله، وليم طوق وسجيع عطية، العميد جمال ناجي ممثلا النائب اشرف ريفي، سمير الترك ممثلا النائب فيصل كرامي ، النائب والوزير السابق محمد الصفدي، مفتي عكار زيد بكار زكريا، مفتي طرابلس والشمال ممثلا بأمين سر دار الفتوى في الشمال الشيخ بلال بارودي، راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خير الله، رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، النائب البطريركي على نيابة الجبة بشري واهدن زغرتا المطران جوزاف نفاع، الاب جبرائيل ياكومي ممثلا متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الاورثوذكس المطران افرام كرياكوس، رئيس المجلس الاسلامي العلوي ممثلا بعضو الهيئة الشرعية الشيخ محمد عبد الكريم، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك الجديدة، نقيب المحامين في طرابلس والشمال سامي مرعي الحسن، نقيب الاطباء في طرابلس والشمال محمد صافي، نقيب اطباء الاسنان في الشمال الدكتور ناظم حفار، رئيس المحكمة الشرعية في الشمال القاضي محمد زغيب ممثلا بمحمد حسين، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية الخوراسقف انطوان مخائيل، الخورراسقف اسطفان فرنجية، الخوراسقف نبيه معوض، مسؤول كنيسة السريان الاورثوذكس في طرابلس المونسنيور سمير حجار، رئيس دير مار فرنسيس في الميناء الاب كويريكو كاليل، اعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى محمد المراد، منذر حمزة، الشيخ ربيع المحمد، الشيخ وليد اسماعيل، وائل زمرلي، اسامة طراد، اسامة الزعبي، كفاح كسار وبلال بركي، مدير مكتب دار الفتوى في الشمال السيخ معين ادريس، مدير المراسيم في المجلس الاسلامي العلوي جلال ضاهر، اضافة الى عضوي اللقاء للحوار الديني الاجتماعي الدكتور نبيل عقيص والدكتور مصطفى الحلوة، رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية الدكتور سابا زريق، رجل الاعمال محمد اديب، الدكتور جان جبور، مسؤول التنمية والتطوير الشيخ علي السحمراني، مدير الدائرة المالية في عكار كارلوس عريضة وفاعليات.
وقال سويف:”اولا ارحب بكم واعبرعن فرحي الكبير، فرح المطرانية والابرشية بهذا القاء السنوي ، الذي يعني لنا بشكل اساسي بحياتنا ورسالتنا ومسيرتنا ككنيسة ، بمسيرتنا كعائلة مسيحية تلتقي بالعائلة المسلمة برمضان الكريم ، بهذا الشهر المبارك لنقول امام الله نحن في البداية والنهاية عائلة واحدة امام الرب ومحبته ورحمته اللامتناهية ، وعائلة لبنانية واحدة . في هذا اللقاء حريصون ان نحافظ عليه ونجدده بهذا العمق والابعاد ، اسمحوا لي اولا ان انقل لكل الاحباء تحية ومحبة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مع اخوتنا المطارنة الذي زرناه صباحا لنعيده بعيد البشارة ، لاننا استثنائيا نعيد هذا اليوم ، فعندما يقع عيد البشارة باسبوع الآلام ينقل الى اسبوع الاول بعد القيامة ، وذكرت لسيدنا البطريرك اننا اليوم لدينا افطار في المطرانية وكان سعيدا بهذا التقليد ، وقال لي ان ابلغكم محبته لكم جميعا”.
اضاف:”يا احبائي، هذا الشهر المبارك ورمضان الكريم الذي يتلاقى مع القيامة والفصح المجيد ، وهذا خلال الايام الذي نستقبل فيها بالعيد كان على لسان وفي قلوب الناس الذي زارت المطرانية في طرابلس والذي زارتنا بالقبيات في دار المطرانية في عكار، وكانت الناس بعفويتها وعمقها قالوا ان الله يباركنا بالعيش المشترك في هذه المناسبة المقدسة معا. واقول ان مشاعر الناس الصادقة، والعفوية الموجودة في عفوية الناس وقلوبهم تعكس المحبة الموجودة في قلب لبنان ، وهذه المسألة نفتخر بها ، لذلك في هذه المناسبة الوطنية ، وهذا الافطار هو افطار الاخوة الانسانية ، الاخوة الانسانية التي تجمعنا على قيم روحية واجتماعية وانسانية لان الهم واحد ، لان الماء واحد والهواء واحد ، لان قضية الانسان واحدة وكلنا نتحد بهذه القضية امام الرب وامام بعضنا البعض، في هذا الافطار من هذا العام اريد ان انوه بمسألة عزيزة على قلبي وأهنئ اعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى وابارك لهم ، ولا اخفي انه منذ وقت الانتخاب انا كنت اريد ان اعقد لقاء تكريميا ، وعندها بدأت الازمة في غزة وتم تأجيل هذا اللقاء لوقت لاحق ، وفي عيد الميلاد لم نستقبل احدا تضامنا مع الناس المجروحة والاطفال والامهات والشعب والقضية التي تعتبر ام القضايا في العصر الحديث”.
تابع:” لذلك ابارك اليوم للمجلس ، ونصلي للرب ان يباركهم بهذا المجلس وعضويتكم وكل ما يعود من تفكير ومشاركة يعود لبناء الانسان وخيره، كما ان هذه المناسبة يعز علي ان اهنئ وانوه بمبادرة خرجت من طرابلس وهي مؤسسة اللقاء للحوار الديني والاجتماعي ونبارك لمعالي الوزير الصفدي مع صاحب السماحة مع اعضاء المجلس وكل الامناء ، وهذه المبادرة مباركة هي الحجر بهذا المدماك الوطني لتعزيز الثوابت الوطنية ، بحوار ديني واجتماعي اللذين يلتقيان ويتكاملان ويعكسان لبنان وطبيعة لبنان الذي يقوم على الحوار ، فالحوار ليس فقط حول طاولة بل الحوار الذي نعيشه يسمى حوار الحياة اليومية. لقاؤنا اليوم هو حوار، وجودنا في قرى واحدة وقريبة من بعضها البعض هو حوار الحياة اليومية، لذلك نشكر الرب على هذه المبادرة ونتمنى ان تكبر وتتوسع بخاصة بين الشباب، فانا احمل هم شبابنا الذين ينحرفون وراء آفات ومخدرات وغيرهم من الافات المضرة للانسان وحياته، ولا نريد ان ينسى الشباب جمال لبنان ، والقيم الموجودة فيه والتي تساهم مؤسسة اللقاء بتعزيزه ونشره”.
قال :”هذا الشهر المبارك هو شهر الصوم والصلاة، اي شهر من خلاله نتحدث مع الله ونعيش الصوم الذي هو اماتة وانقطاع عن الاكل ولكن موت عن الذات ، والتغذية تكون من خلال كلمة الله التي تغذي فكر وعقل الانسان وكل نوايانا وكما ذكرت بداية ان الناس سعداء وهذه علامة خير وايجابية ان الناس فرحت في هذا الزمن المشترك الذي نعيش فيه كلنا معا هذه الابعاد الروحية ، وهذا الزمن هو زمن الرحمة والمحبة مع الضعفاء والمجروحين ومع المتألمين في هذا الواقع، وهؤلاء اصبحوا هم الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني ، واقول امام الرب وامام ضمائرنا وامامكم جميعا وكل منا من موقع مسؤوليته علينا ان نغير هذا الواقع ليتمكن اكثرية الشعب اللبناني عيش الاستقرار والبحبوحة”.
واشار الى ان “هذا الافطار يعكس جمال الايقونة اللبنانية ، هذه الايقونة اللبنانية التي تعتبر فسيفساء اي تنوع ولكن هناك وحدة ، تنوع الذي يعبر عن الغنى الذي لا يهدد الآخر المختلف ، التنوع الذي يعكس غنى الله الذي وضعه في قلب كل انسان مخلوق على صورته ومثاله ، ولكن الوحدة هي وحدة القلوب المليئة بالمحبة ، ولبنان اي التنوع في الوحدة في القضية اللبنانية في الثوابت اللبنانية والوطنية ، لذلك لا بد ان نكون متعددين ومتنوعين بافكارنا ولكن لا نستطيع سوى ان نكون واحدا امام القضية اللبنانية وامام لبنان ، لبنان وطننا وانتمائنا، لبنان بلد الاولاد والاجيال الجديدة ، نعم رمضان هو رمضان الكرامة الانسانية ، وحقوق ووجع الناس ، لذلك امام كل المبادرات التي تصير في الجمعيات والمؤسسات والمؤسسات الدينية تلتقي مع المؤسسات الحكومية ولكن لا بديل عن الدولة”.
تابع:” دعاؤنا بهذا الشهر المبارك والايام المقدسة، ان تتجدد دولتنا فلا بديل عن الدولة ، ولا يمكن لاحد ان يحل مكانها وهذه مسؤولية انسانية وجماعية ، هذا رمضان هو رمضان قيامي وقيامة للوطن ، هذا زمن الرجاء زمن الايجابية ، وهذا ما نختبره في قلب الازمة وفي قلب السواد ، فالشخصية اللبنانية تنهض وتخترع وتبتكر حل وتتطلع بايجابية ، لبنان يتجدد بثوابته وبمنهجية جديدة ، ثوابت العيش معا والمشترك بهذا الاختبار الوطني العائلي من خلال ثوابت اولها احترام الدستور ولكن بمنهجية اسمها منهجية المواطنة ، التي تتطلب اداء جديدا فلا عيب ان يعيد الانسان حساباته، ويجب ان نعيد حساباتنا بادائنا ليكون اداء جديد يحفز على استعادة الثقة بالبلد على النمو والتطور السليم”.
وختم:” بهذا العيد، حيث جعل لبنان من عيد البشارة عيدا وطنيا وهذا سابقة عالمية ، حيث اصبح هذا العيد عيدا لكل الأديان لذلك لبنان سباقا في الفكر والتطلع والمبادرة ونطلب من الرب ومن سيدتنا العذراء وفي صلاتنا ان تثبتنا بهذه الوحدة وتحمي لبنان من كل أذية”.
زكريا
من جهته، قال زكريا:”باسمي وباسم مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، اشكر المطران سويف على هذه المائدة التي جمعتنا واسماها سيادته بمائدة المحبة ، وهذا ليس غريبا عليه، فهو صاحب مبادرات ونشاطات وطنية تجمع الجميع، وما أحوجنا الى سماع هذه المصطلحات في حياتنا اليومية، ولكن اليوم نسمع مصطلح البارود والقتل والجريمة والسرقة والإبادة. اما في هذه الدار، نسمع هذه المصطلحات الوطنية الجامعة، نسمع مصطلحات السلام والمحبة والعيش الواحد والتلاقي والاخوة بل لعلنا وهذا واجبنا واجب كل انسان ان يزرع الامل والبشارة كما بشرت الملائكة بولادة عيسى ، اذ قالت الملائكة يامريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، مهما اشتد الظلام ومهما كانت العواصف جدير بنا جميعا ان نأخذ برعيتنا وابنائنا باهلنا بناسنا سواء كنا رجال دين او رجال سياسة، ان نأخذ بايديهم الى المحبة لا الى الاصطفاف لا الى الحشد، شارع يواجه شارع ، رأينا تجارب على هذا البلد الذي ماعاد يتحمل”.
تابع:” ما احوجنا الى التلاقي والاجتماع، وما احوجنا الى نبذ الخلافات وتركها وراءنا ، الا نريد ان نسمع اوجاع الناس انهم يصرخون على ابواب المستشفيات بل يموتون انهم يصرخون على ابواب الجامعات والمدارس ، وغص المطار بهم للسفر ، وغرقت المراكب بهم بحرا، حتى باتت تسمى مراكب الموت ، هذا كله يبقى مستمرا ان لم نجلس مع بعضنا البعض ، نتحاور نتلاقى نتنازل لبعضنا البعض ، ليس هناك طائفة رابحة انما هناك وطن خاسر”.
اضاف:” نعم لقد خسرنا جبالنا وسهولنا وودياننا وثروتنا المائية ، لبنان كان موئلا للسياحة و الاستشفائية والسياحة الصيفية والشتوية ، لبنان الذي كان منبع العلم والعراقة والجامعات أين هو اليوم ؟ ماذا سنقول لأجيالنا ، ماذا سنورث لابنائنا ؟ هذا ما يجب ان نقف عنده جميعنا ونحن لا نزال نعاني من الشغور الرئاسي ، لا ينبغي ان ننتظر ان يجمعنا احد، ما الذي ينقص اللبناني ؟ اللبناني نراه في كل بلدان العالم يصل الى سدة الرئاسة والى البرلمان والى الحكومات من خلال المناصب الحكومية. في كل المواقع اللبناني، هو الناجح ، اما يكفي ما نشاهده ونراه من تفكك هذا البلد وهجرة ابنائه، وهجرة اولاده حتى صاروا على ابواب السفارات يتسكعون امام ابواب الجمعيات ينتظرون الحصة الغذائية”.
وقال:”ما هذا هو اللبناني ، اللبناني الذي نعرفه ولعل جميعكم سافر واغترب يدرك مدى المحبة التي يدركها الكثير من الناس للبنان وللبناني ، هذا الجميع يدركه، علينا ان نتعاضد ونتعاون ، فوجع غزة ليس بعيدا عنا امام هذا العدو المتغطرس، الذي لا يفهم الا لغة البارود والابادة والقتل فلم يفرق بين مسيحي او مسلم ، ولم يفرق بين مسجد اقصى ولا كنيسة القيامة ، ولم يفرق بين شيخ ومطران ، ولم يفرق في الاستشفاء ولا مع الصحافيين والاعلاميين ، فعلينا ان نتلمس العبر والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه”.
ختم :” ما احوجنا الى استلهام دروس الصيام والاعياد والمحبة ، اسأل الله تعالى ان يجعل دياركم عامرة وان يجعل قلوبنا بالمحبة مليئة، وان يجعل هذا الوطن سليما معافى، وان يبعد الله عنا وعنكم الحاقدين والحاسدين، ويرفع عنا وعنكم الوباء وكيد الأعداء”.
4 7 دقائق